بعد مرور 5 سنوات على تفعيل تقنية الفار فى أغلب دول العالم إلا أن هناك بعض الأصوات علت الساحة الرياضية تطالب بإلغائها لما تسببت فيه من ضياع الوقت والجهد والمال والمتعة والتشويق والفرحة التى تتميز به لعبة كرة القدم.
ستجرى رابطة الدورى الإنجليزى الممتاز «البريميرليج» تصويتا على إلغاء تقنية الفيديو من المسابقة، بداية من الموسم المقبل.
من المقرر أن تجرى أندية الدورى الإنجليزى الممتاز تصويتًا فى اجتماعها العام السنوي، الشهر المقبل، على اقتراح بإلغاء تقنية الفيديو المساعد، اعتبارًا من بداية الموسم المقبل.
يذكر أن استخدام تقنية الفيديو فى الدورى الإنجليزى الممتاز منذ عام 2019، من أجل المساعدة على تحسين عملية صنع القرار ولكنه أيضًا تسبب فى إثارة جدل مستمر.
أحداث مثيرة.. ومطالبات وولفرهامبتون
شهد موسم 2024- 2023 العديد من الأحداث المثيرة للجدل، مما أدى إلى زيادة الانتقادات الموجهة «للفار»، ودفع بعض الفرق والمشجعين إلى التشكيك فى نزاهة المنافسة.
أشارت إلى أنه تم الآن تقديم اقتراح رسمى إلى الدورى الإنجليزى الممتاز من قبل نادى وولفرهامبتون يدعو إلى إلغاء تقنية الفار فى الصيف المقبل.
سيؤدى ذلك إلى التصويت على الاقتراح عندما يتواجد ممثلو الأندية العشرين فى اجتماعهم السنوى يوم 6 يونيو 2024.
صلاح عبدالفتاح: الإيجابيات أكثر من السلبيات
فى البداية، أكد صلاح عبدالفتاح عضو مجلس إدارة نادى الترسانة ونجم الجيل الذهبى للشواكيش أن إيجابيات تقنية الفار أكثر من سلبياتها وهذا يحسب لها حيث ساعدت اطقم التحكيم فى اتخاذ القرارات المناسبة وتحقيق العدالة بشكل كبير شرط أن يتم زيادة الكفاءة لجميع حكام الفار من خلال تكثيف معسكرات التدريب والمحاضرات على يد خبراء متخصصين حتى تكون حسابات حكم الفار دقيقة وليس العكس.
أشار إلى أن من أهم عيوب هذه التقنية هو التأثير السلبى على مستوى التشويق والمتعة للعبة كرة القدم وضياع الفرحة بعد كل هدف تخوفا لإلغائه مما يؤدى إلى فتور الفرحة بسبب طول فترة الانتظار للتأكد من القرار لكن لا يمكن الاستغناء عن هذه التقنية لأنها أصبحت من أساسيات لعبة كرة القدم.
الطويلة: أصبحت من مقومات اللعبة
أكد محمد الطويلة رئيس نادى النجوم أنه من الصعب إلغاء تقنية الفار لاسيما بعد أن اعتاد الجميع عليها وأصبحت من أهم المقومات إدارة المباريات لاسيما فى المباريات المصيرية أو ذات الطابع الشعبى الكبير بالإضافة إلى أن إلغاءها يمنح الحكام اليد الطولى فى جميع قراراتهم وسيكون من الصعب الاعتراض أو إثبات عكسها وهذا بالطبع مرفوض.
قال رئيس نادى النجوم إن الفار من التقنيات المهمة جدا يعتمد عليها ولكن بشرط أن تكون من خلال حكام ذوى كفاءة عالية جداً وفى حالة إلغائها يجب توفير البديل لأن ما نشاهده فى كثير من المباريات لا يصدقه عقل وهناك الكثير من الفرق تعرضت للظلم بسبب سوء التحكيم ومنهم فريق النجوم.
أشار إلى أن الحل الأمثل فى حالة إلغاء الفار لاسيما فى مصر يجب توفير البديل وهو إنشاء غرفة عمليات خاصة باتحاد الكرة تقوم بمتابعة جميع المباريات ويمكن لأى فريق التظلم من خلالها لاستيراد حقه لاسيما فى الحالات الصارمة حيث يقوم بتقديم طلب خلال 24 ساعة من المباراة ليتم اتخاذ القرار فيها بعد مراجعة غرفة العمليات.
