وبداية نتحدث فى الرياضــة.. فى كرة القــدم.. والرياضــة الآن سياســة وأم السياسة.. وفى المباريات الكروية تحتشد الجماهير وتعكس مشاعر الحب أو مشاعر الكراهية فى المباريات الدولية.. وتتضح مع الهتافات المواقف السياسية واتجاهات الشعوب والدول.
وكنا مع أحداث شغب فى مباراة كروية طرفاها الأهلى المصرى والجيش الملكى المغربي.. مباراة بين أشقاء.. مباراة شهدت احتقانًا جماهيريًا قبل أن تبدأ.. ومباراة اعتقد فيها جمهور الجيش الملكى أن فريقهم سوف يفترس المنافس افتراسًا وأن تشجيع الجماهير الحماسى سوف يكون مصدر رعب للفريق الآخر.
ولكن المنافس لم يكن فريقًا عاديًا.. كان فريقًا يعشق البطولات واعتاد المواجهات الساخنة وامتصاص حماس الجماهير.. والمنافس كان مستعدًا وأدى مباراة رائعة وكان الاقرب إلى الفوز.
والجماهير المغربية تقبلت النتيجة بروح رياضية ما عدا قلة «كروية» لم تستطع أن تتحمل تعادلاً آخر لفريقها بعد مباراة سابقة تعرض فيها للظلم التحكيمي.. وهذه «القلة» أساءت إلى الجماهير المغربية المحترمة الواعية بعد أن قامت بقذف الزجاجات الفارغة للمياه وبعض القطع المعدنية الحادة التى كاد ينتج عنها إصابات خطيرة للاعبى الأهلي.
والنادى الأهلى غادر المغرب محاطًا بالحماية الأمنية اللازمة وتحدث البعض عن تقديم شكاوى إلى لجنة الانضباط بالاتحاد الأفريقى لكرة القدم.. ورفع البعض الآخر شعارات تدعو إلى تصعيد الموقف.
وسارع الأشقاء فى المغرب إلى تقديم الاعتذار.. فقد قال يوسف البلاوى الأمين العام لنادى الجيش الملكى أن ما حدث لا يمثل جمهور الجيش الحقيقى وأنه يتقدم بالاعتذار رسميًا للنادى الأهلى وجماهيره.
وهو اعتذار مقبول فى رأينا.. فالعلاقات بين الأشقاء يجب أن تتجاوز أفعال الصغار.. وعلاقتنا بالمغرب الشقيق لا تعكرها حوادث التعصب الكروى التى تحدث فى كل الملاعب.. والنادى الأهلى من جانبه عليه أن يصدر بيانًا بقبول الاعتذار.. واعتبروها مباراة فى الدورى المصري.. مباراة وانتهت والأهلى فى النهاية هو كبير أفريقيا.. وهذه ضريبة الكبار.
> > >
وأتحدث عن السياسة من جانب آخر.. أتحدث عن مشروع أمة فى إعادة اكتشاف مكامن القوة داخلها.. اتحدث عن محاولة احياء أقوى وأجمل وأهم ما فينا.. وأعود إلى برنامج «دولة التلاوة» واستعير فى ذلك كلمات قالها الداعية الموريتانى الدكتور عبدالرحمن النحوى حيث قال إن دولة التلاوة ليس برنامجًا بل مشروع أمة، موضحًا أن دولة التلاوة تجاوز حدود البرامج التليفزيونية التقليدية ليصبح مشروعًا لصناعة جيل يتربى على كتاب الله روحًا وصــوتًا وأداء.. ونعــم يا شيخ عبدالرحمــن.. هذا ما قلناه منذ بداية البرنامج.. قلنا إنها دعوة لإعادة اكتشاف أمة من الداخل.. أمة حماها الإيمان وكتاب الله.. أمة مصرية خالدة تقوم على الخير والرحمة والقناعة والمعتقدات الدينية.. أضاء فيها النور للآخرين.. أمة تحاول أن تتصدى لتيارات العولمة والإلحاد وتدمير العقول.. أمة تقول إن الرجوع لكتاب الله هو طريق النجاة وهذا ليس برنامجًا عاديًا.. هذا سياسة أيضا وسياسة السياسة.
