محور فيلادليفيا ومعبر رفح له بروتوكول منبثق عن معاهدة السلام.. ومصر لا تريد أن تكرس وضعاً غير قانونى
المنطقة مشتعلة ومصر محاطة بالأزمات..
ووضعها الجغرافى والتاريخى يفرض عليها تحديات كبيرة
لن تدخر مصر جهداً من أجل العمل على وقف اطلاق النار بشكل دائم ومستمر وإنفاذ المساعدات الإنسانية فى قطاع غزة ولن تسمح بأن تكون هناك نكبة جديدة للفلسطينيين هذا ما أكد عليه السفير أيمن مشرفه مساعد وزير الخارجية الأسبق ومستشار البنك الافريقى للتصدير والاستيراد.. الذى شدد فى حواره مع االجمهوريةب ان المنطقة مشتعلة ومصر محاطة بقوس من التحديات وان موقف مصر منذ بداية اندلاع الأزمة واضح وأعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل الزيارات والمداخلات والمؤتمرات وهو ضرورة الوقف الفورى غير المشروط لاطلاق النار وايصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل للفلسطينيين داخل أراضيهم والرفض التام للتهجير القسرى أو خروج الفلسطينيين خارج أراضيهم لأن ذلك يمثل تصفية للقضية الفلسطينية.
مشرفة يكشف أن تشكيلة مجلس الأمن بوضعه الحالى لا تعكس التوازنات والأوزان الإقليمية للدول فى الوقت الحالى لكن المشكلة ان الأعضاء الخمسة دائمى العضوية يتمسكون بامتيازاتهم واهمها حق الفيتو بالإضافة إلى مصالحهم فكل دولة تملك تعطيل قرارات الشرعية الدولية تفعل ذلك.
> كيف ترى الوضع الآن فى المنطقة؟
>> المنطقة مشتعلة ومصر محاطة بقوس من الأزمات فمصر دائماً فى وضع جغرافى وتاريخى يضع عليها تحديات كبيرة فهى تعتبر فى ملتقى القارات القديمة افريقيا وآسيا وأوروبا وبالتالى منذ قديم الأزل مصر معبر لحضارات كثيرة.
الآن مع انفجار الصراع على الحدود المصرية الشرقية والعدوان الإسرائيل على قطاع غزة فرض علينا تحديات كبيرة لأن القضية الفلسطينية تعتبر قضية فى القلب حملناها على كاهلنا منذ عقود عديدة منذ إندلاع الحرب الأولى عام 1948 مروراً بـ56 ثم 67 إلى حرب التحرير فى 1973 وكانت دائماً مصر المنفذ الوحيد للشعب الفلسطينى من حيث المساعدات الإنسانية والأغذية والمنفذ الوحيد للفلسطينيين الراغبين فى السفر والخروج للعلاج وبالتالى هذا فرض علينا تحديات كبيرة ولا نستطيع ان نصم أذاننا عما يحدث فى فلسطين فموقف مصر كان منذ بداية اندلاع الأزمة صريحاً، والرئيس عبدالفتاح السيسى أكد عليه فى كل الزيارات والمداخلات والمؤتمرات وهو ضرورة الوقف الفورى غير المشروط لاطلاق النار وايصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل للفلسطينيين داخل أراضيهم والرفض التام للتهجير القسرى أو خروج الفلسطينيين خارج أراضيهم لأن ذلك يمثل تصفية للقضية الفلسطينية كما تبذل مصر جهوداً ضخمة من أجل مسار التفاوض.
> أين تتجه الحرب فى غزة؟
>> إسرائيل لديها أهداف واضحة حددها رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتنياهو وهى تصفية وجود حماس العسكرى والسياسى من القطاع تماماً وخلق كيانات موازية والرفض التام لإقامة الدولة الفلسطينية وهناك قناعة دولية قوية جداً ان الحل الوحيد يكمن فى حل الدولتين استناداً للقرارين «242» و»383» فما دون ذلك لن يكون له صدى فنحن نتابع الآن محاولات التهدئة، لكن حتى لو حدث وقف لاطلاق النار سيكون مشروطاً أو لمدة زمنية محددة فأى حل للقضية الفلسطينية يكمن فى انطلاق مفاوضات جادة بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى برعاية دولية وله سقف زمنى حتى لا تسعى إسرائيل للمماطلة وهى تجيدها والمماطلات كثيرة فكان أول مؤتمر بمدريد فى التسعينيات أى ما يقارب ثلاثة عقود ونصف والقضية الفلسطينية انتقلت من مدريد إلى أوسلو إلى واى ريفر إلى القاهرة إلى محطات عديدة ولم تصل بسبب المماطلات الإسرائيلية والدعم الأمريكى لها بشكل مستفز إلى حل واضح لإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967.
