و«عار عليك».. وكم طفلاً قتلت اليوم؟
ويتساءل العالم.. لماذا تعاملت إسرائيل بكل هذه الوحشية مع المدنيين فى قطاع غزة؟ لماذا كل هذا الاستخدام المفرط فى العنف فى عقاب المدنيين وتدمير منازلهم؟.. لماذا لجأت إلى حرب التجويع والإبادة بشكل لم يحدث تاريخياً من قبل؟
والإجابة بوضوح تتمثل فى رغبة إسرائيل أن ترسل برسالة أخيرة إلى الفلسطينيين مؤداها ألا يقدموا على القيام بأى عمل مسلح ضدها مرة أخرى وأن يتخلوا عن خيار المقاومة وأن يكونوا أدوات ضغط على حركات المقاومة الفلسطينية لعزلها ونبذها عن الشارع الفلسطيني.. رسالة مؤداها.. استسلموا دائماً بلا قيد أو شرط ولا خيار آخر أمامكم.. ورسالة مؤداها احمدوا الله على أنكم مازلتم أحياء..!!
والرسالة الإسرائيلية كانت مدعومة بموافقة أمريكية ومباركة أوروبية.. ونفذها نتنياهو إلى أن تعدت الخطة حدود المسموح وأثارت وحركت ضمير العالم الإنسانى فبدأوا فى التفكير للتراجع المرحلى لتخفيف الضغوط ولكن الدعم مازال مستمراً وأعمال القتل والتدمير مازالت جارية وخطة فرض الأمر الواقع تنفذ بكل حرفية.. والمطالب السابقة تتراجع لتتوقف عند حد توفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ولا شيء آخر..!!
>>>
ولم يكن فى حساباتهم أن تثير مشاهد الدمار والتجويع وقتل الأطفال فى غزة الغضب داخل بلادهم وأن تكون بداية التغيير من الداخل، لذلك فقد سعوا لتقديم خطط ورقية لإبراء الذمة بالعمل على وقف إطلاق النار دون أن تكون هناك آليات واضحة وملزمة للتنفيذ.
ولأن الرأى العام داخل الولايات المتحدة الأمريكية بدأ فى قراءة المشهد بشكل مختلف بعد أن قاد طلاب الجامعات الأمريكية التغيير فى الفكر الأمريكى فإن عدداً من المتظاهرين وقفوا يحاصرون الرئيس الأمريكى جو بايدن أثناء مغادرته كنيسة بولاية دويلاور للتنديد باستمرار حرب غزة وهم يرددون «عار عليك»..!
وهتافات المتظاهرين ضد بايدن تزامنت أيضاً مع حصار عدد من المتظاهرين لمنزل ماثيو ميلر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية واتهموه بدعم قتل الأطفال فى غزة هاتفين «كم طفلاً قتلت اليوم؟!».
ونعم.. كم طفلاً قتلت القنابل الأمريكية الضخمة التى تسقطها الطائرات الإسرائيلية فوق المدنيين فى غزة؟! كم طفلاً قتلوا خلال ثمانية أشهر من الحرب الانتقامية المدمرة.. وكم طفلاً آخر سيقتلون؟.. وقتلة الأطفال هم من يتحدث بعد ذلك عن السلام..!
>>>
ونعود ونعيش مع قضايانا وحواراتنا وأيامنا فى الحياة.. وحديث الفنان القدير لطفى لبيب بالغ القسوة والذى يقول فيه عن نفسه بعد أن أجبره المرض على قلة الحركة ومنعه من التمثيل «أنا عايش والسلام»..!
والعبارة مؤلمة.. عايش والسلام.. تعبير عن الاستسلام أمام قسوة الحياة وغدر الدنيا.. وهى عبارة لا يرددها لطفى لبيب وحده.. وإنما تتعلق بكل الذين اعتقدوا أن دورهم ورسالتهم فى الحياة قد انتهت.. وهى عبارة يعرف معناها ومغزاها الذين يقضون حياتهم بعد الإحالة للتقاعد لبلوغ سن المعاش.. عبارة لخصت كل شيء.. فقدان الرغبة فى الحياة.. فقدان اللذة.. فقدان الأمل.. فقدان الحلم.. لم تعد هناك أحلام وإنما كوابيس أغلقت كل الأبواب.. وبداية لكل اكتئاب واستسلام للأمراض..! وإذا كنتم من هؤلاء فحاولوا الخروج من دائرة اليأس.. حاولوا العودة للحياة.. ودائماً.. دائماً هناك أمل.. وهناك جديد.. وهناك رحمة الله التى هى أوسع من كل متاعب الحياة.. وهناك نور الصباح.. إن الذى خلق التعثر، خلق النهوض.. سبحانه.
>>>
ومصيبة المصائب أن «السوشيال ميديا» أصبحت وسيلة لتحقيق الأرباح غير المشروعة.. وكل من خرجت على الآداب والتقاليد والاحترام والدين وجدت فى السوشيال ميديا باباً للثراء السريع.. وكل يوم نسمع عن «بلوجر».. عن فتاة تبث مقاطع خادشة للحياء من أجل أكبر نسبة مشاهدات.. وأكبر أرباح.. والدنيا كانت «مقلوبة» طوال الأيام الماضية على فتاة من الإسكندرية اعتادت بث فيديوهات من هذا النوع.. وتفاعلت الداخلية مع حملة الإدانة لهذا الفيديو وألقت القبض على الفتاة التى بررت ذلك بالسعى للحصول على مشاهدات وتحقيق أرباح..!
والله يلعن أبوكم واللى ربوكم.. تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها أبداً.. هكذا هى ثقافتنا وأخلاقنا ومجتمعنا.. دول مجرد ظواهر وحالات شاذة وموجودين منذ بدء الخليقة..!
>>>
واللهم سترك الذى لا ينكشف، ومعيتك التى لا تنصرف، اللهم حبك الذى ينير الظلمات وخشيتك التى تحيطنى عن الخطايا والزلات وحسن المسيرة ونقاء السريرة وفضلك التام وطيب الأثر وحسن الختام.
>>>
وأخيراً:
>> ورغم أننا نؤمن بأن العقل أكثر صواباً،
إلا أنه يصعب علينا التخلى عن أشياء.. اختارتها قلوبنا.
>> والمحبة ليست خياراً إنما ملزمون بها،
من لم يعلم ذلك تتكفل الحياة بتعليمه.
>> وتبحر بنا الحياة.. لا نعلم إلى أين الاتجاه..؟!