.. نعمة الفهم موهبة يستحقها من اختاره الله سبحانه وتعالى لكى يضيء البشرية بمصابيح النور والمعرفة.. وكثير من العقول النابغة يجدون الحملات المضادة من عقول لا تنضج إلا فى مستنقعات الحقد والكراهية والجهل.. وكلنا تابعنا الحملات والهجوم على عقول وشخصيات مصرية نالت احترام العالم وعلى رأسها العالم الكبير صاحب جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل.. وهنا نتكلم بصراحة أن مشكلة مصر الحقيقية ليست فى البطون وارتفاع أسعار بعض السلع.
.. قضية مصر الحقيقية فى حركة العقل المصرى على مدار عقود طويلة.. وأقصد بحركة العقل عدم الاهتمام بالبحث العلمي.. وأخيرا ولأن الزعيم الوطنى الرئيس عبدالفتاح السيسى يجاهد وإدارته على كافة جبهات تطوير الوطن لتقديم جمهورية جديدة للمصريين تقوم على العلم والبحث العلمى والمعرفة.. أعطى تعليمات واضحة لحكومة دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بأن يكون البحث العلمى وتطويره من أولويات الجمهورية الجديدة.
.. ولأهمية البحث العلمى وتطور الدول وتقدمها ونهضتها فى جميع المجالات.. سأحكى لكم نموذج دولة سقطت واستسلمت فى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وهى ألمانيا.. وقف الشعب الألمانى بعد توقيع اتفاقية «فرساي» للاعتراف بالهزيمة من الحلفاء.. وسأل الشعب الألمانى نفسه ماذا تفعل المانيا بعد الهزيمة؟!!
تعرض الشعب الألمانى لصعوبات رهيبة من ندرة السلع وارتفاع أسعارها.. ومدن بالكامل محطمة ولكنه يا سادة الشعب الألمانى لم يستسلم خاصة بعد تقسيم المانيا ما بين العسكر الشرقى بألمانيا الشرقية والمعسكر الغربى بألمانيا الغربية التى كافحت من أجل تحقيق معجزة اقتصادية كبرى عام 1955 لتصبح أكبر قوة اقتصادية فى أوروبا تحت قيادة المستشار الألمانى المبدع كونراد أديناور الذى نجح فى إعادة العقول الألمانية المهاجرة وتحويل مصانع هتلر النازى إلى مصانع لإنتاج المعدات الثقيلة والسيارات بأسماء المبدعين الذين اخترعوا هذه السيارات والمعدات.. وجمع الشعب الألمانى كل ما يملك من مال قد أخفوه خلال الحرب العالمية الثانية وساهموا بأيديهم فى بناء بلدهم المانيا العظمى اقتصاديا.