مجرد سؤال.. هل توجد سلعة فى العالم ظلت على سعرها لأكثر من 30 عاما؟..الإجابة نعم حدث ذلك فى دولة واحدة فقط هى مصر.. أتحدث عن رغيف الخبز المدعم الذى ظل يباع بخمسة قروش منذ عام 1988 وحتى الجمعة الماضية حيث قررت الحكومة أخيرا تحريك سعر الرغيف المدعم ليباع اعتبارا من أمس السبت بعشرين قرشا.. مجرد سؤال أيضا ماالذى يدفع الحكومة لاتخاذ مثل هذا القرار بعد مرور مايقرب من ثلاثة عقود؟.. الإجابة على هذا السؤال نجدها فى مضمون نفس السؤال فنحن نتحدث هنا عن ثلاثة مضت كانت الخمسة قروش لها قيمة شرائية وماكنا نشتريه بخمسة قروش نشتريه اليوم بخمسة جنيهات..وهناك بالطبع أسباب أخرى مبررة بعد أن ارتفعت فاتورة دعم الخبز بشكل غير مسبوق حيث تتحمل الدولة ما يزيد على 130 مليار جنيه سنويا لدعم رغيف الخبز وهو رقم يرهق ميزانية الدولة خاصة أن مصر من أكثر دول العالم استيرادا للقمح حيث نستهلك ثمانية ملايين ونصف المليون طن من القمح سنويا ويأتى هذا فى ظل ارتفاع أسعار القمح العالمية والمحلية.
سؤال ثالث.. هل معنى ذلك أن الدولة تخلت عن مستحقى دعم الرغيف؟.. والإجابة بالطبع لا فالدولة بعد أن كانت تتحمل 98 ٪ من تكلفة رغيف الخبز المدعم سوف تتحمل بعد رفع سعره 84 ٪ من تكلفته التى تبلغ 125 قرشا وهو مايعنى أن الدولة لاتزال تتحمل الجزء الأكبر من التكلفة كما أن حصة الفرد من الخبز على بطاقة التموين «5 أرغفة» لم يتم المساس بها وظلت كما هى الفارق فقط هو بعد أن كان المواطن يدفع عشرون قرشا ثمن الأرغفة الخمسة سيدفع جنيها واحدا وهو مبلغ بلغة الأسعار الحالية لاقيمة له أيضا فلا توجد سلعة فى السوق تباع بجنيه والأسرة التى لها أربعة أفراد على بطاقة التموين سوف تحصل يوميا على 20 رغيفا بقيمة أربعة جنيهات وهو مبلغ يقل أيضا عن سعر أرخص كيس رقائق بطاطس فى السوق.
إن الدولة حريصة كل الحرص على تقديم كافة أنواع الدعم لأصحاب الدخل المنخفض والفئات الأولى بالرعاية سواء من خلال الدعم التموينى أو زيادة الأجور والمعاشات وبرنامج تكافل وكرامة لمساعدتهم فى تحمل الأعباء الاقتصادية التى نتجت عن الأزمات التى يشهدها العالم والتى تفاقمت فى العقد الحالى منذ انتشار جائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية وأخيرا الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة فالدولة تولى اهتماما كبيرا بالفئات الأولى بالرعاية وأصحاب الدخل المحدود وقد راعت ذلك عندما قررت تحريك سعر الرغيف بما لايشكل عبئا على الأسر الفقيرة وهو ما لاقى قبولا وتفهما من جميع مستحقى دعم الرغيف.
>>>
هى أزمة بلا أى لزمة.. وأقصد هنا قضية لاعب بيراميدز المغربى محمد الشيبى التى رفعها ضد لاعب الأهلى حسين الشحات وصدر الحكم بحبسه سنة مع إيقاف التنفيذ وتغريمه مائة ألف جنيه بسبب الاعتداء على اللاعب المغربى قولا وفعلا حيث أخذت هذه الأزمة أكبر من حجمها