شهدت العاصمة السعودية الرياض، الأحد، أعمال الاجتماع الاستثنائي للجمعيــة العامة للمنظمة العربية للتنميــة الصنــاعية والتقييس والتعدين (الإيدسمو) الذي يعقد برئاسة المملكة العربية السعودية ودولة فلسطين، وبمشاركة عدد من وزراء الصناعة وكبار المسؤولين بالدول العربية بالإضافة إلى ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو”، والرئيس التنفيذي لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية “جويك” وعدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، وذلك لمناقشة موضوع استراتيجية التكامل الصناعي العربي.
أكد المهندس عادل صقر الصقر المدير العام للإيدسمو، في كلمته الافتتاحية، أن جدول أعمال هذا الاجتماع الاستثنائي يتمحور حول موضوع استراتيجية التكامل الصناعي العربي كأحد أهم مبادرات المنظمة لتعزيز وترسيخ أسس ودعائم التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في الدول العربية.
وأوضح أنه تم إعداد هذه الاستراتيجية كنتاج للتعاون البناء والمثمر مع كافة الشركاء، مشيدا بالجهود المقدرة للمجلس التنفيذي للمنظمة واللجنة الاستشارية للتنمية الصناعية واللجنة التوجيهية للاستراتيجية وفريق العمل الفني الاستشاري ونقاط اتصال الوزارات، مثمنا في ذات الوقت الجهود والشراكة الفاعلة لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية “جويك” في إنجاز هذا المشروع المهم.
ومن جانبه، أكد بندرالخريف رئيس الاجتماع على أهمية الاستراتيجية وأنها ترتكز على صناعات عربية متكاملة بسلاسل قيمة مترابطة تحقق الاستدامة من خلال عدد من المحاور من أبرزها “إنشاء شراكات صناعية عربية استراتيجية” والتي تعد من أهم أدوات التكامل الصناعي العربي وتسهم في زيادة التبادل التجاري بين الدول العربية، والتصدير إلى دول العالم عبر التكامل في سلاسل القيمة الصناعية، وذلك عبر معرفة الميز النسبية الصناعية لكل دولة، وتعزيز التكامل الصناعي بين دولنا الشقيقة، مشيرا إلى أن من أهم نتائجها في حال اعتمادها هو تحفيز القطاع الخاص، وتوفير الأطر التي تحقق زيادة تنافسية المنتج النهائي في أسواق العالم، وإيجاد نماذج شراكات صناعية مستدامة تعزز التكامل بين المنشآت الصناعية.
كما شدد عرفات عصفور وزير الصناعة بدولة فلسطين، رئيس الدورة الثامنة والعشرين للجمعية العامة للمنظمة ورئيس هذا الاجتماع على أهمية استراتيجية التكامل الصناعي العربي التي تتمثل في مجموعة من الفوائد الاقتصادية والتنموية التي تعزز قوة الدول العربية مجتمعة، وخاصة دولة فلسطين والتي هي بأمس الحاجة إلى عمقها العربي، مشيرا إلى أن توحيد الجهود الصناعية يساهم في إنشاء صناعات قوية تستطيع المنافسة عالمياً، وتكامل الموارد بين الدول يعالج الفجوات الصناعية ويمنع التكرار غير المجدي مما يؤدي حتماً إلى تخفيض التكاليف وزيادة الإنتاجية وبالتالي تعزيز القدرة التنافسية العربية.
فيما قال أحمد بن محمد آل محمد الرئيس التنفيذي لمنظمة “جويك” إن استراتيجية التكامل الصناعي العربي تمثل نقطة انطلاق جديدة في مسيرة الصناعة العربية نحو المستقبل، تستهدف تعزيز التكامل الاقتصادي، ورفع كفاءة الإنتاج، وتوطين التكنولوجيا، وزيادة القيمة المضافة، مبرزا أن الاستراتيجية خطوة أولى في رحلة طويلة لبناء صناعة عربية تكاملية، ما كان لها أن تبدأ بدون إعداد مثل هذه الاستراتيجية، ولن تنجح بدون الدعم الكامل والمستمر من جميع الدول والمنظمات العربية لتنفيذ البرامج والمشاريع الطموحة وتحويلها إلى واقع.
وبعد المناقشة، تم بالإجماع تبني استراتيجية التكامل الصناعي العربي من طرف وزراء الصناعة بالدول العربية والذين أشادوا بها وبأهدافها.
يذكر أن أعمال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العامة للإيدسمو انعقد بالتوازي مع تنظيم فعاليات المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو” والقمة العالمية للصناعة بالمملكة العربية السعودية.








