ارتباط قوى لا يقبل التجزئة بين قوة الشخصية وصفاء النفس وتصالحها مع نفسها
الشخصية القوية هى تلك التى لديها القدرة على التطور والنمو والاختيار السليم والتمييز بين الصواب والخطأ وإدراك الواقع الحاضر وتوقع المستقبل.. مع تمكنه من مواجهة التحديات بصورة أكثر واقعية وبقرار أكثر ملاءمة.
كما أن الشخصية القوية تملك من القدرات على فن التعامل مع الآخرين والقدرة على الاحتواء واتخاذ القرار السليم فى الوقت السليم.. وهناك من يولد قوى الشخصية فكما يرث أحدنا الصفات الجسدية لآبائه وأمهاته فإنه قد يرث صفاتهم النفسية ولكن ذلك لا يعنى أن قوة الشخصية قد تأتى بالاكتساب فظروف الحياة والتجارب التى يمر بها الإنسان تمثل عوامل مساعدة فى بناء شخصية قوية وقوة الشخصية ليست فى استعراض العضلات والحماس الزائد والانفعال وارتفاع الصوت فى النقاش مع الآخرين فالشخصية القوية فى مفهومها المتوازن هى التى تجيد فن التعامل مع الآخرين وتتسم بالهدوء وعدم فرض رأيها على الغير بالقوة، فالثقة بالنفس والحجة القوية لا تحتاجان لالزام أو انفعال ولا تأتى أبدا بالصوت العالي، والشخصية القوية هى من تمتلك الإرادة الصلبة والعزيمة القوية وهى شرط التطور والتغير والثبات والاستقامة.
الحقيقة المؤكدة أنه يوجد ارتباط قوى لا يقبل التجزئة بين قوة الشخصية وصفاء النفس وتصالحها مع نفسها والتى تعنى الارتقاء بالنفس والعلو فكلما ارتفعت النفس وعلت تواضعت.. وبطبيعة النفس البشرية التى جبلت على الطموح والتطلع إلى المستقبل، وقوى الشخصية صافى النفس هو الذى يسعى لتحقيق أهدافه وهو متمسك بالمبادئ والقيم التى لا تجعل الغاية تبرر الوسيلة لأن قوى الشخصية المتوازن هو من تكون قراراته وسلوكياته مقرونة بالقيم والأخلاق والمبادئ التى تحث عليها جميع الشرائع السماوية والدساتير المجتمعية والإنسانية.
فالإنسان قوى الشخصية الناجح المتوازن فى طموحه هو من يتخذ قراراته وتصرفاته وهو متصالحا مع نفسه أولا حتى يكون بالتبعية متصالحا مع كل من حوله فيعيش فى المجتمع مستقرا مطمئنا يحب للغير ما يحبه لنفسه.
هنا أؤكد أن صفاء النفس وتوازنها وتصالحها مع ذاتها هى الركن الأساسى الذى تبرز منه قوة الشخصية فدائما ما يكون هذا الشخص قويا متوازنا هادئا يواجه كافة الأمور الحياتية والمشكلات المجتمعية والأزمات الواقعية بفكر هادئ وقرارات مدروسة وتصرفات محسوبة، وعلى العكس تماما نجد من يفقد هذه المقومات الشخصية للثبات النفسى والتصالح مع الذات فاقدا للقدرة على التعامل مع المجتمع وعلى التصرف فى مواجهة المواقف والأزمات، إضافة إلى أنه بفقده صفاء النفس وتصالحها يفقد المحيطين به والمتعاملين معه.
وختاما أدعو الله تعالى أن يجعلنا جميعا أصفياء فى نفوسنا يجمعنا الحب والود والحفاظ على قيم مجتمعنا والمصلحة العليا لوطننا.. وأن نتوج ذلك بإرادة قوية وعزيمة صلبة تكون داعمة لنا فى مواجهة التحديات والأزمات.
حفظ الله مصر
حما شعبها العظيم وقائدها الحكيم