يعيش المجتمع حالياً فى حالة انفصال وتناقض.. فاختلط الحق بالباطل والحلال بالحرام.. حتى انه بات غير معلوم عند السواد الأعظم من الناس.. فاصبحت الرشوة اكرامية.. والفساد شطارة.. والتبرج تطوراً ورقياً.
لا شك أن تراجع دور العلماء ورجال الدين فى المساجد والكنائس ادى إلى مفاهيم مغلوطة فى المجتمع لأنه ترك الساحة للإنترنت والسوشيال ميديا والأعمال الفنية والدرامية الساعية للربح فى المقام الأول على حساب التقاليد والمبادئ.. تسببت فى حالة من عدم الفهم والخلط بين الحق والباطل.
عندما نتأمل الذنوب والاخطاء.. وليس أحد منا معصوماً فكلنا مقصرون.. حتى الكبائر منها.. ونتضرع إلى الله بأن يهدينا للتوبة.. تجد أن المال الحرام من اصعب الذنوب لأن التوبة منها تتطلب ثمناً قاسياً مقارنة بالتوبة عن الذنوب الأخري.. فالتوبة عن الشرك تنتهى بالشهادتين والتوبة عن الزنا بالندم فيبدل الله سيئاتهم حسنات.. اما بعد التوبة عن المال الحرام، يجب على الشخص أن يتخلص منه بردّه لأصحابه، أو صرفه فى أوجه الخير والبر بنية التخلص منه لا بنية التقرب.. ثم العودة إلى الحياة الأولي.. وهنا تكمن الأزمة الحقيقية لأن أبناءك وأسرتك ستدفع الثمن.. فبعد ان تعودوا مثلاً على حياة رفاهية باعتبارها الحياة الطبيعية ومدارس خاصة وسكن راق.. كل ذلك يجب العودة عنه مع التوبة فيكون الثمن صعباً.. خاصة مع عدم معرفتهم المسبقة بمصدر المال ..لذلك علينا الابتعاد نهائيا عن المال الحرام والشبهات.
هناك من افتى بإمكانية الانتفاع ببعض المال بعد التوبة لكن شريطة ان يكون جمع هذا المال بجهالة وعدم معرفة بحرمة ما قام به.. اما لو كان على علم بذلك فعليه رده لأصحابه أو توزيعه على الفقراء والمساكين.
قال «صلى الله عليه وسلم»: «ليأتيَنَّ على الناسِ زمانٌ، لا يُبالى المرءُ بما أخذَ المالَ، أمِن حلالٍ أمْ من حرامٍ»
وقال عليه السلام «إن الحلال بين وإن الحرام بين ، وبينهما مشتبهات ، لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام.
ابتعدوا عن الشبهات فمن يأكل المال الحرام لا يقبل الله دعاءه ويمحق البركة ويذهبها ويؤدى إلى الخسارة والهلاك وغضب من الله.. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا.