> ما المخاطر التى تهدد الأمن القومى المصرى مما يحدث؟
>> هناك مخاطر كبيرة فهناك حدود مشتركة طويلة وهى حدود مصر الشرقية ما بيننا وبين إسرائيل وأيضاً بيننا وبين قطاع غزة فهذه المخاطر تتمثل فى التهريب سواء السلاح أو الهجرة غير الشرعية والمشكلة الحقيقية أيضاً ان الحدود ليست مضطربة فقط على المنطقة الشرقية فهناك توتر على الحدود الجنوبية وما يحدث فى السودان من حرب أهلية منذ عام وحالة السيولة الأمنية الموجودة كما ان هناك حالة توتر فى الحدود الغربية فى ليبيا والتى ما بين حكومة الشرق وحكومة الغرب منذ أكثر من 10 سنوات أو أكثر والصراع على النفط فى حوض شرق البحر المتوسط كل هذه مناطق توتر تؤثر على الأمن القومى المصرى بشكل مباشر والدولة تتعامل بحنكة شديدة، وفى الوقت نفسه بحسم يحمى الآمن القومى لكن الحذر واليقظة واجبة.
> هل ربما نكون أمام حرب إقليمية وشيكة؟
>> نتمنى ألا تكون هناك حرب إقليمية وشيكة لانها سوف تؤثر على كل المنطقة وأول دولة سوف تتأثر بها هى إسرائيل لكن مصر أيضاً ستتأثر أتمنى ان العالم ومجلس الأمن بأعضائه الخمسة دائمى العضوية يبدأون ممارسة واجباتهم فى حفظ السلم والأمن الدوليين حتى يمنعوا هذا الانفجار الوشيك لأنه لن يكون على مستوى المنطقة فقط، لكن هناك لاعبين إقليميين ودوليين فاتساع بؤر صراع إقليمية أخرى يهدد بقيام حرب عالمية ثالثة خاصة أن منطقة الشرق الأوسط ليست هينة فهى تمد العالم بـ80٪ من النفط والغاز وأكثر من 20٪ من التجارة الدولية تمر بها حيث إن قناة السويس والتى تأثرت بهذه الحرب وانخفضت فيها الملاحة بنسبة 60٪ .
> ماذا عن الحديث الآن الذى يدور حول أهمية إصلاح الأمم المتحدة ومواجهة خطر وازدواجية المعايير؟
>> عملية إصلاح الأمم المتحدة بدأت منذ 30 عاماً وميثاق الأمم المتحدة وقع عام 1945 فى سان فرانسيسكو والأوزان الإقليمية للدول تغيرت بحكم انه لا يوجد شيء ثابت فهناك بعض الدول اصبحت قد لا تمثل الدول الخمس الكبرى وهناك بعض الدول طامحة للعضوية الدائمة مثل اليابان وألمانيا بما تمثل من مساهمات فى حفظ السلام ومنظمات دولية والحركة الدولية للتجارة والاقتصاد والثقافة وبالتالى فتشكيلة مجلس الأمن بوضعه الحالى لا تعكس التوازنات والأوزان الإقليمية للدول فى الوقت الحالى ولكن بالطبع هناك محادثات بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود ولم تنته إلى شيء لأنه فى تقديرى الأعضاء الخمسة يتمسك كل منهم بامتيازات واهمها حق الفيتو بالإضافة إلى مصالحهم فكل دولة تملك تعطيل قرارات الشرعية الدولية حسب هواها فالولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق الفيتو حوالى أكثر من 80 مرة وروسيا حوالى 60 مرة وبريطانيا حوالى 20 مرة فكل دولة عظمى لا يحلو لها القرار تستخدم حق الفيتو بينما قرار عضوية فلسطين تم تأييده بـ143 صوتاً فى الجمعية العامة للأمم المتحدة ولكن أمريكا استخدمت حق الفيتو حتى قرارات محكمة العدل الدولية التى صدرت ضد إسرائيل مؤخراً رغم أن محكمة العدل الدولية هى الفرع الرئيسى للعدالة الدولية للأمم المتحدة ومنبثقة عن ميثاق الأمم المتحدة المفروض أن تحال هذه القرارات لينفذها مجلس الأمن تحت البند السابع ويفرض بالقوة ولكن أمريكا تعطل أى مسيرة فى سبيل اعلاء كلمة العدالة الدولية.
