زرت عواصم أوروبية عديدة وشاهدت جمال هذه العواصم، وكنت أتمنى أن أرى جمال وروعة هذه المبانى وسعة شوارعها وتنسيق حدائقها، وكنت أتحدث مع زملائى قائلاً: هل من الممكن أن تحدث هذه النقلة المعمارية فى مصر، علماً بأن مصــرنا العتيقة قد سبقت هذه الدول حضارياً بآلاف السنين.. ومن سره أن يتأكد، فليشــاهد الأهرامات والمعــابد، وآخــرها المتحـــف المصــرى الكبيــر الــذى افتتحـــه الرئيــس عبدالفتاح السيسى فى الأول من نوفمبر الجاري، والذى حضره 79 وفداً من جميع دول العالم فيهم ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات ووزراء، الذين جاءوا ليشاهدوا عبقرية المصرى القديم والحديث معاً.
لم يتوقف التاريخ عند هذا الحد، بل ظل ممتداً حتى عصرنا الحاضر وظهر ذلك جلياً وضوح الشمس فى المدن الجديدة.. على سبيل المثال لا الحصر، السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان، السادات، الصالحية الجديدة، المنصورة الجديدة، القاهرة والتجمعات، ومدن الصعيد الجديدة وما بها من روعة وجمال وتصميم.. كل هذه المدن تفوق العواصم الأوروبية والآسيوية وحتى الأمريكية وغير ذلك.. فأصبح من حق كل مصرى أن يفخر بهذا الإنجاز الذى جعل مصر فى مصاف الدول العظمى التى كنا نحلم بأن نكون مثلها، والآن تفوقنا عليها حتى أضحت هذه الشعوب تتمنى أن تكون مثل مصر فى كل شيء، فى مجالات البناء والزراعة والتكنولوجيا والنظام والتعليم والبحث العلمى والصحة، لأن المصرى إذا قال، فعل حقاً.. إنه شعب لا يعرف المستحيل، بل وصانع المعجزات عبر التاريخ، الذى شهد على عبقريته طوال سبعة آلاف سنة أو يزيد.. ومن شيّد الأهرامات بسواعده الفتية، قادر على أن يفعل ما يريد بعون الله تعالي.
كنت محظوظاً الأسبوع الماضى بزيارتى للعاصمة الجديدة، ولم تكن الزيارة الأولى، بل كانت الرابعة لكن الأخيرة.. كان لها مذاق خاص، حيث اننى أخذت على عاتقى أن أتجول بها، من أجل الاستمتاع بروعة مبانيها الجميلة المتناسقة فى الشكل وتصميمها الراقي، بل والمبهر والتقنية الهائلة داخل هذه المباني، عندما تحظى بالتجول فيها يبهرك حى المال والأعمال وما به من بنوك وشركات استثمارية كبيرة فى مكان واحد.. كل هذا يساعدك على إنجاز مهامك فى يوم واحد دون مشقة أو عناء، ثم يليه الحى الحكومي، الذى يضم جميع الوزارات، حيث يمكنك أن تزور أكثر من وزارة فى وقت قليل، ثم الحى الدبلوماسى الذى يضم السفارات، مما ييسر عليك قضاء أكثر من مصلحة فى وقت يسير، ناهيك عن المناطق السكنية والداون تاون والمنطقة الترفيهية للنهر الأخضر وغيرها من الأحياء التى تصل لنحو 20 حياً على مساحة 170 ألف فدان، وحتى أتوبيساتها التى تطوف على الوزارات لنقل زوار العاصمة الجديدة، كل إلى ما يقصد.
غمرتنى الفرحة وأنا أسير فى شوارعها الواسعة وحدائقها الغنّاء ونخيلها المتناسق ونافورات المياه التى يتناثر حولها ماؤها العذب الرقراق، وكل شيء فى مكانه بحساب، حتى مدينة الثقافة والعلوم التى تعد أول محطة للوصول والبرلمان.. حتى مساجدها وكنائسها الفسيحة واختيار أماكنها بعناية، يا لها من روعة وجمال.
ما حدث من شموخ وإنجاز يحسب للجمهورية الجديدة التى أبدعت فى البناء وأحسنت التخطيط والإعداد للمستقبل المشرق الذى تنتظره الأجيال القادمة.. تحية لمن فكر وصمم وأبدع.. تحيا مصر، وتحيا رايتها عالية خفاقة فى سماء الزمان.. ولله الحمد من قبل ومن بعد.. ولله المنّة والفضل.









