ربما السؤال المهم الذى طرحته على نفسى وأنا أتابع افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لعدد من المحطات البحرية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بميناء شرق بورسعيد.. أين كانت هذه المشروعات العملاقة التى تستثمر فى موقع مصر الفريد والمتميز والإستراتيجى خلال العقود الماضية رغم أن الموقع لم يتغير، ورغم أن الحكومات السابقة خلال هذه العقود كانت من هذا الشعب ولم تكن حكومات من الخارج، والسؤال الثانى لماذا لم تمتلك الرؤية والإرادة والطموح خلال العقود الماضية لتضع مصر فى المكانة التى تستحقها وتحولها إلى أحد أهم المراكز اللوجستية وللنقل وتجارة الترانزيت فى العالم لماذا استسلم السابقون للتحديات التى واجهت مثل هذه الأفكار التى تصنع الفارق؟ ولماذا امتلكت الدولة المصرية منذ 2015 الإرادة الصلبة والقوية للتغلب على هذه التحديات حتى باتت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس واقع الآن على الأرض، تتصاعد فيها النجاحات والإنجازات، وتتضاعف الأرقام والمؤشرات بشكل مطرد.
أسئلة كثيرة طاردتنى وأنا أتابع افتتاح المحطات البحرية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بميناء شرق بورسعيد، فإذا كان لدينا هذا الموقع الجغرافى العبقرى والإستراتيجى، لماذا سكتنا طيلة هذه العقود؟ ولماذا لم تنشأ أحدث وأفضل الموانيء العالمية؟ ولماذا سبقنا من هم أقل منا فى القدرات والإمكانيات والمزايا الإستراتيجية الطبيعية التى أنعم الله بها علينا؟ ومن أين جاءت ملحمة تطوير 14 ميناء مصريًا وإنشاء 5 موانيء جديدة لتتحرك مصر بثبات نحو تبوأ مكانتها المستحقة فى مجال النقل واللوجستيات والترانزيت على مستوى العالم، هل كانت بسبب غياب الرؤية أم كانت موجودة ولكن غاب عنها التحدى والإرادة الصلبة؟ لماذا رضينا لمصر هذا التراجع خلال العقود الماضية وفرطنا فيما بين أيدينا من نعم ومزايا لا يملكها الآخرون ممن وضعوا أقدامهم بقوة فى هذه المجالات؟
وجدت نفس أصل إلى نتيجة واضحة لا لبس فيها الفارق بين الاتفاق والتراجع وغياب الإرادة، والنجاح والإنجاز، وتحويل الرؤى إلى واقع هذه القيادة فإذا كان الموقع هو نفسه لم يتغير والحكومات من الشعب والرؤى موجودة لا تخطئها العين، إذ الفرق أقول وثيقة وهذا حقه، وبلا أدنى مجاملة، وبحكم وشهادة الواقع، الذى صنع الفارق هو الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أمتلك الرؤية والإرادة والعزم وكافح وناضل وتحمل الكثير وواصل الليل بالنهار من أجل أن تتحول الرؤى والأحلام إلى حقائق وواقع أن يتحول العجز عن الإنجاز إلى فعل ونجاح إلى ملحمة غير مسبوقة لم يفعلها قبله أى رئيس جمهورية سابق.
نبل وإنسانية وفروسية الرئيس السيسى كقائد عظيم جل ما يهمه هذا النجاح ومصلحة مصر وتحقيق أهدافها، جعله يشير إلى أن هذا الانجاز جهد مشترك، لكن السؤال ماذا لو ذهب المسئولون عن تنفيذ هذا المشروع العظيم وعادوا للرئيس السيسى وأخبروه بأن الأمر صعب أن لم يكن مستحيل لوجود عقبات وتحديات، وقدموا الكثير من المعوقات واغلقوا جميع الأبواب فى وجه التنفيذ، أى رئيس غير الرئيس السيسى، كان سيقول خلاص واحنا هنعمل أيه بلاش.. لكن هذه المفردات غير موجودة فى قاموس الرئيس السيسى وبالدليل والبرهان والمواقف، فما تحقق فى مصر من ملحمة ومعجزة بناء وتنمية، واقتصاد بناء دولة جديدة وحديثة، ومشروعات عملاقة فى كافة ربوع البلاد، وبناء الإنسان، وتحويل مصر إلى دولة الفرص الواعدة، ودولة القوة والقدرة يخبرك بأنه رئيس استثنائى لا يعرف إلا الإرادة والتحدى، ولا يؤمن بالمستحيل، وما حدث فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس دليل وبرهان فهذا المشروع العظيم واجه تحديات قاسية لكنه الآن حقيقة على أرض الواقع، يحظى باهتمام كبريات الشركات العالمية التى أعلنت زيادة استثماراتها فى مصر، والأرقام أيضا تتضاعف وتقول أشياء مهمة فالمنطقة الاقتصادية فى الفترة من 2016 وحتى 2025 جذبت 11.6 مليار دولار استثمارات ونحن فى البدايات، ووفرت 136 ألف فرصة عمل، وتحول ميناء شرق بورسعيد فى فترة وجيزة إلى المرتبة الأولى أفريقيا فى الحاويات والثالث عالميًا.
