وكى لا نضل عن مستهدفنا المصرى.. «نعود جبرا».. للتذكير بماهية مسيرة.. «إبراهيم»
أيها القارئ.. «العزيز».. أيما كنت وأينما كنت.. حينما ذكرت سابقا ومستبقا أن.. «قدر مصر».. هو قدر محورى سياسي.. «عالميا».. لم يكن ذلك منى نوعا من.. «الإدعاء».. أو نوعا من بطلان.. «التعالي».. بنسبى المصرى الكريم حقا.. فلا يجوز ذلك قط لبحث علمى مسئول بمقياس.. «الذكر الحكيم».. وخاصة إن كان الباحث يعلم يقيناً أن التعالى علي.. «الحق».. بمُلك الله هو شرك عظيم.. وحينئذ.. يتحتم على الباحث إثبات ما ذكره.. فإن لم يستطع ذلك فعليه ذكر.. «اعتذاره».. بل وبيان حق مراجعة.. «أهل الذكر».. لما قام بذكره من قبل..
والآن.. وقبل أن نتحدث ذكرا عن.. «قدر مصر».. وأصول حق رفعة تأصيله.. «محوريا سياسيا عالميا».. وليس إقليمياً عربياً فقط.. فعلينا تأكيد ذكر ما هو آت.. (ا) أي.. «قدر».. مادى معنوى أو متكامل بهما.. قد قام بمقتضي.. «إرادة الله».. سيظل قائم على أصول قوائمه.. «حتى قيام الساعة».. (ب) رفعة وكرامة.. «الأقدار».. الخاضعة لطرفى مشيئة.. «الاختيار السياسى العبودي».. بمقتضى ما أحقه الله.. «ربوبيا».. من ابتلاء سياسى عبودى علي.. «الجن والإنس».. وكان سبب خلقهما.. (56/ الذاريات).. وبمقتضى ما شهدنا به على أنفسنا من شهادة.. (173/ الأعراف).. وبمقتضى ما حملناه من.. «أمانة».. لم تعرض علينا.. (72/ الأحزاب).. فإن رفعة قوائم ذاك القدر.. «أو عدم رفعتها».. هى خاضعة لحق أو باطل.. الاختيار السياسى العبودى وأسبابه.. «من الناس».. وما ارتضوه من.. «ولاية حكم سياسي».. (ج) فماذا لو صار حكم الناس.. «الغالب فى الأرض».. تابع لجهالة.. «مشيئتهم الاختيارية».. وناقض لما شاءه الله لهم فى الأرض من.. «كرامة».. حينذاك.. يرسل الله آياته العقابية.. فيدمر غلبة البطلان فى الأرض.. «وينجى عباده المؤمنين».. وهذا ما حدث.. «بطوفان زمن نوح».. ونجاة نوح ومن معه من الذين أمنوا.. «وإغراق أعداء الذين أمنوا».. وتلك كانت نشأة جديدة بالأرض.. نعم.. «نشأة».. هى منحة ثانية.. لم تنفصل قط عما أراده وشاءه.. «الله رب العالمين».. والذى ذكرناه.. (د) نعم.. نشأة كان عنوانها الإيمانى من بعد.. «نوح».. هو.. «إبراهيم».. الذى كان من شيعة نوح.. (83/ الصافات).. وبتلك البداية الجديدة.. بدأت وتأسست.. «محورية قدر مصر الكريم».. سياسيا عبوديا.. «عالميا».. وعلينا ألا نغفل قط عن أن.. «علو كرامة ذاك القدر أو عدم علو كرامته».. هو اختيار سياسى بيد أهله.. «كما ذكرنا من قبل».. نعم.. بيد أهل الذكر وشعب مصر.. كما علينا ألا نغفل قط عن.. استدامة استحضار فهم واعقال.. علم الله المستبق.. «إبراء».. واقعية الخلق.. ودون ذلك.. سيظل حق السياسة العبودية.. «عالميا».. فيما هو به من.. «متاهة كبري».. يدير ضلالها أشد الناس عداوة للذين آمنوا.. «وهم اليهود والذين أشركوا».. (82/ المائدة)..
والآن.. وكى لا نضل عن مستهدفنا المصري.. «نعود جبرا».. للتذكير بماهية مسيرة.. «إبراهيم».. حيث كان.. «فتي».. يبحث عن علياء نورانية.. «ربه».. كى يكتمل له.. «ذكره».. بحق ما شهد به على نفسه.. «حين كان ذر».. نعم.. هكذا كان بحثه بالسماء حين جن الليل عليه.. بحثه فى نور الكواكب ثم القمر وحتى الشمس حين أشرقت بصباح يومه.. ولكن نور كل هؤلاء كان.. «يأفل».. وذاك ما هداه إلي.. «ربه».. الذى لا يأفل نوره.. حينذاك.. وبقوة دفع هدي.. «تقويم العلم على الحلم».. راح يدعو عنت كفر قومه.. «للحق».. فلما أعرضوا راح فحطم.. «أصنامهم».. (89/ الصافات).. فألقوا به فيما صنعوا له من.. «جحيم نار».. فجعلها الله.. «بردا وسلاما عليه».. وتلك كانت آية من الله.. «لإبراهيم».. بل وبداية حق يقين إسلام إبراهيم.. حيث قال الله له.. «أسلم فقال أسلمت لرب العالمين».. (131/ البقرة)..
انظر أيها القارئ.. «العزيز».. بإمعان عميق لما هو آت.. (ا) جعل إبراهيم ما سبق.. «كلمة باقية فى عنقه».. (ب) نعم.. كلمة قدمت حلمه على علمه.. بل جعلته أواه حليم منيب.. (75/ هود).. (ج) حق يقين إسلام إبراهيم.. بلغ حد التسليم بأن ما من.. «خلجة».. تخالج نفسه.. إلا وهى أمر من الله.. «مستحق التنفيذ الفوري».. مهما بدا ظاهر تنفيذه.. «عجبا أو مستنكر».. من العامة أو حتى أهل العلم.. وكأن بحال إبراهيم العبودى السياسى هذا.. قد تعدت طاعته لله طاعة الملائكة الذين لا يعصون لله.. «أمرا».. ولله الحكم والعلم كله.. وسوف نرى بمسيرة إبراهيم.. «طاعات لله».. تؤكد ظنى السابق.. (د) بما سبق أو ببعضه.. «أو بعلم الله المستبق إبراء خلقه».. صار حق يقين إسلام إبراهيم لله.. وكأنه هو الإسلام الذى ارتضاه الله.. نعم.. «فقد جعل الله إبراهيم إماما للناس».. (124/ البقرة).. بل واتخذ الله إبراهيم.. «خليلا».. (125/ النساء).. (ه) من أسرار حق يقين إسلام إبراهيم.. هو قول الله عنه.. بأنه من أطلق اسم.. المسلمين على اتباع.. «محمد».. (78/ الحج)..
ملاحظة هامة:
على كل منا كمصرى أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب.