وأنا أطلع على الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قفز إلى عقلى مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسى «العفى محدش يأكل لقمته»، تلك هى الحقيقة التى أكدها الواقع، وأثبتتها الأحداث، وأدت إلى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لمصر والحفاظ على حدودها وأرضها ومقدراتها وأمنها القومي.
العفى محدش يأكل لقمته لم تكن مجرد عبارة أو مقولة رئاسية، ولكنها إستراتيجية ودستور للحياة والبقاء، وتأمين الأوطان والحفاظ عليها تلك الإستراتيجية الرئاسية، التى أجهضت جميع المؤامرات والمخططـــات التى تســـتهدف الدولة المصـــرية، ليست مجرد عبارة بل هى إستراتيجية تحــولت إلى واقـــع على الأرض، نحصــد ثمــــاره، فبنــاء القــوة والقـــدرة ومنظــومة الردع، بما يفوق التحديــات والتهديدات والمخــاطر، التى قرأهــا الرئيس السيسى بشكل استباقى مستشرفًا المستقبل، لذلك عندما حضرت المؤامرات والمخططات، وتهديد الوطن وجدنا أن مصر جاهزة ومستعدة بأقوى ما يكون ولم تجرؤ قوى الشر على المساس بأمن مصر وأراضيها وسيادتها، لكن كيف تحولت مقولة «العفى محدش يأكل لقمته» إلى واقع ثم بعدها قال الرئيس السيسى عند تنفيذها وهو أمر مستمر ويتواصل «اللى عاوز يجرب يجرب»؟ وماذا حصدت مصر من هذه الإستراتيجية؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال لابد من التأكيد على أننا أمام قائد عظيم واستثنائي، وحباه المولى عزوجل بالحكمة واستشراف المستقبل، وأدرك أن الحفاظ على الوطن، المستهدف بالمؤامرات والمخططات والأطماع والأوهام، وأنه الهدف وقلب الخرشوفة لذلك لابد من تحصينه، وتزويده بأعلى درجات القوة والردع، لذلك جاء القرار الرئاسى الذى أعتبره شخصيًا، أعظم قرار ونجاح وانجاز، وهو من حمى مصر وأجبر أعداءها من الموهومين على التراجع والانصياع للإرادة المصرية، لذلك فإن قرار تطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح فى العالم فى كافة التخصصات والأفرع الرئيسية بالإضافة إلى تأهيل وتدريب الفرد المقاتل بشكل عصرى فما بالنا إذا كان هذا المقاتل هو خير أجناد الأرض، لذلك فإن طموح وإرادة الرئيس السيسى فى هذا الإطار كانت ومازالت بلا حدود إيمانًا بأنه هو السبيل للنجاة والحماية والاستقرار مع تنامى الوعى والاصطفاف المصري، لم يرد الرئيس مجرد قوة، ولكنها قوة شاملة ورادعة ومرعبة لكل من تسول له نفسه المساس أو الاقتراب من خطوط مصر الحمراء التى تتعلق بسيادتها وأمنها القومي، لذلك انطلقت أكبر عملية تحديث وتطوير لقواتنا المسلحة الباسلة، وفق أهداف وطموح، ورؤية متكاملة، جل غاياتها هو تأمين وحماية هذا الوطن المحاط من كل اتجاه بحرائق وصراعات وحروب وإرهاب وفوضى متأججة من كل اتجاه، وانه هدف لمخططات وأوهام العدو التاريخى الذى لايفوت أى لحظة ضعف، من هنا تابعنا على مدار السنوات الماضية ومازالت خطة تطوير وتحديث جيش مصر العظيم، وتسليحه بأحدث منظومات التسليح، وهو الأمر الذى عالج الخلل والاختلال فى موازين القوة بالمنطقة لصالح مصر التى باتت الأقوى فى المنطقة ، ولديها واحد من أقوى جيوش العالم وأكثرها جاهزية واحترافية لتنفيذ مختلف المهام دفاعًا عن مصر، وجرى تطبيق يمثل ذروة وقمة السيادة المصرية، واستقلال القرار الوطنى لإستراتيجية تنويع مصادر السلاح، القادرة على الوصول لأى تهديد لمصر، وأيضا بما يواكب العصر ومتطلباته وبما يتفوق على ما لدى الآخرين، فالطموح والإرادة، كانت ومازالت بلا حدود، لأن الهدف مصيرى ووجودى هو حماية الوطن، وأن القيادة تؤمن أنه لا مكان للضعيف فى هذا العالم الذى يعيش عصر الأقوياء ولابد من امتلاك القوة والقدرة الشاملة، والردع الحاسم مع اهتمام وتعظيم وإعداد وتأهيل متقدم للغاية للعنصر البشري.