وحتى تدرك حجـــــم الإرادة والتحـــــدى والعــزم لدى الرئيس عبدالفتاح السيسى، سأذكرك بإنجازات كانت مستحيلة، هل تتذكر مشروع توشكى، وكان قبل الرئيس السيسى نسيًا منسيًا، فقدت الدولة فيه الأمل توارى وأصبح فى عداد المستحيل، لكن عندما تولى الرئيس السيسى، أدرك التحديات والعقبات، ووجد أن إجمالى مســــاحته الزراعيــة لا تزيد على 17 ألف فدان لكنه قرر برؤية وإرادة صلبة، وعزم لا يلين أن يواجه ويتصدى لهذه التحديات، وأخطرها جبل جرانيتى بطول 9 كيلومترات يقف عائقًا أمام المشروع لك أن تتخيل أن جيش مصر العظيم أزال هذا الجبل الجرانيتى فى ملحمة ربما لا يعلمها الكثيرون، وانتقل مشروع توشكى من العجز إلى القدرة، من الفشل إلى الانجاز والنجاح الكبير وصل إلى أكثر من زراعة 500 ألف فدان، والرقم فى زيادة سنوية، وهو ما يجسد ويعكس إرادة هذا القائد العظيم.
السؤال المهم أيضا ماذا لو استسلم الرئيس السيسى لحملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك والتحريض وبث الإحباط، ناهيك عن حملات التنظير، هل كانت مصر ستشهد هذه المعجزة فى البناء والتنمية، والفرص الواعدة والمستقبل الذى يتحدث عنه العالم ومؤسساته الاقتصادية هل كانت ستمتلك هذه القوة والقدرة، وتعيد دورها ومكانتها الإقليمية والدولية، وتحمى أرضها وحدودها وتحفظ أمنها القومى، وترسخ للوطن والمواطن أعلى مراتب الأمن والأمان والاستقرار.
الرئيس السيسى لا يلتفت لمثل هذه الحملات والإساءات، فالأمر يتعلق بمصر ومستقبلها ولا يعرف فى ذلك سوى العمل والتمرد، ويرى فقط مصلحة هذا الوطن وشعبه العظيم.
سأخبرك أيضا بأمر يعكس ويجسد إرادة الرئيس السيسى وانحيازه لمصلحة مصر وشعبها دون اعتبارات شخصية، وسوف اطرح هذا السؤال أولاً كم رئيس قبل الرئيس السيسى هرب من مواجهة الأزمات المزمنة والمشاكل المتراكمة؟ وابتعد عن إصلاح شامل وحتمى تحت شعارات الحفاظ على الاستقرار الهش؟ ولكن الرئيس السيسى الذى يحظى بثقة شعبه والثقافة واصطفافه حوله، بمصداقية، وواقع حافل بانتشال الثقافة هذا الوطن من السقوط والضياع، قاد مع شعبه أكبر عملية إصلاح شامل فى تاريخ مصر، وضعتها على الطريق الصحيح، وحولت اقتصادها إلى قوى وقادر ومرن وواعد، وصامد أمام تداعيات أزمات دولية وإقليمية متلاحقة.
الرئيس السيسى يكشف لنا السر الاعظم فى تحقيق هذا الإنجاز والذى يراهن دائمًا عليه، وهو وعى ودعم واصطفاف المصريين، إرادتهم الصلبة وتضحياتهم، فما نعيشه من أمن واستقرار، المصريون هم أهم أسبابه، وما تحققه الدولة من نجاحات وإنجازات تاريخية، هم البطل فى هذا المشهد، الرئيس كررها ثلاث مرات، هذا ما كان ليتحقق لولا دعم المصريين، وتحملهم وصبرهم وتضحياتهم، هذا هو القائد الاستثنائى، الذى قلت إنها فرصة مصر التاريخية.









