- أرفض أن أُعالج على نفقة الدولة لأنني فنان رزقني الله القدرة على العيش، وهناك من يحتاج ذلك أكثر مني.
- رُشِّحت من قِبل نقابة الممثلين 27 مرة لجائزة الدولة ولم أحصل عليها.
- شائعات موتي هي “صفاقة الترند”، وفكرت أن أتحدث في فيديو مع جمهوري وأطلب منهم وأنا ميت أن يدعوا لي بالجنة!
- أنا فنان داخلي رقيب أشرس مليون مرة من الرقابة نفسها.
- على الفنانين أن يقدموا صورة تليق بالأسرة والمرأة المصرية، فلدينا قامات تصنع مئات الأعمال الفنية.
- أستعد لـ “رحلة المليار” وحلقات جديدة من برنامج “ما فيش مشكلة خالص”.
- أُعيد عرض مسرحيتي “فارس يكشف المستور” التي اُحترقت بمدينة سنبل.
أثار مرض الفنان محمد صبحي في الأيام الماضية ودخوله العناية المركزة قلق واهتمام جمهوره في مصر والوطن العربي. تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى مظاهرة حب ودعاء له، خاصة وأن الجمهور لم يعرف ما هي حقيقة المرض الذي أدخله الرعاية، الأمر الذي أدى إلى شائعات كثيرة وصلت إلى الوفاة وتكهنات عديدة حول مرضه. هذا بالتزامن مع اهتمام كبير من رئيس الجمهورية بحالته وإعطائه توجيهات بالاهتمام ورفع تقرير له، تقديراً لمسيرة صبحي الفنية الحافلة بالعطاء، فهو الذي سخر فنه لخدمة قضايا وطنه.
وأخيراً، عاد صبحي إلى منزله، ليكون لنا السبق في أول حوار معه تنفرد به “الجمهورية”. ويكشف فيه الكثير عن ظروف مرضه، ويؤكد أنه سيلتقي مع جمهوره والإعلاميين والصحفيين يوم الأربعاء القادم في مسرح مدينة سنبل في حفل كبير يمنح فيه وسام التفرد في الإبداع ويمنح لقب “سفير الفن والثقافة العربية” من قبل الأمم المتحدة.

- بسؤال الفنان محمد صبحي عن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمتابعة حالته والاهتمام بها أثناء مرضه؟
قال صبحي: “أشكر الرئيس على اهتمامه بي، وأنا سعيد وممتن لذلك جداً. أن يهتم رئيس الجمهورية بفنان وسط انشغاله بمشاكل وتحديات كبرى بالداخل والخارج، فذلك فخر كبير لي. وأنا دائماً أقول إنني قدمت لوطني الانتماء فمنحني وطني الاحتواء”.
وأضاف الفنان محمد صبحي: “توجيهات الرئيس كانت بالاهتمام بحالتي ومتابعتها شخصياً من خلال التقارير التي يرفعها وزير الصحة ومستشار الرئيس. وأحب أن أقول للناس والجمهور إنني لم أُعالج على نفقة الدولة، ولو صدر قرار بذلك لكنت سأتنازل عنه؛ لأنني فنان وأعمل، وربنا منحني القدرة أن أعيش بشكل جيد وغيري أحق مني بذلك. وأنا أرى أنني كفنان، ما دمت قادراً، أترك ذلك لغير القادرين، وهذا دوري كفنان مقتدر أن أترك العلاج على نفقة الدولة لمن يستحقه”.
- وبسؤال الفنان محمد صبحي: الكل كان في حيرة يتساءل عن طبيعة مرضك ولم نعرف ما هي الحقيقة؟
قال صبحي: “حدث لي فجأة ودون أي مقدمات شيء أشبه بـ ‘الفصلة’، وكأن حدث لي ‘ستوب’. حالة صمت، لا حركة، لا تفكير، أنفصل تماماً. يذهبون بي إلى المستشفى لدقائق وتحدث لي إفاقة، وكأن شيئاً لم يكن. الأطباء قالوا لي إنه فيروس يأتي فجأة، ومدة حياته 14 يوماً يجب أن يتم فيها علاجه والقضاء عليه. والحمد لله أنا خرجت وعدت إلى منزلي وفي فترة نقاهة، وكأن شيئاً لم يكن. سأريح ثلاثة أيام ثم أستعد لحفل تكريمي الأربعاء القادم من اتحاد المبدعين العرب واتحاد الإعلاميين. هذا الاتحاد عضو في الأمم المتحدة، وسأمنح وسام التفرد والإبداع وعضوية الاتحاد، وسأكون سفيراً للفن والثقافة العربية بالأمم المتحدة. وقد كان الاتفاق أن يتم هذا التكريم يوم 20 نوفمبر، ولكن مرضي أجّل الاحتفالية ليوم 26. وهم يتواصلون معي منذ أكثر من شهر، وطلبوا أن يتم التكريم في الإمارات، ولكني رفضت وطلبت أن يكون التكريم في بلدي وتحديداً في مدينة سنبل”.