أضاف الطويلة أنه رغم الإيجابيات التى تحسب للفار إلا أنه تسبب فى بعض السلبيات منها تقليل متعة المشاهدة وضياع الكثير من الوقت لمشاهدة اللعبات الجدلية وأطر الهندسيات الخاصة بالتقنية وضياع فرحة الأهداف لعدم ضمان احتسابها فى بعض الأحيان وغير ذلك لذا فإن إلغاء تقنية الفار تتطلب توفير البديل لضمان الحيادية وعدم ضياع حقوق الفرق.
محمد صلاح عبدالفتاح: الأغلبية سترفض الإلغاء
من جانبه أكد الخبير التحكيمى الدولى محمد صلاح عبدالفتاح أن هناك تصويتاً من فرق إنجليزية حول إمكانية إلغاء تقنية الفار من عدمه وهذا فى رأيى صعب جدا ولا يمكن إلغاء تقنية الفار وذلك لعدة أسباب أهمها أن 80 ٪ من الأندية ترفض إلغاء تقنية الفار لما قدمته من معاونة تامة فى اتخاذ القرارات الصحيحة لاسيما فى اللعبات التى بها جدال مثل أحقية احتساب هدف أم لا.
هذا بالإضافة إلى أن الداعى لهذا القرار فريق واحد فقط هو ولفرهامبتون وليست هناك أندية أخرى تسانده فى القرار فى الوقت الراهن.
قال صلاح إن تقنية الفار هو أحد أهم مشاريع الاتحاد الدولى فيفا الاقتصادية التى تدر ملايين الدولارات هذا إلى جانب أنه أحد أهم التقنيات الحديثة لتحقيق العدالة داخل الملعب.
أضاف الخبير التحكيمى أن هناك الكثير من الشركات دخلت سوق تكنولوجيا تقنية الفار بقوة وأصبحت تتسابق فى تقديم أفضل العروض للاتحاد الدولى فى هذا المجال والتى يعمل من خلالها عشرات الخبراء التكنولوجيين.
أشار إلى أن الفيفا قام بعمل قائمة دولية لحكام الفار ولا يمكن بأى حال من الأحوال إلغاؤها لاسيما بعدما ظهرت بشكل متميز وحققت الهدف المطلوب بالإضافة إلى أجندة المعسكرات التدريبية والمحاضرات التى يتم تنفيذها.
قال إن الاتحاد الدولى يقوم فى الوقت الحالى بإنشاء تقنية فار جديدة خفيفة للدول الفقيرة لتعميم نشره بجميع دول العالم وجميع الدوريات.
تابع صلاح أن جميع قارات العالم تقوم الآن بعمل مشاريع خاصة للحكام الواعدين فى تقنية الفار وأفريقيا بالطبع ضمن هذه القارات.
أوضح الخبير التحكيمى أن تقنية الفار أضافت متعة وتشويقاً من نوع خاص لأنها أصبحت ترصد أخطاء من نوع خاص كان من الصعب رصدها فى السابق.. مشيرا إلى العيب ليس التقنية ولكن فى الحكم الذى يستخدمها ولذلك يجب تكثيف معسكرات التدريب للوصول لأرقى المستويات لأنه من المفروض أن البشر هم الذين يستخدمون التقنية وليس العكس وهذا ما يتم فى أوروبا لذلك من الصعب الاستغناء عنها.
عصام عبدالفتاح: التقنية تسببت
فى بعض المشاكل
فى الختام، أكد عصام عبدالفتاح عضو الاتحاد الإفريقى رئيس لجنة الحكام الأسبق أن هناك بعض الأندية الأوروبية على رأسها ولفرهامبتون ضد فكرة استمرار تقنية الفار لما سببته من حالات جدلية كثيرة داخل الملاعب أثرت بشكل سلبى على أداء اللاعبين وتركيزهم داخل الملعب زيادة المشاحنات والاعتراض مما أضاع متعة المشاهدة ومتعة لعبة كرة القدم فى حد ذاتها.
قال عبدالفتاح إن الاعتراض زاد بعد ملاحظة أن هذه التقنية ساهمت فى زيادة بعض المشاكل ولم تنجح فى القضاء على جميع المشاكل كما كان مرجو منها بالإضافة إلى أنه تسبب فى ظلم بعض الفرق وعدم تحقيق العدالة إلى جانب المبالغ الباهظة التى تنفق عليها.
أكد أنه لو تم استخدامها من البداية لتطوير التحكيم والتقليل من الأخطاء لكان ذلك أفضل بكثير.. مشيرا إلى أن بعض الدول مثل السويد أو النرويج قامت بإلغاء تقنية الفار لأنها أثرت سلباً على متعة كرة القدم ورغم ذلك فإن عملية إلغاء تقنية الفار عملية معقدة وليست سهلة.