> أعلنت مصر تمسكها بالانسحاب الإسرائيلى الكامل من معبر رفح الفلسطينى كشرط لاستئناف العمل به كيف ترى هذا الموقف المصرى الحاسم؟
>> محور فيلادليفيا ومعبر رفح له بروتوكول منبثق عن معاهدة السلام ومصر لا تريد ان تكرس وضعا غير قانونى فمعبر رفح الرئة لفلسطين فقبل الأزمة كان هناك 800 شاحنة يومياً تمر من معبر رفح انخفضت فى بعض الاحيان لـ500 لكن معبر كرم أبوسالم لا يمكن ان يعوض معبر رفح لمرور المساعدات فهناك 6 معابر ما بين قطاع غزة وإسرائيل لكنهم أغلقوا هذه المعابر ولا يستخدمونها لزيادة خنق القطاع والموقف المصرى هدفه تحقيق مصلحة الفلسطينيين ورفض الأمر الواقع الذى تحاول إسرائيل ان تفرضه، فمصر تفرض رؤيتها.
> كيف ترى الفترة المقبلة؟
>> الفترة القادمة شديدة السيولة فهناك الأزمة الأوكرانية– الروسية والتى هى حرب ممتدة والولايات المتحدة تحاول أن تستنزف فيها الجانب الروسى وهى حرب ليس لديها فاصل أو إطار زمنى لسبب ان روسيا دولة قوية جداً واوكرانيا بالطبع تدعمها وبشدة الدول الأوروبية فهو صراع مستمر لا نستطيع ان نجزم متى سينتهي.
وبالنسبة للحرب فى غزة فقد خرج مجلس الأمن القومى الإسرائيلى بتصريحات قال فيها إن أمامنا سبعة اشهر أخرى وفى بداية الحرب بعضهم خرج بتصريحات ان الأمر سوف يستغرق 5 أسابيع ومن أجل ان يقضى الجيش الإسرائيلى على حماس ولكن نحن الآن قاربنا على الشهر الثامن والحرب مستمرة وبعض الصواريخ تصل للعاصمة الإسرائيلية تل أبيب وبالتالى فهى حرب ممتدة وفيها كسر إرادات فالجانب الإسرائيلى لديه هدف استرجاع الرهائن والقضاء على حماس لكن هم ليس لديهم إستراتيجية واضحة يتعاملون بها خاصة أن المجتمع الدولى بدأ يصيبه نوع من التململ الشديد بسبب العنف المفرط الإسرائيلى وجرائم الإبادة الجماعية التى يمارسونها حيث تم تدمير قطاع غزة بالكامل أكثر من 92٪ من البنية الأساسية تضررت وحوالى 36 مستشفى من 38 كما تم تدمير محطات المياه والصرف الصحى والكهرباء والآن أيضاً غزة على شفا مجاعة فالإسرائيليون يريدون تحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة وبعض الساسة الإسرائيليين المتطرفين يتقولون بشكل رسمى انهم يطالبون الفلسطينيين بالهجرة الطوعية ويطالبون الدول الأوروبية ان تعطى لهم تأشيرات لكن الشعب الفلسطينى صامد وسيصمد على أرضه ومصر لن تسمح بنكبة جديدة للفلسطينيين أو تهجيرهم فلن تتكرر نكبة 1948 لأن الفلسطينيين خرجوا على أساس أنهم سيعودون مرة أخرى ولكنهم لم يرجعوا وبقيت المخيمات كما هى فى سوريا والأردن ولبنان وبقيت كبؤر شديدة التوتر من خلال فقر اجتماعى وسيولة أمنية وتسببت فى مشاكل كثيرة فالشعب الفلسطينى لن يكرر ذلك وهو باق وصامد على أرضه.
> هل أنت متفائل خلال الفترة القادمة؟
>> لا نملك إلا التفاؤل لأن التشاؤم ستكون نتائجه وخيمة جداً.