- وكيف قابلت الشائعات، خاصة وأن كثيراً من المواقع نشرت خبر وفاتك وتكهنات كثيرة حول مرضك؟
قال صبحي: “للأسف، نحن نعيش صفاقة الترند. أنا لم أتضايق عندما قرأت خبر وفاتي لأننا كلنا سنموت. وفكرت أن أعمل فيديو وأنا في المستشفى أقول لأصحاب الترند: أنا آسف، سأقول لكم خبراً مؤلماً سيزعج الجماهير: أنا مت، فادعوا لي أن تكون الجنة من نصيبي! قلت أعمل (إفيه)، وبعدها أطلع ثاني أقول لهم: للأسف الخبر طلع خطأ، وأنا لسه حي على قيد الحياة، فانتظروني في الموتة القادمة!”.
وأضاف صبحي: “للأسف، شاهدت أشياء تُهلك من الضحك، وفيديوهات لموتي ونعي، ومن يقول: ‘المصريون في حالة حزن، لقد مات محمد صبحي!’. هذا ما وصلنا إليه. للأسف هناك من يجري وراء الترند وأقل ما يوصف به هو الصفاقة وقلة الأدب“.

- وماذا عن ترشيح نقابة الممثلين له لجائزة الدولة التقديرية؟ وهل جاء هذا الترشيح متأخراً وهو الذي كُرّم في معظم دول العالم من الملك عبد الله في الأردن، وكُرّم في الكويت والإمارات والبحرين وتونس والمغرب والسودان؟
قال الفنان محمد صبحي: “أشكر نقابة المهن التمثيلية على هذا الترشيح، كما شكرتها 27 مرة من قبل. فالنقابة وجميع الأكاديميات والجامعات في مصر رشحتني على مدار 45 سنة 27 مرة، ولم يحدث ولم أحصل على الجائزة”.
- ولماذا لم تحصل عليها في الـ 27 ترشيحاً؟
قال: “والله أنا مندهش من ذلك، وإذا لم أحصل عليها، فأنا واثق ومتأكد أنني سأُكرَّم بعد موتي. وكما قال العبقري توفيق الحكيم: “الأمة الميتة هي التي يموت فيها أحيائها، والأمة الحية هي التي يحيا فيها أمواتها”.
- الفنان محمد صبحي، هل تابعت توجيهات رئيس الجمهورية بالاهتمام بالدراما والأسرة والمرأة، وكيف أن هناك أعمالاً أدت إلى كثير من حالات الطلاق؟
قال صبحي: “الفن عليه دور كبير تجاه المجتمع، ورسالة الفن قوية، وعلى الجميع أن يتكاتف في ذلك؛ لأن ما يحدث عيب في حق الفن المصري أن تُقدّم أعمال تهدم أسرة. ناديت في أعمالي كثيراً بتقديم صورة مشرفة للأسرة وللمرأة المصرية؛ لأن للأسف الدراما في كثير من أعمالها تقدم البطلة إما راقصة أو عاهرة، ولا أعلم لماذا هذا الإصرار على هذه الصورة؟ ونحن لدينا قامات تستحق أن تقدمها الدراما بداية من أول الصعيد حتى البحر الأبيض المتوسط للأسرة والمرأة، قامات تعمل أعمالاً ومسلسلات عظيمة بدل الأعمال التي تسيء للأسرة والمرأة. أنا مندهش من شركات إنتاج تدفع ملايين تصل إلى 50 مليون و70 مليون لفنان وتقدم أعمالاً لا تعبر عنا. هذا سَفَه. أنا لا يمكن أن أتخيل أن فناناً ممكناً أن يأخذ أكثر من 15 مليون – هذا الصف الأول، والصف الثاني 12 مليوناً، والثالث 9 ملايين – والباقي يوزع على مؤلف ومخرج وباقي العمل، ويكون هناك حرص على قيمة ما يُقدم. لكن للأسف الصراع الآن ليس على تقديم عمل له قيمة، وإنما صراع من يأخذ أكبر أجر. أنا قدمت أنجح أعمالي ‘رحلة المليون’ وكان أجري 40 جنيهاً في الحلقة. المسلسل كله عملته بـ 1200 جنيه، وبعد الضرائب أخذت 900. محمود المليجي نفسه شاركني بطولة سهرة وكان أجره 40 جنيهاً. أنا دائماً أقول: أنا كده كده سأكسب فلوس، فلماذا تكون الحكاية مباراة من يأخذ أكثر؟ ليس هذا هو الفن”.
