أكد سامح شكرى وزير الخارجية ان هناك توافقاً دولياً بأنه حان الوقت لوقف الحرب فى غزة بعد ان وصل عدد الضحايا بالارقام غير مسبوقة بجانب الحجم الكبير للتدمير والأوضاع المتدهورة للفلسطينيين.
قال وزير الخارجية فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره القبرصى كونستا نتينوس كومبوس فى ختام مباحثاتهما بالقاهرة امس ان مصر بذلت مجهودا كبيرة على مدى اشهر طويلة مع الولايات المتحدة للوصول إلى وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى وادخال المساعدات ومنع تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67.
دعا شكرى المجتمع الدولى للتساؤل عن العوائق التى تفرض على دخول المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة.. قائلاً اننا نواجه بعض العوائق مثل رفض دخول بعض الشاحنات وتعمد عدم ايصال المساعدات للمنظمات الدولية العاملة وفرض قيود على عمل هذه المنظمات اثناء قيامها بمهامها الانسانية.. ومع ذلك فإن مصر مستمرة فى هذه الجهود مؤكداً رفض التواجد العسكرى الاسرائيلى فى رفح الفلسطينية بسبب تأثيره على ادخال المساعدات.
أكد شكرى عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين مصر وقبرص فى كافة المجالات والتنسيق بين البلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
مشيراً إلى حرص البلدين على تعزيز العلاقات والتواصل المستمر بين الرئيسين والعمل المستمر لتعزيز العلاقات.. لافتا إلى أن العلاقات تطورت لتصبح علاقات استراتيجية حقيقية يراعى كل طرف مصالح الطرف الآخر.
وقال شكرى أن الجانبين ناقشا علاقات التعاون الإستراتيجية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها، وتحديد المجالات التى تحتاج الى المزيد من المتابعة والتطلع إلى تحديد موعد اللجنة العليا المشتركة على مستوى الرئيسين.
وأضاف أن مصر وقبرص يجمعهما علاقات ثلاثية مع اليونان.. معربا عن التطلع إلى تحديد موعد للقمة الثلاثية والاعداد الجيد لها.
وأعلن شكرى انه تم امس التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بالعمالة المصرية فى قبرص وهو ما يعكس العلاقات التى تربط بين البلدين والتكامل فيما بينهما.
وأوضح أن المباحثات تركزت على الحرب فى غزة والمطالبة بأهمية الوقف الفورى لاطلاق النار ودخول المساعدات الانسانية لتلبية احتياجات الشعب الفلسطينى.
ومن جانبه.. أكد وزير خارجية قبرص على أن المباحثات عكست العلاقات القوية والإستراتيجية القائمة على الصدق والتضامن والروابط التاريخية والرؤية المشتركة.
وقال أكدنا خلال المباحثات على التزامنا بالقانون الدولى وأهمية التعاون الإقليمى.. لافتا الى انه أطلع الوزير شكرى على تطورات القضية القبرصية حيث إن مصر كانت صديقا دائما لقبرص فى هذا الاطار.
وأوضح ان المباحثات تطرقت إلى التعاون فى مجال الطاقة ونقل الغاز الطبيعى من قبرص إلى مصر لإسالته.. مشيرا الى الإعداد لاجتماع الحكومتين القادم واجتماع الآلية الثلاثية مع اليونان.
وذكر انه تم أيضا مناقشة الوضع فى غزة.. مبرزا موقف قبرص القائم على أن توسيع العمليات العسكرية فى غزة ورفح يخلق عواقب وخيمة ويجب ان يتوقف، كما ندين الهجمات العسكرية والجوية التى تودى بحياة المدنيين بما فى ذلك الأطفال.. مؤكدا على أن هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار الفورى، ومصر تقود الطريق والمسار نحو هذه الجهود.
وشدد على أن المجتمع الدولى ينبغى أن يدين بالشكر لمصر.. مضيفا اننا عبرنا عن شواغلنا حيال الوضع الإنسانى السىء فى غزة، وعلينا أن ندفع قدما تجاه ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية وزيادتها بالنسبة لمعبر رفح الذى يعد خط الحياة بالنسبة لسكان غزة ولا بديل له.
مشيراً الممر البحرى لإيصال المساعدات الإنسانية عبر قبرص.. وان الاسهام فى هذا الصدد هو هام للغاية فى إطار الواجب المعنوى ولهذا نسهم وفقا لقدراتنا مع التأكيد على أهمية المعبر البرى. وأبرز الوزير القبرصى مخاطر توسيع الأزمة فى غزة على المنطقة فى البحر الأحمر ولبنان ولذا علينا توخى الحذر.. معربا عن تقدير بلاده للجهود الكبيرة لمصر التى قامت بدور محورى من اجل استقرار المنطقة.
واكد ان الآفاق السياسية تشكل محورا رئيسيا لاستقرار المنطقة، ووفقا لقرارات مجلس الأمن وحل الدولتين وهى نقطة مهمة وخيار سياسى محورى.. لافتا الى ان بلاده أقرت بحق التقرير الذاتى للفلسطينيين ودولة فلسطين عام 1988.
أكد الوزير القبرصى على استمرار بلاده فى دعم مصر فى اطار علاقاتها مع الاتحاد الاوروبى.. وأن الاتحاد يجب أن يفهم انه من خلال دعم مصر، فإنه يدعم أمنه كاتحاد أوروبى.
