رسائل عديدة ومهمة أطلقها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى من الأكاديمية العسكرية منها السياسى والاقتصادى ومنها الداخلى والدولى والإقليمى لكنها فى مجملها تقدم صورة كاملة واضحة المعالم للمشهد المصرى والجهود التى تبذلها الدولة من أجل إعادة البناء ومواجهة التحديات التى تزداد صعوبة يوماً بعد الآخر.
الرئيس قدم للمصريين من خلال حواره المباشر مع الطلبة المتقدمين لاختبار كشف الهيئة بالأكاديمية العسكرية رؤيته الكاملة لبناء الدولة القوية بداية من تأهيل الشباب وتطوير التعليم ورفع كفاءة الرعاية الصحية وترسيخ قيم الانضباط والشفافية ورفض كل الصور السلبية التى لا تلبى طموحات الشعب فى دولة عصرية حديثة.
الدكتور محمود السعيد- نائب رئيس جامعة القاهرة- يرى أن رسائل الرئيس السيسى التى أطلقها فى الأكاديمية تمثل رؤية شاملة للدولة وكيفية التعامل مع الملفات المختلفة من أجل إستراتيجية البناء ومن بين هذه الرسائل الخاصة بالتعليم الذى يعتبره الرئيس ركيزة أساسية فى بناء الوطن.. ولذلك أكد على أهمية تطوير التعليم ومناهج الدراسة لتكون متوافقة مع احتياجات سوق العمل سواء على المستوى الداخلى أو الخارجي، علاوة على تقديره لدور الاكاديمية العسكرية التى أصبحت منارة لإعداد الأجيال الجديدة من الشباب وتأهيلهم لسوق العمل فى كافة المجالات، مشيرا إلى أن الاكاديمية تتبع أعلى المعايير المعرفية فى العالم لتخريج كوادر مؤهلة فى جميع المجالات ومنها كلية الطب العسكرى التى تضاهى أفضل جامعات العالم، وذلك نظراً للمستوى المتقدم للغاية من المناهج والتعليم والتدريب الذى سوف يحصل عليه طلبة الكلية، فضلاً عن النظام المميكن المطبق سواء فى التعليم أو الامتحانات.
ويضيف السعيد، أن تأكيد الرئيس على اهتمام الدولة بالعملية التعليمية من خلال خطة طموح لتطبيق الرقمنة، وتضمين تلك المجالات فى التعليم والمناهج الدراسية، لتطوير التعليم وجعله متواكبا مع سوق العمل الداخلى والدولي، كما أن دعوة الرئيس لمشاركة اتحادات طلاب الجامعات فى قضايا الشباب واتخاذ القرار يؤسس لجمهورية جديدة يكون فيها الشباب شريكًا أصيلاً فى صناعة المستقبل وهى خطوة حقيقية نحو تمكين الأجيال الجديدة ودمجهم فى عملية بناء الدولة الحديثة، موضحًا ان الاسرة والمدرسة والجامعات يقع على عاتقهم دور كبير فى التنشئة والتعليم، وأن المبادرات التعليمية مستمرة ولن تتوقف فى نقل التجارب الايجابية للطلاب.
اللواء محمد نور الدين- مساعد وزير الداخلية الاسبق- يؤكد ان الرئيس السيسى يجيد صياغة الرسائل التى يطلقها للشعب المصرى فدائماً تلقى كلماته قبولاً لدى كل فئات الشعب فما قاله الرئيس هو بمثابة خارطة طريق للمرحلة القادمة، فلقد استطاع الرئيس ان يطمئن المصريين أن الدولة تقف الى جانبهم وغير غافلة عما يحدث فى الشارع، مؤكدا على أهمية قيام المحليات والمحافظات وكافة المسئولين بالدور المنوط بكل منهم لضمان ضبط الشارع والتعامل الفورى مع أية مشكلات لضبط الشارع الامر الذى يمثل دعوة واضحة للتفاعل السريع مع مشكلات المواطنين، ويشكل أساسًا لبناء دولة منضبطة ومسئولة، كما ان تصريح الرئيس عن شكل الدولة فى 2011 وكونها كانت على حافة الهاوية يهدف بالأساس إلى تذكير الشعب بأن أجهزة الدولة وخاصة الجهاز الامنى تحملت الصعاب لإنقاذ البلد وإعادته الى الطريق الصحيح، ويعود الفضل إلى توجيهات الرئيس السيسى الذى قاد جميع الأجهزة بحرفية تامة جنبت البلاد شبح الخراب ولذلك علينا أن نتوحد من أجل الحفاظ على بلدنا واستقراره وحمايته من مخططات الفوضى لأن أى عمليات تخريب لن يدفع ثمنها إلا المصريون أنفسهم.
