
قالت حركة حماس إن التصعيد المتواصل فى خروقات الاحتلال الإسرائيلى لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة يضع الوسطاء والإدارة الأمريكية أمام مسئوليات مباشرة لوقف محاولات تقويض الاتفاق.
أوضحت الحركة، فى بيانٍ أمس، أن قوات الاحتلال تواصل إزالة الخط الأصفر، والتقدم غربًا داخل مناطق القطاع بشكل يومي، مؤكدة أن ذلك يعد خرقًا فاضحًا لبنود الاتفاق وترتيباته الميدانية.
أضافت حماس أن هذه الخروقات -التى وصفتها بـ«الصهيونية الممنهجة»- أسفرت خلال الأيام الماضية عن استشهاد المئات بسبب الغارات الجوية وعمليات القتل المتواصلة التى تحدث تحت ذرائع متعددة، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال أجرى تغييرات أحادية فى خطوط انسحابه، بما يخالف الخرائط التى تم التوافق عليها مع الوسطاء.
وأكدت الحركة رفضها الكامل لأى محاولة من حكومة بنيامين نتنياهو، لفرض أمر واقع جديد يتعارض مع ما جرى الاتفاق عليه، مشددة على أن استمرار هذه الممارسات يهدد بإفراغ اتفاق وقف إطلاق النار من مضمونه ويدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر والتصعيد الميداني.
دعت حماس الوسطاء إلى التحرك العاجل والضغط على الاحتلال لإلزامه بوقف الخروقات فورًا، كما طالبت الإدارة الأمريكية بالوفاء بتعهداتها وضمان التزام تل أبيب بتنفيذ بنود الاتفاق وعدم السماح بفرض تغييرات ميدانية تقوّض جهود تثبيت وقف إطلاق النار.
من جانبه أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس أنه قصف أهدافاً لحماس فى قطاع غزة بعد أن زعم أن مسلحاً أطلق النار على جنود إسرائيليين.
وفى وقت سابق كان الاحتلال قد نفذ عمليات نسف واسعة لمنازل فى المنطقة الخاضعة لسيطرته وسط قطاع غزة شمال شرقى مخيم البريج، فضلاً عن قيامه بقصف مدفعى واطلاق نار فى خان يونس فى جنوب قطاع غزة.
من جهة أخري، استؤنفت عمليات البحث عن جثة رهينة إسرائيلية فى مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة،أمس، حيث تتم عمليات الحفر بحثاً عن رفات الإسرائيلية التى كانت محتجزة فى المخيم، برفقة وفد من الصليب الأحمر.
كذلك استؤنفت أعمال البحث عن جثة إسرائيلى آخر فى حى الزيتون جنوب مدينة غزة، بالإضافة إلى رفات ثالثة.
وكان جيش الاحتلال قد جدد قصفه المدفعي، أمس، على شرق مدينة خان يونس كما شن غارات عنيفة على شرق مدينة غزة، فضلاً عن فرضه حزاماً على مناطق عدة شرق حيى الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة.
تأتى هذه الخروقات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار فى اليوم الـ44 من بدء وقف إطلاق النار بغزة،الذى بدأ سريانه فى 11 أكتوبر الماضي، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلى مساء أمس أنه نفذ عملية ضد مسلحى حركة حماس المختبئين فى أنفاق فى رفح، مؤكداً مقتل ستة واعتقال خمسة.
كما تأتى أيضاً فى ظل تأكيد نتنياهو بأنه لن يسمح ببقاء سلاح حماس فى القطاع، سواء تسلمت هذه المهمة قوة الاستقرار الدولية أم لا.
تضغط تل أبيب من أجل «القضاء» على مقاتلى حماس العالقين فى الأنفاق سواء فى جنوب القطاع أو شرق مدينة غزة، معولة على ان الحصار الذى تفرضه أدى إلى مقتل العشرات منهم.
يذكر أن العشرات من مقاتلى حماس لا يزالون عالقين فى أنفاق تحت الأرض فى رفح وغيرها من المناطق ضمن الخط الأصفر، إلا أن إسرائيل ترفض أى مقترح لخروجهم.
علاوة على ذلك، يعمد الاحتلال مؤخراً إلى توسيع تواجده متجاوزا الخط الأصفر المحدد وفقاً للاتفاق، الذى انسحب إليه عقب توقيع اتفاقية شرم الشيخ لإنهاء الحرب فى القطاع المدمر، حيث يقوم الاحتلال بالتوغل فى المنطقة الشرقية فى مدينة غزة وتغيير أماكن تموضع العلامات الصفراء، بتوسيع المنطقة التى يسيطر عليها بمسافة 300 متر فى شوارع الشعف والنزاز وبغداد، وفق مصادر محلية.
فى نفس السياق، استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، أمس، فى غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلى على مركبة، غرب مدينة غزة.
قالت وكالة «وفا» الفلسطينية إن طائرات الاحتلال أغارت على مركبة بالقرب من مفترق العباس بحى الرمال، ما أسفر عن استشهاد 5 مواطنين على الأقل وإصابة آخرين.
فى وقت سابق، أعلنت مصادر طبية، أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، 7 شهداء و30 إصابة. فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار فى 11 أكتوبر الماضى 318 شهيدا، و788 مصاباً.
نتيجة لهذه الخروقات والقصف المتواصل، نزحت عشرات العائلات الفلسطينية من حيى التفاح والشجاعية شرقى مدينة غزة، بفعل توغل وتمدد الجيش الإسرائيلى داخل المناطق التى انسحب منها وفق الاتفاق.
وفى الضفة الغربية المحتلة، تنفذ قوات الاحتلال اقتحامات فى مناطق عدة، وسط انتهاكات مستمرة من المستوطنين فى منطقة طواس غربى الخليل بالضفة.