> > >
وتعالوا نأخذ الحكمة من اللافتات المكتوبة على زجاج السيارات وأحدهم كتب يقول: «شايل هم بكره ليه.. ما يمكن ربنا ياخدك».
والجملة رغم قسوتها.. رغم ما فيها من تشاؤم وصدمة لكنها تعبر عن حقيقة الحياة.. فلا أحد يملك قدرة ومصيرة.. لا أحد يعرف متى النهاية.. ولكن لا تحمل همًا.. الذى خلقك لن ينساك أبدًا.
> > >
وهل هذا معقول.. هل وصلنا إلى هذا الحد من الجهل واللاوعي.. هل يمكن أن تكون هناك أم تقبل أن تنتقم لإهانة أبنها بأن تشارك فى «دهس» طفلة بريئة وجهت إليه ألفاظًا قاسية فى مشاجرة عادية..!
إن هذا هو ما حدث فى مدينة «الشروق» الحى الراقى الهاديء البعيد عن الجرائم الغريبة.. فالأم لم تتحمل أن ابنها قد عاد إليها يشكو من كلمات تعرض لها من فتاة ردت عليه بقوة واستنكار واتهمته بسوء التربية.. والأم سارعت إلى مكان الطفلة.. تتبعها وهى تخرج من مدرستها فى طريقها لأحد المراكز التعليمية.. وجلست فى السيارة تشاهد وتتابع «دهس» الطفلة إلى أن لفظت أنفاسها وماتت.. والحادث رواه الشهود ونشرته بعص الصحف.. وأشك كثيرًا فى تفاصيله على النحو السابق.. فلم نصل بعد لهذا الجنون.. ولكن إن كان صحيحًا.. فقل علينا وعلى «اللى جابونا السلام»..!
> > >
ويا ناس.. يا عالم.. يا هووه.. الكلاب الضالة تنتشر لتنتقم.. فالكلاب الضالة الآن لا تسير فرادي.. وإنما جماعات جماعات.. عصابات عصابات.. والمواجهة معهم خاسرة فأحجامهم ضخمة وتكتلهم مخيف.. ولا أحد يملك حلاً.. ولا أحد أيضا يفعل شيئًا.. وأفتونا فى أمرهم يا أصحاب الفتوي.. نعمل إيه..! الرحمة والرفق بالحيوان أمر مطلوب.. ولكن من يرحم البشر.. ومن يترفق بهم أفتونا ماذا نفعل؟!
> > >
وبدأنا شهر ديسمبر.. وسنة ترحل بالسلامة.. وسنة آتية بابتسامة.. نسأل الله أن يختمها بدعاء مستجاب ومغفرة بلا عذاب ويشفى مرضانا ويرحم موتانا ويعافى مبتلانا ويفتح لنا أبواب الرزق والسعادة.
> وكتب يقول: نحن نعيش فى زمن فرحتك تسبب للناس مشاكل ومشاكلك تسبب للناس فرحًا!! أستر يارب.
> وعلى أى حال لاتحزن إذا كنت لا تملك المال لأنك تمتلك قلبًا لطيفًا لكن القلب اللطيف لن يشترى لك شيئًا.. لذلك عليك أن تحزن الآن..!
> وعلى رأى جدتي: الناس عامله زى براد الشاي.. رافعة مناخيرها لفوق بس من جواها بتغلي.
> وشوفوا وردة وجمال وردة.. وأنا لما صحيت على حبك وشفت الدنيا من عندك أتمنى لو كل العشاق بيحبوا زى أنا ما بحبك، آه يا حبيبى كنت واحشنى من غير ما أشوفك وتشوفنى والقدر الحلو أهو جابنى وجابك علشان تقابلنى وأتارينا كنا تايهين ولقينا أحلى أيام ليالينا واحنا فيها لوحدينا.. ومين يصدق يجرى ده كله ونعيش سوا العمر كله فى يوم وليلة.
> > >
وأخيرًا:
> ولا علاقة للأيام بالنضج.. نحن نتعلم بمرور الأوغاد فى حياتنا.
> وأعان الله قلبًا أثقلته الهموم، فحمد الله وسكت.
> والحمد لله الذى أذن لنا بيوم جديد لنعبده ونشكره ونتقرب إليه.









