أيها القارئ.. «العزيز».. دعنى كبداية ذكر.. «وحديث».. استكمل حديثنا عن.. «مصر».. كذكر قرآنى وذكر واقع.. ثم أطرح بعد ذلك.. «تساؤلا».. عن أين أمتنا الإسلامية العربية ومصر من.. حق وحدة أصلهم وخاصة.. «أصل مقياس الحكم السياسي».. نعم.. فعن مصر واقعيا نؤكد ما هو ثابت.. من أنها حضارة علمية تاريخية.. وفطرة رحمة ود أخلاقية.. «شعبية».. وقامة مكانية بالأرض.. «جيوسياسية».. إقليمية ودولية.. وسلة غذائية زراعية بما مكنها الله فيها ولها من.. «نهر هو الأفضل عالميا».. ومصر أكبر تعداد سكانى عربي.. وأكبر وأقوى جيشا كعدد وعدة وعتاد عربيا.. وهى الأكثر سندا لشعوب وقضايا الأمة.. «وخاصة العربية منها».. إذن.. بهذا الذكر وما سبقه بالمقالة السابقة.. «يتأكد لنا».. كأمة وكذا عالميا.. أن أصل وأصول مصر ممتدة اتصالا.. من بداية النشأة الإنسانية فى الأرض.. «وحتى اليوم وغدا بإذن الله».. وحينئذ.. نكمل تساؤلنا فنقول.. لماذا ضعفت بعض أواصر وحدة الأمة.. «بمصر».. ولماذا الاختلافات في.. «حق مقياس الحكم»..؟؟
نرى.. ـ والرؤية الحق لله ـ.. (1) إن تكاملية الأصول.. وتوحد مقياس الحكم سياسيا.. يتحققان باعقال.. «سلامة القلوب».. وليس بمرض أهواء أنفس الرءوس.. (2) إن أعداء مصر والأمة.. «بكفرهم بالحق».. يستهدفون بوار وإهلاك منابع وأسس.. تكاملية.. «قوة الأمة».. ثم امتلاك إرث ثرواتها.. وبذلك تصبح.. «غايتهم».. هى أم الأصول مصر.. (3) ولكن.. من احكامات فضل ورحمة الله هو أن عالم اليوم قد صار متعدد.. «الرءوس».. المتنازعة على زعامة العالم.. وفى ذلك إتاحة لأمتنا ومصر.. «للمراجعة والتصويب».. وذلك ما تسعى اجتهادا سياسيا إليه.. «مصر».. بما تمتلكه من تأثير أصول.. (4) على الأمة أن تدرك مسعي.. «مصر».. بإعقال سلامة القلوب.. ودون ذلك ستكون النتائج وخيمة السوء.. «على الأمة»..
والآن.. نعود إلى حيث.. بحثنا العلمى المسند قرآنيا عن.. «ماهية اسم الروح».. والتى ذكرنا من قبل أن الله سبحانه قد أيد.. «مصر بروح منه».. وقد استند قولنا على ما تأكد من اختيار الله تعالى لمصر.. بأن تكون منشأ وحضن أمان.. «لرسله ورسالاته».. وأرسى لها حق الأصول المقيمة لذلك والتى من شأن قوامتها.. نجاة مصر من شدة سوء.. المنقلبات المهددة للأمة.
والآن.. وقبل أن نذهب للإسناد.. «القرآني».. فلدى رؤية خاصة عن ماهية.. «الروح».. وقد استخلصتها من مفهومى للآتي.. (1) أنه لو فضل الله ورحمته ما زكى منا من أحد ابدا.. (21/ النور).. (2) وبناء على البند السابق.. فقد كتب الله على نفسه القدسية.. «الرحمة».. كى يكون لنا نصيب برحمته.. «فى الجنة».. نعم.. من تلك الرحمة بتنوع صورها بعضا من.. «ماهية الروح».. التى هى من أمر رب العالمين.. أمر فوقى وفوري.. أمر يتخطى الأسباب ومدركاتها.. أمر حصانة.. أمر كهدية ربوبية مباشرة نافذة.. كتبه الله باسمه.. «الرحمن».. لمن يشاء من عبيده وعباده.. ولذا أرى أن اسم.. «الروح».. هو المكمل التقديرى من.. «الله رب العالمين».. لسر ماهية الحياة.. التى جعلها الله سبحانه من.. «الماء»..(30/الأنبياء).
من أمثلة توظيف اسم.. «الروح».. ما هو آت.. يقول الرحمن سبحانه.. «ولقد أتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وأتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس».. (87/ البقرة).. وهنا نلحظ التوأمة بين الكتاب والبينات.. التى منها الخلق من الطين كهيئة الطير.. أحياء الموتي.. الشفاء من الأمراض المستعصية على العلاج.. العلم ببعض الغيب.. وكل ذلك بإذن الله.. كما نلحظ نفخة عيسى وتوأمتها مع الروح وتوأمتها مع التأييد بالروح.. «من الله رب العالمين وبأمره».. وذلك دون الغفلة قط أن كل ذلك كان.. «من أساس سياسة».. موسى وعيسى وباقى رسالات رسل الله.. ورجاحة سياستهم فى الأرض والناس بنفعها.. ثم يقول الرحمن أيضا.. «يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم «وروح منه» فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد».. (171/ النساء).. وهكذا الروح كلمة حق وأمر صدق من الله رب العالمين.
وإلى لقاء إن الله شاء.
ãáÇÍÙÉ åÇãÉ:
السياسة علم حق أو باطل.. أما العلم الحق فهو ما أنزله الله رسالات برسل منه..









