أنا شخصياً شعرت بارتياح بسبب إفلات خريجات الجامعة من دراسة الجهاز المركزى للإحصاء بعد الدراسة التى أثبتت أن هذه الفئة من فئات المجتمع أصبحت نسبة الطلاق بها أقل من نظيراتها بالنسبة للشهادات المتوسطة وأحسب أن بهذا الوضع يمكن القول إن المجتمع بدأ يتوازن بل وبدأ يساير قواعد المنطق بصفة عامة..
ولقد كنا ندرس فى كلية الآداب منذ عدة عقود أن التعليم العالى بالذات يضفى على الفتاة نوعاً من الرقى الذاتى والتذوق الاجتماعى لكن جاءت فترة زمنية معينة بدت نسبة خريجات الجامعة أنهن يسرن فى الاتجاه المعاكس وكأنهن يعاندن الاتجاه السائد حتى جاء الوقت الذى بدأن يصلحن فيه من أحوالهن ويغيرن من سلوكهن مع أنفسهن بأن الزوج الذى تختاره أو يختارها تحت ضغط الزمن والظروف ليس واردا أن يتحول إلى عدو أو إلى «عفريت من الجن».. طبعاً هذا لا يمنع من أن زوجات جامعيات يقعن تارة فى خلافات داخل محيط الأسرة يتعذر احتواؤها مهما بذل الطرف الثانى من محاولات ومحاولات مستميته.
مثلاً.. طبيبة علاج طبيعى متزوجة من زميل لها وهو شاب متخرج فى جامعة القاهرة ومتدين ومتواضع وفجأة انقلبت عليه دون أسباب جوهرية وأقامت ضده قضية خلع وكسبتها وتمكنت من الشقة وفقا لحكم القضاء وهنا وقف الشاب الطبيب حائراً لا يعرف كيف يتصرف بل لا يصدق ما حدث من أم ابنه وابنته وسيطرت عليه الهموم والأحزان حتى استطاع أن يتماسك مؤخراً..!
هذه الزوجة ليست مثلا أو نموذجاً لكنها تمثل حالة موجودة فى المجتمع.
>>>
أيضاً رجل أعمال ناجح ارتبط بزوجة جميلة والمفروض أنها بنت ناس وأنفق على زواجه منها مئات الألوف من الجنيهات فوجئت بأنه يتصل بى ونبرة صوته تختنق بالبكاء ليقول:
اعذرنى إذا ارتكبت جريمة ضد هذه الزوجة التى أحالت حياتى إلى جحيم.. وحاولت جاهداً التهدئة من روع الرجل لكنى موقن أن النار العائلية سوف تظل مشتعلة إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً..
لكننا فى جميع الأحوال نحمد الله سبحانه وتعالى على أن الغالبية العظمى من بنات الجامعة ينجحن فى تلافى المشاكل الأسرية بقدر الإمكان وأنا هنا أعزى السبب إلى الارتقاء الفكرى كما أشرت آنفا.
>>>
أما فيما يتعلق بما تضمنته دراسة الجهاز المركزى للإحصاء بالنسبة لانخفاض عقود الزواج فهذا أمر طبيعى بالنسبة للظروف الاقتصادية الصعبة وتعذر الحصول على وظيفة لا يصلح الدخل الناتج عنها لفتح بيت أو حتى غرفة صغيرة فوق السطوح.
ثم.. ثم.. فبالرغم من ذلك فقد زادت مساحة التطلعات بنسبة كبيرة للغاية.. فهذا الشاب الذى يشكو الفاقة يتطلع إلى اقتناء فيلا علما بأن أقل فيلا الآن يبلغ ثمنها عدة ملايين من الجنيهات.. والسؤال: من أين بينما «اليد قصيرة والعين بصيرة» كما يقول مثلنا الشعبي..؟!
>>>
عموماً.. دعونا نتفاءل وإن شاء الله بعد أن يؤهل الشباب لسوق العمل وهو مسلح بأدوات حديثة متطورة وبعد أن تتعامل الفتاة مع من اختاره قلبها قبل عقلها على اعتبار أنه شريك العمر بحق وحقيق سوف تتغير دراسات وأبحاث الجهاز المركزى للإحصاء الذى نشكره على جهوده فى تبصيرنا بأمور حياتنا بحيادية ودون حرج وبلا خوف أو وجل.
>>>
و.. و ..شكراً









