يأتى مقترح الرئيس الأمريكى جو بايدن من أجل وقف الحرب فى غزة متضمنا ثلاث مراحل تشمل وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من كل المناطق المأهولة بالسكان فى غزة، والإفراج عن عدد من المحتجزين بمن فيهم النساء والمسنون والجرحي، وفى المقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال واعادة اعمار غزة.. السؤال الأهم: هل يمكن للولايات المتحدة الضغط على اسرائيل للقبول بهذا المقترح؟ أم ان المقترح الأمريكى ستذروه رياح التشدد الإسرائيلى فى الهواء؟!
خبراء الدبلوماسية اكدوا لـ «الجمهورية» ترحيبهم بمبادرة الرئيس الأمريكى موضحين انها تشجع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن .
قال السفير عمرو رمضان مساعد وزير الخارجية الاسبق ان أى مبادرة تهدف الى وقف اطلاق النار والتهدئة فى غزة مطلوبة ومرحب بها ولكن من المهم معرفة شروطها واى جوانب اخرى مرتبطة بتنفيذ وقف اطلاق النار وان يقترن الامر بعملية سياسية لاعادة الحقوق الفلسطينية وارض غزة التى احرقتها اسرائيل .
أكد السفير رمضان أن الولايات المتحدة الامريكية تمتلك اوراقا كثيرة للضغط على اسرائيل حتى وان لم تكن بنسبة 100 ٪ لدور اللوبى الاسرائيلى واليهودى فى الكونجرس وواشنطن ولكن بالتأكيد الولايات المتحدة شريك مهم لاسرائيل وفاعل على صعيد السياسة الداخلية الاسرائيلية وان اسرائيل مهتمة بعدم اغضابه بحيث يظل مؤيدا لمواقفها المختلفة فى الشرق الاوسط وبالتالى من هذا المنظور يمكن لادارة بايدن اذا ارادت التأثير بشكل فعلى فى توجه اسرائيل وعدم اقتصار الامر على الجوانب الانسانية او ايصال المساعدات .
من جانبه .. قال السفير ابراهيم الشويمى مساعد وزير الخارجية الأسبق ان الرئيس الأمريكى بايدن يستطيع الضغط على اسرائيل لقبول المبادرة ولكن هل هو يريد من عدمه حيث انه يعلن امورا ويناقضها عقب ذلك .
اضاف «الشويمي» ان المبادرة جيدة للغاية ونأمل أن تتحقق من أجل وقف اطلاق النار لفترة زمنية محددة وهى 6 اسابيع وعقب ذلك هناك عدد من المراحل مشيرا الى انها مبادرة متوازنة فى ظل الظروف التى نراها من استشهاد الفلسطينيين واصابات عديدة لا حصر لها ومن ابادة جماعية مشددا على ان الفلسطينيين فى غزة على شفا مجاعة .
وعن ضمانات تنفيذ المبادرة قال السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق ان المطلوب من الولايات المتحدة هو الضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود هذا المقترح والا تكون المرحلة الاولى فرصة لاسرائيل كعادتها لتتهرب من خلال المفاوضات لانه خلال المرحلة الأولى سيتم التفاوض لوضع التفاصيل النهائية للمرحلة الثانية وهنا تكون الخطورة لان إسرائيل لا امان لها فى ذلك ولنا فى ذلك مثل وهو اتفاق أوسلو والذى لم ينفذ بعد أكثر من ٣٣ سنة واعتقد ان هذه المرة يجب ان تكون هناك ضمانات أمريكية وهو على حسب اعتقادى ما ستطالب به حماس وقد أعلن الرئيس بايدن عن انه سيكون هناك ضامنون هم الولايات المتحدة و مصر وقطر ولكن لا نعرف هل سيلتزم بذلك ام سيتراجع فى اللحظات الأخيرة وفى العموم تعد المبادرة إيجابية إذا تم تنفيذها بالشكل الصحيح .
أكد السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق ان العناصر الرئيسية فى المبادرة الامريكية وردت خلال الاتصال التليفونى بين الرئيس الامريكى والرئيس السيسى منذ بضعة أيام واقترحها الرئيس بايدن على أمل أن تكون اتفاقا جديدا بين حماس وإسرائيل لوقف إطلاق نار مؤقت وإطلاق سراح الرهائن ثم فى المرحلة الثانية الاتفاق على وقف إطلاق نار دائم و الملفت فى هذه المبادرة ان الرئيس بايدن أعلن ان هدف القضاء التام على حماس لن يفيد إسرائيل ولن يفيد على الإطلاق فى إطلاق سراح الرهائن .