سيطر شبح الانقسام الحاد على إسرائيل حول الخطة التى قدمها الرئيس الأمريكى جو بايدن لإنهاء كارثة قطاع غزة، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إنه لم يوافق على نهاية الحرب، زاعما أن بايدن «قدم جزءا فقط من الخطوط العريضة للصفقة» .
شدد نتنياهو فى جلسة استماع بلجنة الشؤون الخارجية والأمن بالكنيست، على أنه لم يوافق على إنهاء الحرب كجزء من الصفقة التى كشف عنها بايدن بشكل جزئي، مشيرا إلى أن «الحرب ستتوقف لغرض إعادة الرهائن ومن ثم سنواصل النقاش» .
لفت إلى أنه «يمكننا وقف القتال لـ42 يوما لإعادة الرهائن لكننا لن نتخلى عن النصر المطلق»، مبينا أنه «لم يتم بعد تحديد عدد المختطفين الذين سيطلق سراحهم فى المرحلة الأولى من الصفقة» .
قال إن «هناك تفاصيل أخرى لم يعرضها الرئيس الأمريكى للجمهور، هو قدم جزءا فقط من الخطوط العريضة للصفقة»، مضيفا: «لن أستعرض تفاصيل الصفقة لكن ما عرضه بايدن ليس دقيقا وهناك تفاصيل لم تكشف» .
أكد نتنياهو «أننا قادرون على تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة ثم طرح شروط المرحلة الثانية، كاشفا أن إسرائيل و»حماس» ستدخلان بعد 16 يوما فى مفاوضات للحديث عن شروط الصفقة.
يذكر أنه قبل أيام عرض بايدن مقترحا للهدنة فى غزة من ثلاث مراحل، يستهدف بالأساس وقف إطلاق النار بين إسرائيل و»حماس»، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة.
كان نتنياهو قد وجه أمس رسالة «لبن غفير وسموتريتش» مفادها أنه «خلافا لكلام الرئيس بايدن، لا يوجد فى مسودة الاتفاق أى قسم يتضمن وقف الحرب»، وذلك بعد أن هدد بن غفير بإسقاط الحكومة فى حال وافق رئيس الوزراء على المقترح الذى استعرضه بايدن.
قد التقى نتنياهو مع وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذى هدد هو الآخر بإسقاط الحكومة إذا تم إيقاف الحرب على غزة، وأبلغه نتنياهو بأن الصفقة لا تشمل وقف الحرب.
يذكر أن سموتريتش أجرى محادثات مع حاخامات حزبه، كشفت مصادر عبرية عن تفاصيلها، حيث أوضح وزير المالية أنه لا ينوى الانتظار حتى يتم الانتهاء من النقاش حول الصفقة بشأن غزة.
أفادت قناة «كان» العبرية، أن سموتريتش تشاور مع حاخامات حزبه بشأن استمرار مسار الحزب فى الحكومة. ووفقا لمصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات، فإنه إذا قدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخطوط العريضة للصفقة التى أعلن عنها بايدن، فإن سموتريتش سيقدم استقالته.
ووفقا للمصادر نفسها، فإنه إذا استمر نتنياهو فى الترويج للصفقة، فقد يستقيل وزير المالية قبل الأوان من الحكومة.
فى السياق ذاته جدد وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، تأكيده أن إسرائيل عازمة على تفكيك حركة «حماس» وإيجاد بديل لحكم قطاع غزة.
أفاد مكتب جالانت الإعلامى فى بيان بأن تصريح الأخير جاء خلال اتصال هاتفى مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن حيث شدد الوزير الإسرائيلى على أنه «فى إطار أى عملية تطوير، إسرائيل ملتزمة بتفكيك حماس كسلطة حاكمة وعسكرية. وفى هذا الصدد، ناقش مسألة تحديد وإمكانية ظهور بديل حاكم محلي» .
فى المقابل، جدد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد دعوته للحكومة من أجل الموافقة على الخطة، مؤكدا التزامه بتوفير «شبكة أمان سياسية» لحكومة نتنياهو المهددة بانفراط عقدها، لتنفيذها.
أوضح لابيد فى بيان نشره على حسابه بمنصة «إكس» أن «على الحكومة الإسرائيلية الموافقة على اقتراح نتنياهو بشأن غزة»، فى إشارة إلى الخطة الثلاثية التى عرضها بايدن. وطالب المجلس الوزارى بإرسال وفد إلى القاهرة لوضع التفاصيل النهائية على المقترح، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من الأنفاق.
من جانبها، قالت صحيفة الأخبار اللبنانية نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، إن الاتصالات التى جرت خلال الأيام الثلاثة الماضية تضمنت رغبة حركة حماس أن يظلّ الموقف النهائى رهن تسلّم ورقة مكتوبة تحوى كل ما ورد على لسان بايدن، مع إعلان إضافى يحمل ضمانات واضحة وكاملة ومعروفة وقابلة للتنفيذ، من قبل الولايات المتحدة، بما يضمن إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق.
كما شملت المشاورات مطالبة حماس بتوضيحات حول إبقاء ملف الوقف التامّ لإطلاق النار غامضاً، والاعتماد على تصريحات بايدن فقط، مشيرة إلى أنه ليس كافياً بالنسبة إلى المقاومة.