الجوع ينهش أجساد الأطفال .. أونروا تعلن وقف الرعاية الصحية والخدمات الحيوية فى رفح الفلسطينية
كل يوم يمر على العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، تتجه فيه الأوضاع الإنسانية إلى الأسوأ، مع استمرار الهجمات الوحشية، ومنع دخول المساعدات، وإغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطينى بعد سيطرة قوات الاحتلال عليه.
أدى الدمار الذى ألحقته قوات الاحتلال فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، إلى إعلان المخيم «منطقة منكوبة»، فى تطور يشير إلى مدى وحشية القصف، وما ترتب عليه من تداعيات طالت الحجر والبشر.
أعلن رئيس لجنة طوارئ البلديات شمال غزة، أن المخيم أصبح «منطقة منكوبة» داعيا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للتدخل العاجل. وأشار أمس إلى أنه تم تدمير 50 ألف وحدة سكنية وتجريف شبكات الصرف والطرقات بمعظم بلديات شمال غزة. كما تم تدمير 35 بئرا للمياه والمدارس ومرافق «الأونروا» وباتت مجاعة وشيكة تهدد القطاع.
كان الدفاع المدنى قد أعلن فى وقت سابق أمس أن فرقه انتشلت 70 جثمانا فى جباليا، مشيرا إلى أنه ليس مؤهلا للعمل الميدانى خلال الحرب بسبب النقص الكبير فى المعدات والآليات، وأن «عددا كبيرا من جثامين الشهداء لا يزال تحت الأنقاض ونحاول الوصول إليها لتحديد هويتها» .
انسحب الجيش الإسرائيلى يوم الجمعة الماضية، من شمال قطاع غزة بعد عملية عسكرية استمرت 20 يوما، مخلفا دمارا واسعا غير مسبوق خاصة فى مخيم جباليا.
كانت الـ20 يوما فى مخيم جباليا كفيلة بتغيير معالم المنطقة المكتظة بالسكان بشكل كارثي، حيث خلفت طرقات ومنازل وبنية تحتية مدمرة، وعشرات من الجثث المشوهة.
جاء ذلك بينما يستمر الجوع فى نهش أجسام الأطفال فى غزة وسط صرخات تتعالى لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات بشكل عاجل، حيث خلت الأسواق من أصناف الخضار ومن كثير من المعلبات.
قال المكتب الاعلامى الحكومى ان المساعدات لم تدخل للشمال منذ ثلاثة أسابيع مما يهدد بمجاعة كبيرة مشيرا إلى أن الأوضاع فى جنوب ووسط القطاع تزداد سوءا.
كما نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية تقريرا عن انتشار المجاعة على وسط وجنوب غزة، وبشكل كارثى فى الشمال، وذلك منذ بدء الهجوم البرى الإسرائيلى على رفح الفلسطينية، 7 مايو الماضي.
ذكرت الصحيفة، أن وفاة الرضيع الفلسطينى «فايز أبو عطايا «7 شهور» بسبب سوء التغذية، الأسبوع الماضي، كانت بمثابة تحذير بشأن الأزمة المتفاقمة بسرعة فى وسط وجنوب غزة، بعد الاجتياح الإسرائيلى لرفح الفلسطينية.
لفت التقرير، إلى وفاة ما لا يقل عن 30 طفلًا، بسبب سوء التغذية فى غزة جميعهم تقريبًا فى شمال القطاع، مشيرا إلى أن توغل قوات الاحتلال فى رفح الفلسطينية، أدى إلى تغيير حسابات التهديد القاتمة فى القطاع.
نقلت «جارديان» عن جوناثان كريكس، رئيس قسم الاتصالات فى منظمة الطفولة «يونيسف» بفلسطين: «إن الوضع المستمر فى رفح الفلسطينية يعد كارثة بالنسبة للأطفال»، محذرا من أنه «إذا لم يتم توزيع إمدادات التغذية، خاصة الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، المستخدمة لمعالجة سوء التغذية بين الأطفال، فسيتم إيقاف علاج أكثر من 3000 طفل يعانون سوء التغذية الحاد».
من جانبها، أعلنت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس أنها أوقفت الرعاية الصحية والخدمات الحيوية فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأن ملاجئها فى المدينة باتت فارغة.
قال مفوض الأونروا فيليبى لازارينى إن ملاجئ الوكالة فى مدينة رفح الفلسطينية فارغة، وأكد أن أكثر من مليون شخص نزحوا «بحثا عن مكان آمن لم يجدوه أبدا». وأضاف، فى منشور عبر منصة «إكس»، «اضطرت الأونروا إلى وقف الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الحيوية فى رفح الفلسطينية. فرق الوكالة تعمل الآن من مدينة خان يونس والمناطق الوسطي، التى يعيش فيها 1.7 مليون نسمة.. استأنفنا العمليات فى خان يونس رغم الأضرار التى لحقت بجميع منشآتنا» .
يأتى ذلك، بينما حذرت الأونروا من أن تصعيد إسرائيل حملتها ضد الوكالة مؤخرا يهدف إلى «القضاء علينا وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين»، وأكدت أنها لن تخلى مقرها فى القدس المحتلة.
قال المتحدث باسم «أونروا» عدنان أبو حسنة إن تصنيف إسرائيل للأونروا منظمة إرهابية تطور خطير يدل على نوايا خطيرة تتعلق بوقف عمل الوكالة فى غزة والضفة والقدس، لافتا إلى أنه لم يسبق فى تاريخ الأمم المتحدة أن تصنف منظمة أممية بأنها منظمة إرهابية.
رغم النداءات الدولية، يستمر العدوان الإسرائيلى على القطاع لليوم الـ 240 على التوالى حيث أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن مروحيات إسرائيلية أطلقت النار بشكل مكثف على وسط مدينة رفح الفلسطينية ، بالتزامن مع قصف مدفعى استهدف حى البرازيل جنوبى المدينة، وغارة جوية على منزل، مما أدى لإصابة عدد من المواطنين.
من جهتها، قالت حركة حماس، أمس، إنها قصفت القوات الإسرائيلية المتوغلة جنوبى مخيم يبنا فى مدينة رفح الفلسطينية بصاروخين من نوع 107.
كما قصفت مدفعية الحتلال منازل بشرقى مدينة دير البلح، وشرقى مخيم البريج، وشمال غرب مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة. بالموازاة مع ذلك أطلقت زوارق إسرائيلية نيران الرشاشات على منازل الفلسطينيين قبالة شاطئ المدينة.
ارتكب الاحتلال الاسرائيلى خمسة مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة خلال ال 42 ساعة الاخيرة وصل منها للمستشفيات 59 شهيدا و 053 إصابة ليرتفع عدد ضحايا الحرب، إلى 63 ألفا و436 شهيدا وأكثر من 82 ألف مصاب منذ السابع من أكتوبر الماضي.