بعد انتهاء تصويت المصريين فى الخارج ضمن الجولة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025، بدت الصورة أكثر تعبيراً عن الارتباط الكبير بين أبناء الجاليات المصرية ووطنهم حيث شهدت المقار الدبلوماسية والسفارات والقنصليات المنتشرة فى مختلف العواصم العالمية حالة من النشاط والحراك الانتخابى منذ الساعات الأولى لبدء فتح اللجان، وسط تنظيم محكم وإقبال متزايد يؤكد اتساع دائرة المشاركة السياسية للمصريين بالخارج وحرصهم على ممارسة حقهم الدستورى فى اختيار ممثليهم تحت قبة البرلمان.
فمنذ اللحظة الأولى لانطلاق التصويت فى اليوم الثاني، استقبلت اللجان الانتخابية طوابير تتراوح بين المتوسطة والمرتفعة فى بعض الدول التى تتمركز بها أكبر الجاليات المصرية، مثل دول الخليج العربى وأوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، وهو ما يعكس إدراكا متناميا لدى المصريين المقيمين فى الخارج بأهمية هذه المرحلة من الانتخابات البرلمانية، وضرورة المشاركة فى صياغة المستقبل التشريعى للبلاد.
وتزامن اليوم الثانى من التصويت مع جهود مكثفة من بعثات مصر الدبلوماسية حول العالم لتذليل العقبات أمام الناخبين، وتوفير بيئة انتخابية منظمة تسمح لكل مواطن بالإدلاء بصوته بسهولة ويسر، و أكدت التقارير الواردة من مختلف السفارات انتظام العملية الانتخابية دون معوقات تُذكر، بفضل التكامل بين الهيئة الوطنية للانتخابات ووزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية، وحرصها على الالتزام الكامل بالضوابط القانونية والإجراءات التنفيذية.
ورغم اختلاف التوقيتات بين الدول، حافظ المصريون فى الخارج على مستوى واضح من الالتزام والانضباط، فلم تتوقف الحركة داخل اللجان طوال ساعات التصويت، خاصة فى الدول ذات الكثافة المصرية الكبيرة مثل السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين، وكذلك إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ، وعكست المشاهد فى هذه الدول حرصا لافتا من الأسر المصرية على المشاركة الجماعية، واهتماما من الشباب بالمشاركة السياسية فى ظل تطور الوعى العام بأهمية دور البرلمان القادم، خصوصًا فيما يتعلق بالتشريعات الاقتصادية والاجتماعية والرقابية.
وشكل إقبال المصريين بالخارج خلال مؤشرًا مهمًا على مستوى التفاعل مع العملية السياسية، خاصة أن المرحلة الثانية تضم محافظات كبيرة وثقيلة انتخابيًا، وقد تنوعت دوافع المشاركة بين الواجب الوطنى والرغبة فى تعزيز الاستقرار السياسى والدفع بعناصر قادرة على خدمة المواطنين، فضلًا عن شعور متجدد بالانتماء يعكس نجاح الدولة خلال السنوات الأخيرة فى تعزيز علاقة المصريين بالخارج بوطنهم عبر الخدمات، والرعاية، والتواصل المستمر.
ولم تقتصر مظاهر المشاركة على عملية الإدلاء بالأصوات فحسب، بل امتدت إلى مشاهد لافتة من الدعم والتشجيع والدعوة للمشاركة عبر منصات التواصل الاجتماعى للجاليات المصرية حول العالم، حيث شهدت الساعات الأخيرة انتشارًا واسعًا للرسائل التحفيزية التى تؤكد أهمية المشاركة وتعكس الفخر بدور المصريين بالخارج فى دعم المسار الديمقراطي، كما ساهمت الروابط والكيانات المصرية فى العديد من الدول فى تقديم إرشادات للناخبين حول كيفية التأكد من بياناتهم وتعليمات الهيئة الوطنية للانتخابات، مما أسهم فى رفع الوعى وتسهيل الإجراءات.
وتزامن هذا الحراك مع متابعة من الهيئة الوطنية للانتخابات، التى أعلنت عن غرفة عمليات مخصصة لتلقى التقارير من الخارج على مدار الساعة، فى إطار المتابعة اللحظية لسير العملية الانتخابية وضمان تطبيق القواعد المنظمة لها بكل دقة. وأكدت البيانات الصادرة عن الهيئة أن العملية تسير بنجاح كبير، وأن تعاون البعثات الدبلوماسية أسهم فى توفير نموذج متميز لممارسة انتخابية تحترم القانون والمعايير الدولية.
ووسط هذه الأجواء، جاء المشهد العام ليعكس مجموعة من الدلالات المهمة؛ أبرزها استمرار ارتفاع مستوى الوعى السياسى لدى المصريين بالخارج، وتعزيز الشعور بالثقة فى المؤسسات الوطنية، ووجود رغبة حقيقية فى أن يكون للمصريين المقيمين خارج البلاد دور ملموس فى تشكيل مستقبل مجلس النواب الذى يعد أحد أهم مؤسسات الدولة فى المرحلة المقبلة.
كما أن اليوم الثانى من التصويت أظهر قدرة البعثات الدبلوماسية على إدارة الاستحقاق الانتخابى بكفاءة عالية، رغم الظروف اللوجستية الصعبة واختلاف الأنظمة والقوانين فى الدول المضيفة، وهو ما يعزز ثقة المصريين بالخارج فى قدرة مؤسساتهم على تمثيلهم ورعاية مصالحهم.
وفى الساعات الأخيرة قبل إغلاق اللجان، شهدت بعض السفارات زيادة ملحوظة فى الإقبال، حيث حرص العديد من المصريين على اللحاق بالفرصة الأخيرة للتصويت، وهو ما يضيف بعدا جديدا لقصة المشاركة السياسية للمصريين بالخارج، ويجعل المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب نموذجا مهما فى مسار تطور العملية الديمقراطية المصرية.
ومع انتهاء اليوم الثانى والأخير للتصويت بالخارج ، تسود حالة من الترقب بين الجاليات المصرية، انتظارا لما ستكشف عنه النتائج النهائية بعد استكمال التصويت داخل مصر والذى ينطلق غدا وسط شعور عام بالفخر والمشاركة الفاعلة فى مسار وطنى يتجدد مع كل استحقاق انتخابي.









