عاد مرة اخرى إلى مقر الجريدة.. يدفعه هاجس عن أحوال جوية جديدة، وكانت المطبعة تستعد للدوران خلال دقائق معدودة.
انصرف صاحبنا إلى منزله بعد يوم طويل من العمل والجهد، تضمن الاتصال بهيئة الأرصاد لكتابة النشرة الجوية، وتنبؤات مركز التحاليل ليوم الغد.
اتصل بمركز التحاليل الرئيسى بالهيئة وتبين صدق هواجسه، وقعت تطورات خارج دائرة التوقع، وحدث تغير فى حالة الجو، نحتاج إلى نشرة جديدة بالأحوال الجوية الطارئة.
اتصل صاحبنا بسرعة من هاتف آخر وطلب من الزملاء فى المطبعة ارسال خبر الجو المنشور على الصفحة الأولى والحصول على خبر بديل.
كتب صاحبنا النشرة الجديدة، وذهبت إلى المطبعة فى الوقت القاتل.. ونشر الخبر الجديد على الصفحة الأولى بصورته الصحيحة ونشرت الصحف الأخرى الخبر القديم وتبين الفرق الكبير بينه وبين واقع الحال.
نظر صاحبنا إلى السماء، وحدثته نفسه أن توقعات الغد غير دقيقة ورغم أنه غير متخصص فى علوم الأرصاد لكنه شعر بالخبرة أن توقعات الغد غير دقيقة لسبب أو آخر.
كان رئيس التحرير «محسن محمد» قد كلف صاحبنا باعداد النشرة الجوية، ودعت أحوال كثيرة لأن يذهب إلى مبنى الأرصاد بشارع الخليفة المأمون.. بالقرب من ميدان العباسية.. ونقل النشرة من سجلات الارصاد.. وكان بعض الزملاء فى السابق تعذر عليه الاتصال الهاتفى ينشر توقعات الأمس.. وكأن هذا الأمر يثير غضب رئيس التحرير.
كان رئيس التحرير مهتماً بالنشرة الجوية ونشر اخبارها على الصفحة الأولى على مساحة مميزة وصلت إلى نشرها احياناً على عمودين بطول الصفحة الأولى فى الأحوال الجوية الطارئة.
واضاف اليها صاحبنا خلفيات اخرى عن علاقة الجو بالحياة اليومية والزراعية وغيرهما.. ونقلت الاذاعة والتليفزيون أخبار الجو عن «الجمهورية» بصفة دائمة لسنوات طويلة.
أضاف رئيس التحرير مواعيد شروق وغروب الشمس والقمر إلى النشرة الجوية، وكان يستدعى الأمر الذهاب إلى هيئة الأرصاد، وعمل توقعات أسبوع قادم عن حالة القمر وطلبت من المسئول أن يشرح لى الطريقة، واخذت نسخة من الجداول، وكان رئيس التحرير يريد تقديم خدمة للقارئ لمعرفة الأوقات المناسبة للصيد والعمل فى عرض البحر.
وذات مرة بعد الانتهاء من اعداد خبر عن حال الجو فى اليوم الجديد اتصل المسئول بهيئة الأرصاد بصديق فى صحيفة اخرى واعطاه الخبر، وذهبت إلى منزل رئيس هيئة الارصاد وقتها وجاء معى إلى مركز التحاليل وتمت إتاحة معلومات جديدة، لتستمر حالة التميز للجمهورية فى هذا المجال.
ذهب د.محمد سعدالدين حرب رئيس هيئة الارصاد الجوية ذات مرة إلى الولايات المتحدة وزار المراكز المتقدمة فى هذا المجال وهناك أشارت الأجهزة الحديثة هناك أن الأمطار لن تسقط فى هذا اليوم، وقال حرب بل تسقط خلال دقائق، وبالفعل سقطت الامطار وذلك من واقع خبرته العملية بالأحوال الجوية.