وردا على سؤال لـ«الجمهورية» بشأن توقيع مذكرة تفاهم العمالة المصرية قال وزير خارجية قبرص إن الاتفاقية تهدف لتعزيز حركة العمالة المصرية فى جميع القطاعات بطريقة منظمة ووفقا للاحتياجات الاقتصادية لقبرص.
والرئيس الأمريكى: حريصون على التعاون مع مصر وقطر لوقف الحرب
المنظمة الدولية: معايير قانون الحرب انتهكت بوحشية فى القطاع ومطالب بمساءلة إسرائيل
بايدن : نتنياهو يطيل أمد الحرب لأسباب سياسية خاصة
عواصم ـ وكالات الأنباء:
رغم استخدام الولايات المتحدة الفيتو فى مجلس الأمن فى أكثر من مناسبة لمساندة إسرائيل والحيلولة دون استصدار قرارات دولية ضدها، قالت واشنطن إنها تريد من المجلس أن يتبنى مشروع قرار يدعم اقتراحا قدمه الرئيس الأمريكى جو بايدن لإنهاء القتال بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة، بحسب «رويترز» أمس.
أكد الرئيس الأمريكى أن بلاده ستعمل بالتعاون مع مصر وقطر على ضمان التنفيذ الكامل للاقتراح المطروح بشأن إنهاء الحرب فى قطاع غزة.
قال بايدن إن إسرائيل مستعدة للمضى قدما فى البنود التى عرضت الآن على حماس، مشددا على أن المقترح الأخير يمثل أفضل فرصة ممكنة للتوصل إلى اتفاق.
وعلى صعيد متصل أعرب بايدن عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى يتعمد إطالة أمد الحرب على قطاع غزة لأسباب سياسية خاصة.
وقال بايدن فى مقابلة مع مجلة «تايم» الأمريكية إن ارتكاب الجيش الإسرائيلى جرائم حرب فى القطاع أمر غير مؤكد.
ويدعو مشروع القرار الأمريكى حماس إلى قبول الاتفاق و»التنفيذ الكامل لبنوده دون إبطاء أو شروط». كما «يشدد على أهمية التزام الأطراف بشروط الاتفاق بمجرد الاتفاق عليه بهدف التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية» .
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصارى ضرورة وجود موقف واضح من إسرائيل و«حماس» بشأن المبادئ التى أعلنها الرئيس الأمريكى جو بايدن من أجل إنهاء حرب غزة.
على الصعيد الميدانى، ارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى فى غزة منذ بداية العدوان الاسرائيلى فى السابع من اكتوبر الماضى الى نحو 120 ألف شهيد وجريح.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، إن سلسلة المجازر لم تتوقف، حيث قتل جيش الاحتلال وأصاب 182 فلسطينيا فى آخر 24 ساعة.
أشارت الوزارة إلى أن 7 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عدد آخر جراء قصف إسرائيلى استهدف موقعا مقابلا لأحد مراكز الإيواء فى دير البلح وسط قطاع غزة.
كان الجيش الإسرائيلى قد قصف منطقة تل الهواء، جنوبى مدينة غزة، وبعد انسحابه من المنطقة تم انتشال جثامين 14 شخصا، بينما أفادت تقارير إعلامية بمقتل 8 من كوادر الشرطة الفلسطينية بعد قصفهم من قبل الجيش الإسرائيلى، خلال أداء واجبهم فى دير البلح وسط قطاع غزة.
من ناحية أخرى، قالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية فى بيان، إن أكثر من 15 ألف طفل فى قطاع غزة، غالبيتهم من طلاب المدارس، وفى مرحلة رياض الأطفال، سقطوا ضحايا الحرب التى بدأتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضى، وهم الذين يدفعون ثمناً باهظاً نتيجة هذا العدوان وآثاره الجسيمة بحقهم.
على صعيد الأوضاع الانسانية، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» إن ندرة الوقود فى قطاع غزة تسببت فى إغلاق محطات تحلية المياه وليس لدى الناس ما يكفى من الماء.وأضافت الأونروا أنه «يجب على السلطات الإسرائيلية توفير إمكانية الوصول إلى المياه فى قطاع غزة» .
أوضحت المنظمة الأممية أنه مع عدم توفر الوقود تقريبا فى غزة، توقفت محطات تحلية المياه الحيوية عن العمل، مشيرة الى أن البقاء على قيد الحياة هو صراع حيث تمشى العائلات والأطفال مسافات طويلة فى الجو الحار للحصول على الماء.
وفى السياق ذاته، قال مسئول فى الأمم المتحدة، إن الوضع فى غزة «يزداد سوءا»، وإنه لم تعد هناك مستشفيات عاملة فى رفح الفلسطينية، مؤكدا أن الوضع فى المدينة مفجع.
صرح المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام فى الشرق الأوسط، تور وينسلاند، أمس إنه قام بزيارة غزة، وأنه شهد التأثير المدمر للعمليات القتالية فى القطاع.
وقال وينسلاند « زرت غزة وشهدت عن كثب التأثير المدمر للأعمال القتالية.. إن مشاهد الدمار ومعاناة الناس تفطر القلب».وأضاف المنسق الأممى»من الواضح أن هناك حاجة إلى تحرك عاجل للتخفيف من الأزمة الإنسانية التى يواجهها قطاع غزة» .
من جانبه، قال مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان فولكر تورك إن أعراف ومعايير قانون الحرب انتهكت بوحشية فى قطاع غزة.