غابت أمريكا عن اجتماعات قمتى المناخ «كوب 30» ومجموعة العشرين.. فجاء البيان الختامى للقمتين بعيداً عن الطموحات ولا يلبى احتياجات ومصالح الأعضاء والمجتمع الدولي.
انتقد بيان الأمم المتحدة النتائج الضعيفة لمؤتمرها للمناخ الذى اختتم بمدينة بيليم البرازيلية منذ أيام.. ووصفت ما حدث بأنه «تقاعس قاتل» بشأن قضايا المناخ خاصة بعد الفشل فى تبنى خطة صريحة للتخلص من الوقود الأحفوري.
اتفقت الدول المشاركة فى مؤتمر المناخ على تعزيز التمويل للدول الفقيرة لمواجهة الاحتباس الحرارى ومعالجة آثار التغير المناخى ولكن للأسف دون ذكر السبب الرئيسى وهو الوقود الأحفورى وكان لغياب أمريكا ورفضها حتى إرسال أى وفد أثره على القرار باعتبارها أكبر المتسببين فى الانبعاثات الكربونية الملوثة للبيئة.
ما كاد يختتم «كوب 30» أعماله فى البرازيل حتى بدأت قمة مجموعة العشرين بمقاطعة أمريكية بحجة أنها مقاطعة جنوب افريقيا التى يتهمها الرئيس ترامب بأنها تمارس العنصرية ضد المواطنين البيض رغم أن الرئيس الجنوب افريقى راما فوزا أثبت عدم صحة الاتهامات وأوضح لترامب كيف تم تلفيقها.. ويبدو أن السبب الرئيسى هو قيام جنوب افريقيا برفع قضية ضد إسرائيل فى المحكمة الجنائية الدولية التى أصدرت قرارها بإدانة نتنياهو بالإبادة الجماعية وأصدرت بحقه مذكرة توقيف!!
أمريكا التى لا يعرفها العالم أظهرت وجهها الآخر وأرادت إفساد قمة العشرين وإن تبين للجميع أنه بدون تواجدها فلا قيمة للدول الأخرى باعتبارها أكبر كيان اقتصادى فى العالم.. ولكن قيادة جنوب افريقيا للقمة تحدت غياب الولايات المتحدة وجعلت على رأس البيان الختامى ملف التغير المناخى الذى تعارضه إدارة الرئيس ترامب وتعتبره.. ولأن جنوب افريقيا تشعر بالدول النامية التى تمثلها فى هذه المجموعة فقد ركز البيان الختامى على التعاون الدولى ودعم الدول النامية لمواجهة الكوارث المناخية والانتقال للطاقة النظيفــة وخفض أعبــاء الديون.. كما ستحقق الدول الافريقية مكاسب عن طريق المواد الخام التى تمتلكها.. وقالت الصين إن هناك ضرورة لإدارة صادرات المعادن الحرجة بحذر بسبب استخداماتها العسكرية!!
أهم ما قاله رونالد لامولا وزير خارجية جنوب افريقيا «إن القمة ليست عن الولايات المتحدة.. نحن أعضاء متساوون والقرار يجب أن يتخذ بين من حضر»!!
الغريب أن الولايات المتحدة هى التى ستقود مجموعة العشرين فى الدورة القادمة وكان من المفترض أن يحضر رئيسها هذه القمة ليتسلم الرئاسة الدورية.. ولذلك قال لاما فوزا إنه سيسلم الرئاسة إلى «مقعد فارغ» وذلك بعد أن رفض أن يمثل أمريكا القائم بالأعمال فى جوها نسبرج لأن هذا خرق للبروتوكول!!
ÛÈÇÁ äÊäíÇåæ.. æÃáÇÚíÈ ÇááæÈì
ÇáÕåíæäì.. æ«ÇáÅÓáÇãæÝæÈíÇ» !!
نتنياهو قال: «لن تقوم دولة فلسطينية حتى لو تم تطبيع العلاقات مع السعودية.. والذى لا يعرفه نتنياهو أن الدولة الفلسطينية ستقام رغم أنف نتنياهو الذى بإطلاقه هذا التحدى يجب أن يحاكم بتهمة «الغباء السياسي» ولعل الضغط الأمريكى ينقلب ويتوجه إلى رئيس وزراء إسرائيل إذا كانوا يريدون بالفعل التوسع فى التطبيع والتوصل إلى السلام العادل فى الشرق الأوسط الذى لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.. وبدون ذلك سيكون التطبيع مجانياً وبلا مقابل!!
لا يوجد أمام العرب والمسلمين سوى الرد بحزم على نتنياهو «سنقيم الدولة الفلسطينية التى يعترف بها أكثر من 157 دولة.. ولا نحتاج لإقامتها لتطبيع العلاقات»!!
من جانب آخر هل بدأ اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة خطته لإسقاط الرئيس ترامب إذا تجرأ وضغط على إسرائيل للاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية.. وذلك عن طريق إشعال قضية وثائق فضيحة إبستين؟!
فعل اليهود نفس الشيء مع الرئيس السابق نيكسون بعد أن حصلوا منه على أقصى ما يستطيع تقديمه وأنقذهم من الانهيار عام 1973 بعد الهزيمة وعبور الجيش المصري.. دبروا له فضيحة «ووترجيت» لكى لا يطالبهم بتنازلات والسير فى طريق السلام.. وأجبروه على الاستقالة.. يكررون نفس السيناريو مع ترامب الذى قالوا عنه إنه أكبر صديق لإسرائيل وقدم ما لم يقدمه أى رئيس أمريكى ولكن عندما يطالبهم بتنازلات والاعتراف بدولة فلسطينية فلابد أن يرحل ويأتى غيره منذ استنزفوه ولم يعد لديه ما يعطيه وسيطالبهم أيضا بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة!!
يمتلك الصهاينة آلة الإعلام الرهيبة القادرة على تأليب الرأى العام.. فهل يصمد الرئيس ترامب بما تعلمه من تجربة إسقاط نيكسون.. أم أن اليهود قرأوا فاتحته إذا تجاوز الخط الأحمر؟!
بعد انتشار «الشعباوية» والعنصرية انتشرت مظاهر التعصب الديني.. ومازالت «الإسلاموفوبيا» تغزو الدول الغربية خاصة مع تقدم الأحزاب والقيادات اليمينية المتطرفة التى أصبح من الواضح أنهم صهيونيون.. وللأسف الظاهرة انتقلت من أمريكا إلى أوروبا وأخيراً وصلت إلى استراليا!!
اعتادت سيناتورة استرالية اسمها بولين هانسون دخول البرلمان مرتدية «النقاب» لتجتذب انتباه الأعضاء إلى ضرورة حظر ارتداء هذا الزى الإسلامى فى الأماكن العامة.. وتقدمت عدة مرات لإصدار قانون بحظره ولكن كل مرة يتم عدم إقراره ولا يحصل على الأغلبية!!
هذه النائبة فى مجلس الشيوخ الاسترالى لم تلق من الأعضاء سوى الاستياء الشديد ووصفوها بالعنصرية وانتقدوا تصرفاتها.. ومع ذلك قالت إنها ستواصل خطتها حتى تنتهى كل المظاهر الإسلامية فى البلاد!!









