نجاحات كثيرة تتحقق على أرض الواقع كانت على مدار العقود الماضية، مجرد احلام تداعب خيال المصريين.. ربما يمكننا القول بثقة وبدون مبالغة، ان ما جرى فى مصر على مدار العقد الاخير من قوة وقدرة وتعاظم وتنام وتواتر الانجازات كان فى الماضى القريب أحلام تعمير وتنمية سيناء وربطها بالوادى ومحافظات الجمهورية كانت حلم وتحقق، تطوير وتنمية قرى الريف المصرى التى عانت من التهميش والنسيان ايضا كانت احلاماً، القضاء على العشوائيات فى عقود تفاقمت فيها هذه الظاهرة المسيئة كان حلم، القضاء على فيروس سي، كان امنية لم تتوقف من اجلها الدعوات، وبات اختفاء هذا الفيروس حقيقة على ارض الواقع، التوسع العمراني، كان حلماً، فقد ظلت مصر تعيش على 7 ٪ من مساحتها، امراً لم يتغير على مدار عقود رغم الزيادة السكانية المرعبة التى حدثت خلال هذه العقود، وتضاعف العمران المصرى حتى وصل إلى 14 ٪، ايقاف نزيف اجود الاراضى الزراعية، واضافة ملايين الافدنة للرقعة الزراعية، كان حلماً فى ظل وجود رؤية وارادة تحولت إلى واقع وحقيقة، الاصلاح الشامل الذى كان مصدر خوف، لا يقترب منه اى رئيس لان حلم رغم القناعة والايمان بأنه السبيل الوحيد لحل الاشكاليات والازمات المزمنة، والمشاكل المتراكمة والآن نحصد ثماره، فى ظل دولة تواصل الانطلاق إلى الامام.. على قاعدة صحيحة، بعد تشخيص دقيق وعلاج ناجع ادى إلى تعافى المريض الذى اصبح يمتلك فرصاً واعدة للحياة الافضل ولذلك نقول الآن ان مصر هى دولة الفرص.. وهناك احلام ظلت عالقة ومتجمدة ربما اصاب اليأس البعض وقالوا انها شبه مستحيلة ولن تحدث، ومنها ما لم يتحقق بالشكل المطلوب على مدار تاريخ مصر، ومثال ذلك عبقرية الاستثمار فى الموقع الجغرافى والاستراتيجى الفريد لمصر، وكونها قلب ومركز العالم، وطريق الوصول والعبور إلى الاسواق العالمية، فكيف لدولة تمتلك هذا الموقع الجغرافى الفريد، وما لديها من سواحل ممتدة على البحرين الاحمر والمتوسط وقناة السويس، ولا تكون هناك رؤية استراتيجية للاستثمار فى كل هذه المزايا كيف تشكلت و12٪ من حجم التجارة العالمية عبر من امام سواحلها دون ان تتحرك، وكيف لا تتحرك وهناك دول اقل بكثير فى الامكانيات والقدرات والمزايا الجغرافية من مصر وحصدت مكاسب هائلة من الاستثمار فى الموانئ والمناطق الاقتصادية، لكن من الواضح بالدليل والواقع اننا تعيش عصراً تتحول فيه الاحلام والرؤى المؤجلة، والافكار المجمدة إلى واقع وحقيقة تصنع الفارق، وتدفع البلاد إلى الامام، وتلبى تطلعات العباد، فليس امراً عادياً ان تقوم مصر بتطوير 14 ميناء لتتحول إلى موانيء عالمية وعصرية، وانشاء 5 موانيء جديدة باتت تجذب استثمارات أجنبية ضخمة، ليس هذا فحسب، بل فكر ورؤية استراتيجية للاستثمار فى موقع مصر الجغرافى بحيث تكون هذه الدولة هى الاسرع والاكثر جدوى للتجارة العالمية، والنقل واللوجيستيات وتجارة الترانزيت، من خلال ربط الموانيء البحرية بشبكة الطرق الحديثة، والقطارات السريعة، والمناطق الاقتصادية ومناطق الانتاج، لتجذب الكثير من الدول الكبرى التى تسعى لتوزيع وتسويق منتجاتها إلى اسواق كثيرة فى آسيا واوروبا وافريقيا بشكل اسرع وفى مناخ استثمارى واقتصادى وسياسى وامنى متميز، وغيرها من المزايا من توفر الطاقة، والايدى العاملة الماهرة ذات التكلفة التنافسية، الاستثمار فى الموقع الجغرافى لمصر كان بكل تأكيد حلماً، ربما رأى فيه السابقون أنه صعب المنال يحتاج إلى امكانيات وقدرات تفوق طاقة الدولة لكن هناك من امتلك الرؤية والارادة والعزم وحول المستحيل إلى ممكن والحلم إلى واقع والامنيات إلى حقيقة على الارض.