ثمار هذا القرار التاريخي، أو إستراتيجية «العفى محدش يأكل لقمته» لا تخطئها العين، مصر تعيش فى طوق من النار، وسط تهديدات من كل اتجاه لكنها فى ذات الوقت تتمتع بأعلى درجات الأمن والاستقرار، لم تمسسها نيران الشر، مصر أجهضت مخططًا صهيو ــ أمريكى كان يستهدف أمنها القومي، وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، ولأنها دولة قوية وقادرة، ولديها جيش شديد الاحترافية والجاهزية، خضعت إسرائيل للإرادة المصرية، وفشل المخطط، وتم توقيع اتفاق إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى 13 أكتوبر الماضى بشرم الشيخ وفى حضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وزعماء أوروبا وبعض رؤساء العالم الإسلامي، فى مشهد مهيب يجسد عظمة مصر وقوتها وقدرتها وحكمة قيادتها ونجاح رؤيتها، ومواقفها وما يحظى به شعبها من أمن واستقرار، فلا توجد قوة تجرؤ على الاعتداء على مصر.. الأقوياء ينتصرون دائمًا، هذا ما حدث فى الحرب الروسية ــ الأوكرانية، انتصرت موسكو وفرضت إرادتها، وخسرت أوكرانيا ما يعكس استسلامًا، وانهارت رهاناتها ومطالبها ولم تعد قادرة ولن تستطيع الانضمام إلى حلف الناتو أو وجوده على أراضيها، أو مجرد الاقتراب إلى الحدود الروسية، تبخرت أحلام كييف، وهرولت أوروبا للتخلص من الصداع الأوكرانى الذى جعل أمنها على المحك فى ظل نذر الحرب التى هددتها مع روسيا، حتى أن الأراضى التى احتلتها روسيا لن تعود مرة أخرى إلى أوكرانيا بحكم الواقع، وسترفع العقوبات عن روسيا وسيتحول مصير الرئيس الأوكرانى زيلنسكى إلى المجهول باختصار، خسرت أوكرانيا كل شيء بسبب سوء وأخطاء فى حساباتها وتقدير مواقفها، وفازت روسيا وانتصرت لأنها تمسكت بخطوطها الحمراء، وفرضت إرادتها بالقوة، ورغم انتصارها فإنها لم تستخدم أسلحة غير تقليدية فتاكة، ولكن وجودها كان ومازال رسالة ردع لحلفاء أوكرانيا، واستسلمت أوروبا لسياسة الأمر الواقع، وسارعت بالاستجابة لأنها باختصار تريد الحفاظ على مكتسبات شعوبها، ومعدلات اقتصادها وتجنب دخول الحرب مع خصم قوى ورادع هو الجانب الروسي، وفازت أمريكا بالكثير من الغنائم والأموال من معادن نادرة، وثروات أوكرانية تتقاسمها مع كييف، هؤلاء هم الأقوياء الذين يربحون المعارك مهما طالت وهذه هى الأوطان التى استشرفت حجم التهديدات، وأدركت فى أى عالم تعيش فاستعدت وتجهزت، لكن يبقى الفيصل طبيعة هذه القوة، فالقوة التى تحمى وتصون وتدافع عن الأمن القومى والأرض والسيادة هى القوة الرشيدة والحكيمة، وهذه عقيدة مصرية ولكن غطرسة القوة لم تجلب يومًا سوى الخراب والدمار والسقوط والهزيمة، ولعل النموذج والمثال الصارخ لغطرسة القوة يتمثل فى إسرائيل دولة الاحتلال والأوهام والإبادة، لذلك تجرعت كأس المرارة والهزيمة والخسائر وسقطت أقنعة المظلومية والديمقراطية والقوة وبات الجميع يلفظ الكيان وبات لدينا أجيال فى أوروبا وأمريكا الداعم الرئيسى لهذا السرطان تكره إسرائيل، وتدرك حقيقتها.
الرئيس السيسى قائد عظيم، قاد مصر إلى الإنقاذ والإنجاز، إلى الحماية، والحصانة ضد مؤامرات ومخططات قوى الشر، ومضى بوطنه إلى آفاق القدرة الشاملة والمؤثرة.









