استعاد ريال مدريد الإسبانى عرش كرة القدم الأوروبية، الذى فقده فى العام الماضي، بعدما توج بلقب دورى أبطال أوروبا للمرة الـ15 فى تاريخه، عقب فوزه 2-صفر على بوروسيا دورتموند الألماني، فى المباراة النهائية للمسابقة القارية.
وعزز الريال موقعه فى صدارة قائمة أكثر الأندية تتويجا بالألقاب الدولية فى العالم، بعدما حصل على لقبه الدولى الـ30، ليوسع الفارق الذى يفصله أمام أقرب ملاحقيه النادى الأهلي الى أربع ألقاب، المتوج الأسبوع الماضى بلقب دورى أبطال أفريقيا هذا العام.
ومازالت الفرصة مواتية أمام الريال للتحليق بعيدا فى صدارة القائمة، حال فوزه بلقب كأس السوبر الأوروبى ضد أتالانتا الإيطالي، حامل لقب بطولة الدورى الأوروبي، فى أغسطس القادم، وكذلك حال تتويجه أيضا ببطولة كأس إنتر كونتيننتال، فى ديسمبر المقبل، التى يشارك فيها الأهلى أيضا وكذلك باقى أبطال القارات الأخري.
ورغم الظهور الباهت للريال فى الشوط الأول، الذى أهدر خلاله دورتموند أكثر من فرصة محققة، فقد قلب «الميرنجي»، الطاولة على منافسه فى الشوط الثاني، الذى شهد تسجيل دانى كارفخال وفينيسوس جونيور هدفى المباراة فى الدقيقتين 74 و83 على الترتيب، ليعود مجددا لاعتلاء عرش الكرة الأوروبية الذى فقده فى العام الماضى لمصلحة مانشستر سيتى الإنجليزي.
وبينما خسر دورتموند مجددا على ملعب «ويمبلي» فى العاصمة البريطانية لندن، الذى شهد هزيمته أمام غريمه التقليدى بايرن ميونخ فى نهائى نسخة المسابقة عام 2013، فيما تعد هذه هى المرة الأولى التى يتوج فيها الريال باللقب على هذا الملعب العريق.
وشهد اللقاء أيضا الظهور الأخير لتونى كروس، لاعب الريال، مع الفريق، بعدما أعلن اعتزاله اللعب هذا العام بعد مشاركته مع منتخب بلاده فى كأس الأمم الأوروبية «يورو 2024» التى تنطلق فى وقت لاحق هذا الشهر بألمانيا، كما خاض ماركو رويس مباراته الأخيرة مع دورتموند بعدما قرر الرحيل عن النادى هذا الموسم.
تيرزيتش يفرض فكره على أنشيلوتي
تمكن الألمانى إيدين تيرزيتش، مدرب بوروسيا دورتموند، من خداع الإيطالى كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، خلال الشوط الأول، حيث اعتمد على الطريقة التى توافقت مع إمكانيات فريقه، بعكس الريال، الذى استعان باسمه فقط، ليظهر بشكل باهت خلال الـ45 دقيقة الأولي.
وجاءت بداية المباراة هادئة، حيث فرض الحذر نفسه على أداء الفريقين فى الدقائق الأولي، وانحصر اللعب فى منتصف الملعب وسط استحواذ متبادل على الكرة.
بمرور الوقت، حاول لاعبو الريال فرض سيطرتهم على مجريات الأمور ولكن افتقدت هجمات الفريق الإسبانى للفاعلية المطلوبة فى ظل عدم تواجد مهاجم صريح داخل أرض الملعب بإمكانه إنهاء الهجمات، واعتماد أنشيلوتى على تواجد الثنائى البرازيلى فينيسوس جونيور فى الجناحين الأيسر والأيمن ومن خلفهما الإنجليزى جود بيلينجهام.
أسرع هجوم مرتد بأكبر عدد
فى المقابل، حاول لاعبو دورتموند استغلال المساحات الخالية فى دفاع الريال الذى افتقد تنظيمه المعتاد، لاسيما فى ظل السرعة التى يتمتع بها كريم أديمى ونيكلاس فولكروج، ثنائى الفريق الألماني، اللذان سنحت لهما أكثر من فرصة محققة للتسجيل من بينها انفرادان لكنهما فشلا فى هز الشباك بسبب الرعونة، مما تسبب فى زيادة توتر أنشيلوتي، الذى تناول عدداً كبيراً من العلك «اللبان».
لم يصدر الريال أى ردة فعل على هجمات دورتموند الخاطفة والخطيرة، حيث عجز عن تسديد أى كرة صحيحة ما بين قائمى وعارضة منافسه، الذى اكتسب مزيدا من الثقة، وكاد أن يخطف هدف التقدم عن طريق مارسيل سابيتزر قبل نهاية الشوط لولا براعة البلجيكى تيبو كورتوا، حارس مرمى الفريق الأبيض، لينتهى الشوط بالتعادل بدون أهداف.
جرأة ألمانية غير مستغلة
واصل دورتموند أداءه الجريء مع انطلاق الشوط الثاني، واكتسب مزيدا من القوة، حيث اعتمد لاعبوه على الضغط المتقدم من أجل إيقاع مدافعى الريال فى الأخطاء.
واعتمدت الهجمات الألمانية على الجانب الأيسر من خلال أديمي، الذى كان دائم الإزعاج لدانى كارفخال، ظهير أيمن الريال، ومن خلال إحدى هذه الهجمات، كاد فولكروج أن يفتتح التسجيل بضربة رأس، لكن كورتوا واصل تألقه وأنقذ الريال من هدف مؤكد آخر.
استشعر الريال الحرج، وأسرع لاعبوه من إيقاعهم، حيث تحرك فينيسوس يسارا، ورودريجو يمينا، وأرسلا أكثر من عرضية، وتابع بيلينجهام إحداها لكنه عجز عن إيداع الكرة فى الشباك.
خبرة الريال تحضر
تعددت الركلات الركنية للريال من كلا الجانبين، قبل أن يستغل الفريق الإسبانى إحداها، بعدما سجل كارفخال هدف التقدم فى الدقيقة 74، حيث تابع ركنية نفذها تونى كروس من الجهة اليسري، ليسدد ضربة رأس رائعة، واضعا الكرة على يسار جريجور كوبل، حارس مرمى دورتموند، الذى خرج من مرماه بشكل خاطئ، وتعانق الشباك.
حاول لاعبو الريال استغلال حالة الارتباك التى طغت على أداء لاعبى دورتموند عقب هدف كارفخال، حيث ظهرت المساحات فى عمق الفريق الألماني، والتى كاد أن يغتنمها بيلينجهام لولا عدم التركيز.
فرض الريال هيمنته المطلقة على اللقاء، خاصة فى ظل انخفاض اللياقة البدنية للاعبى دورتموند، الذين بدت عليهم علامات الإرهاق، وأضاع كروس وإدوارد كامافينجا أكثر من فرصة لمضاعفة النتيجة.
فينيسيوس يطلق رصاصة الرحمة
وسرعان ما أكد فينيسوس تقدم الفريق الإسباني، بعدما أضاف الهدف الثانى فى الدقيقة 83، حيث استغل بيلينجهام تمريرة خاطئة من دونايل مالين، لاعب دورتموند، ليمرر الكرة للاعب البرازيلي، الخالى من الرقابة، الذى لم يجد صعوبة فى التسديد وإيداع الكرة فى الشباك.