> تعمل مستشاراً للبنك الافريقى للتصدير والاستيراد فماذا عن التعاون مع مصر؟
>> هذا البنك مهتم بتنمية التجارة البينية بين الدول الافريقية تحديداً القطاع الخاص لأن التجارة البينية بين الدول الافريقية تمثل 5٪ من حجم التجارة بين الدول الافريقية فقط بينما 95٪ تمثل التجارة ما بين القارة الافريقية ودول أوروبا وهى تجارة افقية وليست عرضية لأن بعض الدول الاستعمارية نجحت لربط اقتصاديات الدول الافريقية بالمستعمر القديم وإنشأت مجموعات وتكتلات اقتصادية وبعض العملات تعكس سيطرة الجانب الأوروبى على الاقتصاديات فالبنك كان هدفه أولاً تنمية التجارة البينية ومحاولة تبادل التجارة بالعملات الافريقية دون اللجوء للدولار أو اليورو وتمويل المشاريع الخاصة بالسياحة والتجارة وبعض مشاريع البنية التحتية.
> كان هناك لقاء مع وزير الهجرة فى أبريل الماضى فما الذى تم الاتفاق عليه؟
>> كانت مناقشات جيدة للغاية وتم فيها إبراز نتائج مؤتمر المصريين بالخارج، والذى أثمر عن شركة المصريين بالخارج للاستثمار، وغيرها من المحفزات، وهناك مصريون فى مختلف الدول الافريقية، ومن بينهم مستثمرون متميزون، ويمكن التعاون بين شركاتهم وبين البنك الافريقى للتصدير والاستيراد «أفريكسيمبانك»، وهو ما يعود بالنفع على الجميع.
كما تمت مناقشة عدد كبير من أوجه التعاون بين مصر وافريقيا والعمل على الترتيب لفعالية افريقية بالتعاون مع جزر الكاريبي، تستهدف ربط جميع الأفارقة بقارتهم والأمريكيين الجنوبيين ذوى الأصول الافريقية، وأنها ستضم نخبة متميزة من الأفارقة حول العالم، والذين يقدمون جهوداً حقيقية لدعم القوى الناعمة، ولذلك حريصون على ربطهم بجذورهم من جديد، والاستفادة من خبراتهم لبناء البلدان الافريقية، وتمت دعوة وزيرة الهجرة لحضور الفعالية وإلقاء كلمة حول التجربة المصرية الناجحة فى ربط المصريين ببلدهم الأم، فيما يمكن أن يكون تجربة يمكن البناء عليها بالنسبة لمختلف الدول الافريقية، والاستفادة مما قامت به وزارة الهجرة فى دعم ورعاية المصريين بالخارج.
كما أن البنك فى حاجة للاستفادة من التجربة المصرية الناجحة الخاصة باستثمار مواطنيها فى الخارج فى مستقبلها ورغبة القارة فى الاستفادة منها خصوصاً، وأن هناك تجارب متميزة فى التعاون بين مصر وعدد من الدول الافريقية، فيما يتعلق بتبادل الخبرات أو انتقال الأفراد والمستثمرين، ووجود رؤية واضحة لدى البنك للاستفادة من هذه التجارب وتعزيز التعاون بين مصر ودول القارة الافريقية لبناء مستقبل أكثر ازدهارا ورخاء، فالبنك الافريقى للتصدير والاستيراد، يتيح فتح الحسابات للشركات – وليس للأفراد – ويقدم خدمات متميزة فى العديد من الدول الافريقية، وتعزيز التجارة البينية ودعم مشروعات القطاع الخاص وتبادل الخبرات والمعلومات، وتصميم البرامج للدول.
> أين مقر البنك؟
>> فى مصر
> هل هناك أرقام محددة للتعاون أو مشروعات تتم خلال هذه الفترة ما بين مصر والبنك الافريقى للتصدير والاستيراد؟
>> هناك تعاون كبير فى مجالات كثيرة حيث تم تمويل سد انجافى تنزانيا وينفذه تحالف مصرى من شركات السويدى وساويرس والمقاولون العرب ويدعمون شركة السويدى للكابلات فى توسيع النشاطات فى افريقيا وتدعيم أنشطة نادى وادى دجلة الذى بدأ يتوسع فى افريقيا فهناك مجالات كثيرة لا يسعنى ذكرها لأن هناك تعاوناً كثيراً.
> هل هناك أرقام للاستثمارات فى مصر من خلال البنك الافريقى للتصدير والاستيراد؟
>> تقدر بـ5 أو 6 مليارات
> وما هو أبرز مجالات التعاون بين الجانبين؟
>> هناك اتجاه لدعم الاستثمارات المصرية فى افريقيا ودعم التواجد المصرى لشركات المقاولات ودعم التجارة فى افريقيا.