تستضيف مصر» مؤتمر السلام فى السودان» اواخر الشهر الحالي، ويشارك فيه جميع القوى السياسية، من اجل العمل على ايقاف الحرب المستمرة للعام الثانى على التوالى المؤتمر جاء بمبادرة مصرية لايقاف الصراع وحماية الشعب السودانى من تبعاته المدمرة وللحفاظ على وحدة اراضيه والاستقرار.
الدكتور سامى السيد أحمد أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص بالشأن السودانى بكلية الدراسات الافريقية جامعة القاهرة قال ان الموقف المصرى تجاه الصراع السياسى العسكرى فى السودان تحدده ثوابت واضحة فى السياسة الخارجية المصرية فى التعامل مع هذا الملف وهو المحافظة على استقرار وسلامة الاراضى السودانية والسلامة الاقليمية وعدم التدخل فى الشأن الداخلى السودانى وهو ما يجعل دائما المبادرات المصرية تجاه القضية السودانية ناجحة عكس باقى المبادرات.
مضيفاً ان المبادرة المصرية المطروحة والتى اعلنت عنها وزارة الخارجية المصرية من خلال عقد مؤتمر تجتمع فيه كل القوى السياسية السودانية استكمالا لدور الرئيس عبدالفتاح السيسى والمبادرة التى اعلنها فى يوليو الماضى بعقد مؤتمر دولى لحل الازمة وعقد مؤتمر دول الجوار فى القاهرة والذى حضره رؤساء دول الجوار السودانى لايجاد حل لانهاء الخلاف والحرب الدائرة على الاراضى السودانية وتحدث خلالها الرئيس عن رؤية مصر لحل الازمة الدائرة وايقاف الحرب وتمثلت فى عدة محاور الاول ايقاف اطلاق النار بشكل دائم ومستدام رغم ان المبادرات السابقة كانت تركز على الايقاف المؤقت للحرب وهو الذى كان يتم خرقه بشكل دائم من الطرفين، والثانى عمل ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الانسانية للمواطنين السودانيين وتوفير العلاج لهم سواء من هم محاصرون داخل المدن او اللاجئون على اطراف المدن او على الحدود السودانية، والثالث بدء حوار للتفاوض المباشربين القوى السياسية السودانية والاحزاب بمعنى ان المبادرة لن تتوقف فقط على الاطراف المتصارعة عسكريا بل تشمل كل القوى والاحزاب من فى السلطة ومن خارجها وهو حوار قائم على اساس ان الحل يجب ان يكون سودانيا وهو قرار مصرى واضح بعدم التدخل بفرض حلول من الخارج على السودان ويقتصر الدور المصرى فقط على تذليل العقبات وتهيئة المناخ المناسب للتفاوض وتقريب وجهات النظر عكس المبادرات السابقة والتى كانت تقوم على فرض حلول من الخارج وهو نفس المبدأ الذى يؤكد عليه الاتحاد الافريقى بأن حل المشاكل الافريقية يجب ان يكون من داخل افريقيا وليس من الخارج، والمحور الرابع للمبادرة المصرية أن تكون هناك آلية وزارية من دول الجوار الافريقى ودولة السودان تتواصل دائما مع الجانب السودانى لتذليل العقبات وانجاح مخرجات الاتفاق السوداني.
أوضح أستاذ العلاقات الدولية ان مصر تسعى بكل الطرق لإنهاء الحرب السودانية نظرا لأهمية دولة السودان والتى تمثل امناً قومياً مصرياً اضافة لانهاء معاناة السودانيين الذين تدفقوا على الحدود السودانية مع دول الجوار كلاجئين، وكذلك الملايين الذى فروا من الحرب الى مصر ولذلك تكثف القاهرة مجهوداتها لانهاء هذا النزاع خاصة وان القاهرة تحظى باحترام وتقدير كبيرين لانفتاحها على كل الاطراف فى السودان والجميع يعترف بانها وسيط نزيه تسعى لانهاء الخلاف السودانى دون تحقيق أهداف ما.
الصادق على مدير معهد السودان للديمقراطية يعتبر أن للسودان تاريخاً طويلاً فى الصراع السياسى فى العصر الحديث منذ الخمسينات وغالبا مايتحول الخلاف السياسى الى صراع مسلح مثلما يحدث الان رغم وجود حوار بين القوى السياسية والجهات المسئولة قبلها بفترة وقد تم طرح مبادرات عديدة لكن معظم هذه المبادرات لم تنجح فى انهاء الخلاف وايقاف الحرب.
والمبادرة المصرية والحوارالسياسى بين القوى السياسية والذى اعلنت عنه الخارجية المصرية، يدعمها المجلس المصرى للشئون الخارجية وقد التقينا به عدة مرات وأطلعنا على المسودة وهى فى طور المبادرة والتى انطلقت كدعوة للسودانيين للالتقاء وإنتاج الحلول لقضاياهم بأنفسهم لذلك فهذه من مزايا هذه المبادرة ان تقوم مصر بتذليل المكان وتهيئة ظروف التلاقى وتترك للسودانيون ان ينتجوا الحلول بإرادتهم الحرة المستقلة.
اشار الى ان المبادرة المصرية هى خلاصة ما توافق عليه السودانيين أنفسهم وتقوم مبادئها على وحدة السودان أرضا وشعبا والحكومة المدنية ووحدة الجيش، هذه الأساسيات ضمن أمور أخرى مثل العدالة والإنصاف ولذلك فإن فرص القاهرة تكاد تكون أكثر من غيرها وبخلاف العلاقات بين الشعبين الآن فمصر هى الملاذ الآمن للسودانيين، صحيح هناك تحديات تكمن فى الاختيار المناسب للمشاركين والتمثيل السليم لكل قطاعات وفئات المكونات السودانية الحزبية والمدنية والمرأة والأهلية ورجال الدين والشباب والاختيار السليم سيكون عنوان نجاح المؤتمر كذلك هنالك تحديات برزت بعدما اصدرت الخارجية السودانية بيانا أبدت فيها رفضها مشاركة الاتحاد الأفريقى والإيقاد والدعم السريع.
قال الصادق: اعتقد أن القاهرة لديها وسائلها الدبلوماسية لإقناع الطرف الحكومى فى الخرطوم بان هذه فرصة لانقاذ السودان قبل فوات الأوان.
أوضح ان القوى السياسية فى السودان متعددة وحالة الخلاف قد تؤدى إلى مزيد من التشرذم لذلك فالمبادرة لو لم تتوقف الحرب خلال الأشهر القلائل القادمة قد يتعذر إيقافها بعد ذلك حتى لو توافرت النوايا، فالبلاد على حافة الحرب الأهلية الشاملة ولابد من استثمار المبادرة المصرية.