تباينت الآراء والكتابات بين كثير من المحللين السياسيين والكتاب الصحفيين والخبراء الاستراتيجيين والعسكريين، عن سبب بداية حرب السابع من أكتوبر؟
سمعت وشاهدت مقطع فيديو فى إحدى منصات التواصل الاجتماعي، لحديث فى لقاء على إحدى قنوات التلفزيون الأمريكى فى 17 مارس 2024، وكان المتحدث الكاتب الصحفى اليهودى الأمريكى ماكس بلومنتال، وقد أعجبت بهذا الحديث، لانه شهادة من أهلها، وجرئ، وصادق، ومؤيد للقضية الفلسطينية، ولذلك قمت بتحويله إلى نص كتابى وترجمته إلى اللغة العربية. وبلومنتال هو خبير فى الصراع الإسرائيلى – الفلسطينى منذ عقود، ومعارض للسياسة الإسرائيلية، وحاصل على درجة البكالوريوس فى التاريخ من جامعة بنسلفانيا بأمريكا، وألف ونشر أربعة كتب، منهم اثنان عن الصراع الإسرائيلى الفلسطيني. وكان قد أقام فترة فى غزة والمنطقة المحتلة بالضفة الغربية، خلال الأعوام من 2013 حتى 2015.
وعندما سئل فى بداية حديثه، لماذا بدأ الفلسطينيون هذه الحرب بهجومهم الشرس على الإسرائيليين فى السابع من أكتوبر؟
كان جوابه الصادم كالتالي:
حسنا، لم يفعلوا ذلك، لم يفعلوا ذلك. هذه الحرب بدأت ومستمرة منذ 75 عاما. لقد بدأت إسرائيل حربها عام 1948 عبر التطهير العرقى لنحو 750 ألف شخص. لقد قال ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل فى عام 1937، «يتوجب علينا طرد العرب من هنا ونأخذ أماكنهم لنا، وإذا كان علينا استخدام القوة، لطرد عرب النقب وشرق الأردن، لضمان حقنا فى الاستقرار فى تلك الأماكن، فلدينا هذه القوة لتحقيق ذلك «، وهذا ما شرعوا فى القيام به. أكثر من 80 ٪ من سكان غزة لاجئون.
. ووضعوا غزة تحت الحصار فى عام 2005، وكان لا يمكن لأحد الدخول أو الخروج دون تصريح عسكرى إسرائيلي. يجب أن نقتل ونقتل طوال اليوم، وكل يوم، وهذا طبقاً لنصائح أرنون سوفير. وسوفير هو مستشار الحكومة الإسرائيلية فى ذلك الوقت، الذى ساعد فى وضع غزة تحت الحصار لسنوات.. وبعد ذلك بدأوا الاعتداءات العسكرية الوحشية، والتى سموها قص العشب.
وأنا أتحدث إليكم عن تلك الاعتداءات التى وقعت فى غزة، يجب أن تعرفوا أن هذه الحرب لم تأت من فراغ، لن تتمكنوا من إبقاء الناس تحت الحصار، ولا تعزلوهم عن العالم، ثم تتوقعوا منهم أن ينسجموا معكم. هذا لا يعنى أننى أحتفل بما حدث فى السابع من أكتوبر، لم يكن ينبغى أن يحدث ذلك ابدأ، سبب حدوث ذلك هو اللوبى الإسرائيلى هنا بأمريكا، والديمقراطيون والجمهوريون الذين يمارسون الإبادة الجماعية، والذين ينكرون على الفلسطينيين أى حق فى الحصول على حقوقهم. والحق فى الحصول على الحقوق هو الذى يحددك كمواطن. والآن نرى ما تفكر به إسرائيل حقا، وكيف تفكر حقا فى أطفالهم.
وأخيراً، يتضح من هذا الحديث أن المتحدث بأسلوبه المتميز لانه كاتب صحفي، وخبير فى الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، حاول أن يبين أن الحرب بدأت منذ 75 عاماً، وليس فى السابع من أكتوبر، مستندا بوقائع وحقائق من تاريخ الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، فضلاً أن الحرب لن تنتهى ولن يتوقف نزيف الدم، إلا بعد وقف إطلاق النار والوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وهو حل الدولتين، كما صرح الرئيس عبدالفتاح السيسى للعالم فى كل مناسبة، وآخرها فى القمة المصرية الصينية هذا الأسبوع.