تسببت الأمطار الغزيرة، التى تساقطت على قطاع غزة بغرق عشرات الخيام التى تؤوى نازحين فى منطقة المواصى بمدينة خان يونس،مما فاقم الأوضاع المأساوية والصعبة التى يعيشها سكان القطاع الفلسطينى المدمر.
من جانبها، تكافح طواقم الإنقاذ لمساعدة النازحين فى المخيمات، بعد تعرضها للغرق فى عدة مناطق، فى حين لا يزال القطاع يشهد بعد عامين من الحرب المدمرة، أوضاعاً إنسانية متردية مع عدم دخول شاحنات المساعدات الغذائية والطبية بما يكفي، وانتشار الدمار فى كافة أرجاء غزة.
كما لا تزال الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذى بدأ سريانه فى العاشر من أكتوبر الماضى مستمرة، إذ نفذ الاحتلال عشرات الغارات على القطاع منذ ذلك الحين، بزعم أنه يستهدف عناصر لحماس.
فى الوقت نفسه،أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية تسلم جثة أحد المختطفين من الصليب الأحمر، مشيرة إلى أنه سيتم نقل الجثة إلى معهد الطب العدلى لتشخيصها.
كانت سرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد الفلسطينية، أعلنت، يوم الاثنين، العثور على رفات رهينة فى منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلى فى غزة.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتهم فى وقت سابق أمس، حركة الجهاد بخرق اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وقال مكتب نتنياهو فى بيان، إن «إعلان الجهاد الإسلامى العثور على رفات أحد الرهائن فى غزة وتأخير تسليمها يعد خرقاً للاتفاق».
من جهة أخري، أفادت منظمة الصوت اليهودى الأمريكية، أن إسرائيل انتهكت الهدنة فى غزة 500 مرة خلال 44 يوما والإبادة الجماعية لم تتوقف.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار، الذى تم التوصل إليه فى أكتوبر الماضي، نص على تسليم حماس رفات 28 محتجزاً قُتلوا إلى إسرائيل. فى المقابل، تسلم إسرائيل رفات 15 من سكان غزة المتوفين إلى السلطات المحلية مقابل كل جثمان تعيده حماس. وحتى الآن سلمت حماس ما مجموعه 25 من أصل 28 جثة، فيما لا يزال البحث جارياً عن ثلاث.
على صعيد آخر، قال المكتب الإعلامى الحكومى بغزة إن «مؤسسة غزة الإنسانية» كانت «غطاء إنسانيا زائفا وحولت مراكزها لمصايد موت وقتل جماعى»، وأكد استشهاد 2615 فلسطينيا من ضحايا التجويع قرب مراكز المؤسسة المشبوهة.
وكانت «مؤسسة غزة الإنسانية» الخاضعة لسيطرة أمريكية وإسرائيلية قد أعلنت أمس انتهاء مهمتها الطارئة فى القطاع، بعد أشهر من الجدل والانتقادات الدولية بشأن طبيعة عملها وآثاره الإنسانية.وزعمت المؤسسة، أنها «أنهت بنجاح مهمتها الطارئة فى غزة بعدما قدمت أكثر من 187 مليون وجبة مجانية مباشرة إلى المدنيين، وأن العملية الإنسانية التى نفذتها ضمنت وصول المساعدات الغذائية إلى العائلات الفلسطينية وصولا آمنا».
ميدانيا، وفى خان يونس جنوب قطاع غزة، استشهد مواطن فى قصف استهدف موقعًا داخل الخط الأصفر فى بلدة بنى سهيلا، ونقل إلى مجمع ناصر الطبي، بينما يواصل جيش الاحتلال قصفه المدفعى وغاراته الجوية، فى خرق متواصل لاتفاق وقف إطلاق النار. وارتفعت حصيلة الشهداء منذ الاتفاق إلى أكثر من 344 شهيدًا، و871 مصابًا، إضافة إلى انتشال 574 جثمانًا.
أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة الماضية 17 شهيدا بينهم 3 شهداء جدد و14 تم انتشالهم من تحت الأنقاض، و16 مصابا.
وأوضحت أن حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر2023،ارتفع إلى 69 ألفا و775 شهيدا، و170 ألفا و965 مصابا.
وفى الضفة الغربية، نفَّذت قوات الاحتلال الإسرائيلى سلسلة واسعة من الاقتحامات والاعتقالات فى عدد من مدن وبلدات الضفة الغربية وقطاع غزة، ترافقها عمليات قصف وحصار وهدم منازل، فى تصعيد ميدانى متواصل يُسجّل انتهاكات متعددة منذ اتفاق وقف إطلاق النار.
اقتحمت قوات الاحتلال مدينة أريحا ومخيمى عقبة جبر وعين السلطان، واعتقلت 10 مواطنين من بينهم أمين سر حركة فتح فى محافظة أريحا نائل أبو العسل، وأمين سر المنطقة التنظيمية فى مخيم عقبة جبر نصار أبو داهوك، كما داهمت القوات عدة منازل وفتشتها، وسط اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.
وشهدت نابلس استشهاد أحد الشباب بعد اقتحام قوات الاحتلال للمدينة ومحاصرة منزل فى شارع الحسبة، حيث استخدمت قنابل الإنيرجا، فيما أُصيب شاب آخر إثر سقوطه من ارتفاع خلال الاقتحام.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر مراد طوالبة من سكناته فى الجامعة الأمريكية فى الزبابدة جنوب جنين. وفى بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال 6 مواطنين خلال اقتحامات طالت مخيمى عايدة والعزة، وسط عمليات تفتيش واحتجاز ميدانى.









