تأتى زيارة الرئيس للصين فى وقت مهم وفارق فى إعادة ترتيب العلاقات والشراكات وأيضاً المشاورات فى الأحداث العالمية المتوالية وفى مقدمتها ما يحدث فى المنطقة العربية والشرق الأوسط ومع توافق الرؤى فى ظل الأحداث والعدوان الصهيونى الغاشم على أهلنا بغزة والصمت العالمى والأممى المفضوح.. ورغم أهمية العلاقات والزيارات والشراكات الماضية إلا أن الزيارة الأخيرة تعد هى الأهم فى كافة المجالات ومنها الاقتصادية وطرح الفرص الاستثمارية العظيمة بمصر على كبرى الشركات الصينية.
الصين هى الدولة الأكبر سكانا وثانى أقوى اقتصاد فى العالم والافضل تكنولوجيا وبحثيا.. ومصر تمتلك فرصاً استثمارية هائلة والتعاون بين البلدين سيعود بالفائدة على الشعبين الصديقين.. كما لابد ان نعى تماماً ان التعاون والتقارب بين الدول العربية والصين أصبح ضرورة كبيرة بعد الأحداث الأخيرة والتحيز السافر والأعمى من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية مع إسرائيل على حساب الحق والعدل والمصالح العربية.
الصين تقف مواقف مشرفة بشأن القضية الفلسطينية بصفة خاصة والقضايا العربية بصفة عامة.. فضلاً عن العلاقات التاريخية بين أقدم حضارتين فى التاريخ.. واتذكر عندما زرت الصين عام 2019 لمدة 45 يوماً بدعوة من وزارة الخارجية الصينية لوفد إعلامى عربى وكنت ممثلاً للإعلام المصرى وشاهدت بنفسى مدى الحب والاحترام الذى تكنه الصين قيادة وشعباً لمصر.. لدرجة أنه خلال عدد كبير من اللقاءات كان دائماً يردد المسئولون بدولة الصين ان الصين هى أعظم وأقدم حضارة فى التاريخ بعد الحضارة الفرعونية المصرية بكلام واضح وصريح يذكرون قيمة مصر وحضارتها وتميزها عن كافة دول العالم وأن الصين ما زالت تذكر فضل مصر عليها بأنها أول دولة فى العالم اعترفت بجمهورية الصين الشعبية.. وكانت مشاعر الفخر والعزة تتملكنى كمصرى من التقدير الكبير الذى حصلت عليه باعتبارى ممثلا لبلدى مصر.
ان العلاقات المصرية الصينية تشهد ازدهاراً كبيراً منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم ودائماً ما يتبادل الزيارات مع نظيره الصينى شى جين بينجو بمشاركة وفود رفيعة المستوى للتعاون فى كافة المجالات.. فالصين تنظر لمصر باعتبارها القوة الأكبر والأبرز بالشرق الأوسط كما أنشأت الدولتان المنتدى الصينى الافريقى لتحقيق التكامل فيما بينهما علاوة على المنتدى الصينى العربى ومصر شريك أساسى فى مبادرة الحزام والطريق التى اطلقتها الصين عام 2013.
عانى العالم كثيراً فى العقود الاخيرة فى ظل القطب الأوحد المتحكم فى مصائر الشعوب بالأهواء والرغبات والمصالح على حساب العدل والحق والإنسانية.. لذلك لا بد من وجود تكتلات سياسية واقتصادية تحدث التوازن والاستقرار العالمي.
المصالح المشتركة بين مصر والصين فى أبهى صورها ولا بد من تفعيل كافة الاتفاقيات لا سيما الاقتصادية واستقطاب السائح الصينى من خلال برامج مميزة من السياحة المصرية والترويج للفرص الاستثمارية أمام الاستثمارات الصينية الحكومية ورجال الأعمال ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطينها فى مصر.. مستقبل مصر الحقيقى فى الصناعة والزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع للحد من الاستيراد لعمل التوازن بين الصادرات والواردات وتوفير العملة الصعبة.. الإنتاج الحل الأمثل للارتقاء باقتصاد مصر والتغلب على كافة الازمات.