وأضاف صبحي: “أتذكر الفنان نور الشريف عندما علم أن أحد النجوم رفع أجره إلى 3 ملايين اتصل بي وقال لي: ‘يا صبحي، فلان رفع أجره، أنت سترفع؟’. قلت له: ‘لا’. قال لي: ‘خلاص أنا زيك'”.

- وبسؤال الفنان محمد صبحي: أنت تحرص دائماً في أعمالك على أخلاقيات الأسرة المصرية وصورة المرأة، وذلك ضمن رسالتك الفنية. فهل بعد توجيهات الرئيس سوف تحرص على ذلك أكثر؟
قال صبحي: “أنا قدمت مسرحية ‘أنا والنحلة والدبور’ وقد اشترتها الشركة المتحدة، وهي مسرحية عن المرأة ومشاكل الزواج والطلاق والمستوى المعيشي والمشاكل الأسرية، وفيها طاقة إيجابية عن كيفية بناء أسرة لا تُهدَم. وأنا قدمتها في 2023 وحققت نجاحاً كبيراً، وما طرحته المسرحية هو ما يطالب به سيادة الرئيس الآن. وأيضاً مسلسل ‘يوميات ونيس’ بكل أجزائه تناول الأسرة وتربية الأبناء، وحتى الآن الجمهور الذي تربى من الشباب على ‘يوميات ونيس’ ينادونني ‘بابا ونيس’. والعمل تناول كل شيء في تربية الأولاد وكل شيء يخص الأسرة. وناقشنا فيه بجرأة كبيرة كل شيء؛ لدرجة أن الجزء السابع والثامن – وكان وقتها وزير الإعلام أنس الفقي – اتصل بي وطلب عمل 60 حلقة على جزأين. قلت له: ‘أنا معي جزء مكتوب، ولكن هل سيذيع التلفزيون هذا الجزء؟’. قال لي: ‘ولماذا لا نذيع ونحن منتجوه؟’. قلت: ‘لأنني أتكلم فيه عن التوريث. فأنا أزرع في حفيدي أن يكون عنده أمل عندما يكبر أن يكون رئيس الجمهورية، فلا تكسروا الأمل لديه بالتوريث’. فقال لي: ‘نحن واثقون فيك وفي انتمائك للبلد’. وفعلاً تم إذاعة العمل والمشاهد كلها بالكامل”.
- وهل لم تخش وقتها الرقابة والمنع؟
قال صبحي: “أنا أُقدم ما أؤمن به، وأنا كفنان داخلي رقيب أشرس وأعنف بكثير من جهاز الرقابة نفسها. أنا فنان أحب مصر وأنتمي لها وأحترم بلدي وجمهوري. وأتذكر حين قدمت مسرحية ‘ماما أمريكا’ وكان بها مشهد أقلد فيه الرئيس مبارك. طُلِب مني إلغاء المشهد. وكلمت وقتها مستشار الرئيس أسامة الباز وقال لي إن هناك تقريراً ضد المسرحية وإنني أقلد الرئيس حتى أحقق أعلى نسب مشاهدة. وطلبت منه أن يحضر العرض، وبلَّغ الرئيس مبارك، وقال له الرئيس: ‘أنا أحترم صبحي ولكن أخشى أن يقلده الأولاد الصغار’. وعندما عُرضت 12 حفلة في ليبيا و22 في العراق وثمانية في قطر لم أقلد هناك الرئيس. فسألوني السفراء في حفل عشاء: ‘لماذا لم تقلد مبارك وكنت في مصر تقلده؟’. قلت لهم: ‘أقلده في بلدي حتى لو حبسوني، لكن لا أقلده خارج بلدي حتى لا يُفسَّر ذلك خطأ أو أنني أقلل من رئيسي’. ورُفِع تقرير للرئيس بذلك من سفرائنا في هذه الدول، واستدعتني الرئاسة وتحدث معي الرئيس وسألني: ‘لماذا لم تقلدني بالخارج؟’. وشرحت له وجهة نظري وكيف أنني رقيب على نفسي أكثر من رقابة الدولة نفسها، وتوجهي الوحيد هو احترامي لبلدي وجمهوري ونفسي”.
- وماذا عن جديد الفنان محمد صبحي بعد شفائه؟
قال: “للأسف مسرحية ‘فارس يكشف المستور’ اُحترقت، ولا بد أن أصورها ثانيةً، الهارد نفسه احترق، حتى نسخة التشغيل احترقت. وسأعرض المسرحية في موسم جديد حتى أصورها. كما أستعد للعودة للدراما التلفزيونية بعد سنوات غياب من خلال مسلسل ‘رحلة المليار’، وعندي مسرحية جديدة وسيزون جديد من برنامج ‘ما فيش مشكلة خالص’. وسيتدعي ذلك مني تحضيراً ما لا يقل عن أربعة شهور حتى أبدأ سواء عرض المسلسل أو المسرحية الجديدة”.