الدكتور شحاتة غريب- أستاذ القانون والخبير السياسي- يوضح ان خطاب الرئيس فى الاكاديمية ينقسم الى محورين محلى ودولي، الاول على المستوى الداخلى حيث أرسى الرئيس مبدأ الشفافية فى التعامل مع المشاكل ومصارحة الشعب بكل التفاصيل مما يعزز الثقة فى مؤسسات الدولة ويؤكد الالتزام الراسخ بقواعد الديمقراطية، والعدالة بين كافة الفئات لترسيخ أسس دولة حديثة قادرة على مواجهة تحديات الداخل والخارج وذلك بعد تأكيد الرئيس رفضه بعض الممارسات الانتخابية غير المنضبطة للحفاظ على نزاهة الانتخابات مما يعكس يقظة الدولة وحرص القيادة السياسية على ضرورة احترام رغبة المواطنين فى اختيار من يمثلهم فى المجالس التشريعية، وان تكون العملية الانتخابية مرآة صادقة لإرادة الشعب، فالدولة بأى تجاوز ولذلك استخدم الرئيس مصطلح «فيتو» ليؤكد اعتراضه الصريح على بعض الممارسات.. ولذلك أعلن موقفه منها وهذا نموذج جديد فى المصارحة مع الشعب والسعى لتحقيق ما يتمناه المصريون من دولة تليق بهم سياسياً واقتصادياً.
يضيف الغريب انه على المستوى الدولى فإن تطرق الرئيس الى الحديث عن التحديات الإقليمية وخسائر قناة السويس يعزز الوعى الوطنى بحجم ما تواجهه الدولة من ضغوط خارجية، وهى كثيرة وخطيرة وكذلك يبرز أهمية الوحدة الوطنية وحصانة الداخل، فقد تكبدت الدولة المصرية خسائر اقتصادية نتيجة الاضطرابات العالمية والاضطرابات بالمنطقة ومنها خسائر قناة السويس، لذا سعت القيادة السياسية لاستعادة الاستقرار الإقليمي، وتكللت الجهود بوقف الحرب على غزة وتنفيذ بنود اتفاق شرم الشيخ للسلام، فمصر كانت وما زالت قوة توازن فى المنطقة، تتحرك وفق أسس ثابتة ومسئولة وداعية للسلام الشامل والعادل بما لديها من ثقل إقليمى ودولى ما يمكنها من التأثير الإيجابى فى قرارات الدول الكبرى والفاعلة، كما تحظى بثقة كبيرة فى المجتمع الدولى نظير مواقفها الرصينة والمتوازنة.
الدكتور عادل عامر- الخبير الاقتصادي- يشير أن حديث الرئيس السيسى يظهر إصرار الدولة على معالجة البطالة، حيث تظهر الأرقام نجاحًا واضحًا على المدى القصير والمتوسط فى خلق فرص عمل وخفض معدلات البطالة، ويبقى التحدى الأكبر أمام الدولة هو ضمان استدامة هذه النتائج، وتحقيق عوائد اقتصادية تغطى التكاليف الباهظة، وخلق بيئة اقتصادية تستطيع توليد فرص العمل بشكل مستمر فى المستقبل، مما يضمن استقرارًا اقتصاديًا طويل الأمد للشعب المصري، مؤكداً أن تبنى الدولة للمشروعات الكبيرة بحجم استثمارات وصل إلى 7 تريليونات جنيه وفر ملايين فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مما ساهم فى امتصاص جزء كبير من طاقات الشباب ودعم الأسر، فتلك المشروعات خاصة فى البنية التحتية تخلق قاعدة إنتاجية صلبة ستستفيد منها الأجيال القادمة، وتقلل تكلفة النقل والخدمات على المدى الطويل، مما ينعكس إيجابًا على تنافسية الاقتصاد المصرى الأهم أن نجاح البناء كما قال الرئيس قبل ذلك يعتمد على الاستقرار الذى يعد أساساً للنمو.. ولذلك كلما حققنا الاستقرار والأمن أنجزنا فى البناء وزاد معدل النمو.