فمن البحرى إلى النووى يبدو ان قطار الاحلام وصل إلى محطات الواقع، ويواصل الانطلاق حتى تكون مصر فى المكانة التى تستحقها، فالرئيس عبدالفتاح السيسى افتتح منذ عدة ايام عدداً من المحطات البحرية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بميناء شرق بورسعيد، وهو ما يعزز مكانة مصر فى مجال التجارة العالمية والنقل والترانزيت واللوجيستيات ويعكس رؤية مصر، فى الاستثمار فى الموقع الجغرافى الاستراتيجى.
لم تمض ايام، وتحقق حلم آخر، مؤجل وعالق منذ منتصف القرن الماضي، لطالما راود المصريين، لكن المحاولات السابقة تعرضت لمحاولات افشال، ثم استسلام للامر الواقع، لكن الامر اختلف، هناك قيادة استثنائية، عقدت العزم، وامتلكت الارادة وعملت وفق رؤية شاملة لبناء دولة حديثة قوية وقادرة، لذلك تحول الحلم النووى الذى طال انتظاره من عام 1958 من القرن الماضى إلى واقع وحقيقة على الارض، فى عهد قائد عظيم واستثنائى وتاريخى بشهادة الانقاذ والانجاز والواقع والموضوعية، وصناعة الفارق.
لم يكن مشروع الضبعة النووى الا حلماً عظيماً وكبيراً، ولم يمض عام من تولى الرئيس السيسى حكم مصر، الا وبدأت الاجراءات لإحياء هذا المشروع العملاق، واعادة البعث لهذا الحلم فى عام 2015 باتفاق مصري- روسى والاربعاء الماضى شارك الرئيس السيسى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو كونفراس فى مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الاولى بمحطة الضبعة النووية، ويتحول الحلم إلى حقيقة وقاب قوسين نحو جنى ثمار كثيرة على الصعيد الاقتصادى والتنموى وتعزيز دور مصر كمركز اقليمى للطاقة، وتعزيز امن الطاقة، وتوفيرها لكافة الاغراض، وخفض استخدام الوقود الاحفوري.
الرئيس السيسى وصف مشروع الضبعة النووى بالاستراتيجى وانه حلم ظل يراود المصريين منذ منتصف القرن الماضى ويتحقق على ارض الواقع بفضل الارادة والعمل والاصرار ويمضى بمصر نحو المستقبل الواعد، يؤمن مصادر طاقة مستدامة وآمنة ونظيفة وتحقيق التنمية الشاملة وتوطين المعرفة واستثمار فى الكوادر الوطنية.
الحقيقة ان التعاون المصري- الروسى الذى يمتد منذ عقود طويلة حقق انجازات واحلاما عظيمة، فمن السد العالي، إلى محطة الضبعة النووية، لكن نحن امام مشهد عظيم، باتت فيه الاحلام تتحول إلى حقيقة على ارض الواقع، كنا كشعب نحلم ونتمني.. عقوداً طويلة لكننا نرى الآن هذه الامنيات التى لطالما داعبت خيالنا حقائق لا تخطئها العين، لذلك أرى ان القادم افضل، ومصر ستأخذ مكانها فى الصفوف الاولي، فى هذا العالم المتقدم بفضل الله، ثم قائد يحول الاحلام إلى واقع.
تحيا مصر









