باغت الرئيس الأمريكى بايدن آلة الحرب الإسرائيلية على الهواء بمقترح وقف الحرب فى غزة بمراحله الثلاث.. السابقة هى الأولى طيلة أشهر الحرب أن يعلن ساكن البيت الأبيض بنفسه مقترحاً أو مبادرة لوقف إطلاق النيران بالأراضى الفلسطينية المحتلة.. ومع تأكيد بايدن أنه مقترح إسرائيلي.. فقد لاقى ردود فعل إيجابية من الاتحاد الأوروبى والمنظمات الدولية ومن النشطاء حول العالم ــ الأمر يجعلنا أمام «بصيص أمل» لإنهاء الحرب وجرائمها.. وقد استطلعت الجمهورية آراء الدبلوماسيين وخبراء الشأن الإسرائيلى حول أهمية المقترح وتوقيته وفرص نجاحه!!
انتقلت ألسنة الحرب المشتعلة فى غزة إلى الولايات المتحدة حيث يواجه الرئيس الأمريكى جو بايدن ضغوطاً متزايدة بسبب أنهار الدماء المتدفقة فى غزة، والتى أدت إلى اندلاع أعمال عنف فى حرم عشرات الجامعات والكثير من المدن الأمريكية.
دفعت كل هذه التحديات الإدارة الأمريكية إلى البحث إلى استراتيجية للخروج من الحرب ولا سيما فى ظل تدنى شعبية بايدن الذى يسعى للاحتفاظ بكرسى الرئاسة، وبالفعل أعلن الرئيس بايدن عن خطة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب.
وبحسب مسئولين أمريكيين فإن خطاب بايدن يهدف إلى حشد الدعم الدولى لخطته والضغط على حماس لقبول الصفقة، والتى استقبلتها حماس بإيجابية فى ظل التشابه الكبير لبنود الخطة مع الاقتراح الذى سارت عليه المفاوضات المصرية ووافقت عليه حماس قبل ثلاثة أسابيع.
على الجانب الأخر وجه بايدن خطابه أيضا إلى نتنياهو والجمهور الإسرائيلي، قائلاً «لقد حثثت القيادة فى إسرائيل على الوقوف وراء هذه الصفقة رغم أى ضغوط سياسية».
فيما أعلن مكتب نتنياهو رفضه القاطع لمقترح الرئيس الأمريكى جو بايدن بشأن الأوضاع فى غزة الذى أعلنه أمس الأول .
أكد نتنياهو على أن شروط إسرائيل لإنهاء حرب غزة لم تتغير، وأن تل أبيب ستواصل الإصرار عليها قبل إقرار وقف دائم لإطلاق النار.
خلص تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إلى أن خطاب الرئيس الأمريكى عكس إحباط إدارته من استراتيجية النصر المطلق والدعوات إلى استمرار الحرب، إلى جانب القلق من موقف المتطرفين فى حكومة نتنياهو. وأكد التقرير أن خطاب بايدن لم يعجب إسرائيل، بينما اعتبرته حكومة نتنياهو خطاباً ضعيفاً .
فى السياق ذاته، أثار بايدن موجة من الجدل والاستياء فى إسرائيل لكشفه تفاصيل المقترح الإسرائيلى الذى لم يتم الإعلان عنه رسميًا بعد، إذ وصفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية الخطاب بـ»القنبلة السياسية لبايدن»، لإعلانه الخطوط العريضة للمقترح الإسرائيلى.
أشارت الصحيفة إلى أن السلطات الإسرائيلية، كانت قد فرضت رقابة صارمة على نشر تفاصيل المقترح الذى تم اعتماده من قبل «مجلس الحرب» وتقديمه للوسطاء.
رغم أن خطاب بايدن نجح فى توصيل الرسالة إلى الجانبين بحسب مسئول فى البيت الابيض إلا أنه يظل خطوة محفوفة بالمخاطر.
ثمة أسباب ربما تجعل هذه الخطة بمثابة الفرصة الأخيرة لدولة الاحتلال، فطوال سنوات وجودها كدولة على مدار 76 عامًا، لم تواجه هذه الدرجة المتنامية من العزلة الدولية شأن ما تواجهه اليوم، فى ظل استمرار حربها البربرية ضد قطاع غزة.
فالولايات المتحدة تعيد النظر فى شحنات الأسلحة المقدمة لدولة الاحتلال، بينما تتوالى اعترافات دول أوروبا الغربية بالدولة الفلسطينية، وتدرس المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، ووقف عملياتها فى رفح الفلسطينية، فى ظل ضغوط وانتقادات عالمية مماثلة ولا سيما بعد استهدافها خيام النازحين بقنابل حارقة.
ففى الولايات المتحدة، على سبيل المثال، أظهر استطلاع للرأى أجرى فى شهر مارس أن 55 فى المائة من الأمريكيين لا يوافقون على الحرب الإسرائيلية فى غزة، مقارنة بـ 45 فى المائة قبل ثلاثة أشهر فقط.