
عاما بعد عام وفى كل دورة جديدة من دورات معرض الشارقة للكتاب تفاجئنا هيئة الشارقة للكتاب تحت إدارة أحمد بن ركاض العامرى بما لا نتوقعه وتجهز لجمهور المعرض الكثير من المفاجآت المبهجة التى تسعد.. وتزيد لديه الشغف لزيارة المعرض والتعلق بالكتاب .. يتمتع العامرى بهدوء راسخ وثقة فى أن الأمور كافة تقبل الاختلاف ويؤمن بقدرات الشباب وحقهم فى الحصول على فرصة وتمثيل ومشاركة.. وفى حوارنا معه حول الدورة الـ 44 التى اختتمت فعالياتها أول أمس أكد لنا أن تنظيم المعرض يقوم على أكتاف الشباب الذين يمتلكون رؤية مختلفة وعصرية للمعرفة ويتمتعون بصلات أقوى بالتكنولوجيا الحديثة وقد أكد كذلك فى حواره للجمهورية أن لمصر فى قلب الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة مكانة خاصة جدًا .
> فى البداية ما الهدف الذى تضعه الشارقة ومعرضها أمامها دائما؟
>> نحن نحاول فى هذه الدورة التى جاءت تحت شعار» بينك وبين الكتاب» ونحن نجتمع بين رفوف الكتاب وأجنحة الناشرين، أن نكتب قصة جديدة بيننا وبين الكتاب قصة جميلة ومتفردة نحاول أن نصل بها إلى مرحلة أعلى من التميز فى مجال القراءة متمنين أن يقرأ العالم ما يكتبه العرب،
> تساءل البعض عن معنى شعار المعرض « بينك وبين الكتاب والمقصود به؟
>> الشعار يسلط الضوء على الرحلة والشغف أو التجربة الخاصة التى يمر بها الشخص فى رحلته مع الكتاب ومؤكد نحن مختلفون فى ذلك والشعار هنا يحاول استدعاء رحلة كل شخص مع قراءة الكتاب بشكل عام وطقوسه الخاصة فى ذلك، فأحيانا بعضنا يسجل ملاحظات على هامش الصفحة أو جوانبها، وبعضنا ربما يخاف من بعض الموضوعات بينما آخر يضحك لو قرأها وهكذا.. ولكل شخص تجربته الخاصة وهو حر فيها ولا توجد تجربة خاطئة.. ونحن نطمع أن يكون لكل زائر لمعرض الشارقة تجربته الخاصة مع الكتاب.. وأن يكونوا هم كتاب ومؤلفين وناشرى المستقبل.. ونحن دائما نسعى ونختار الشعار الذى يتسق مع أهدافنا العامة..
> وما القصة التى بين «الشارقة» وبين الكتاب؟
>> بين الشارقة والكتاب محبة وألفة وعلاقة حميمية منذ تأسست أول مكتبة فى الشارقة منذ 100 سنة، لها تأثير فى تكوين شخصية الشيخ سلطان بارك الله فى عمره، وقد أنعم الله علينا بحاكم يعشق الكتاب ويقدره والأدب والشعر وبينه وبين الكتاب ألفة، والميزة أن ألفة الكتاب يتمتع بها كل العرب ونحن أمة «اقرأ» ويجب علينا أن نقرأ
هذا المعرض ولد من خلاله مجموعة كبيرة من الكتاب الإماراتيين، فقد كان مؤثرا وأحدث تأثيرا كبيرا كذلك فى صناعة النشر على مستوى دولة الإمارات، وعلى صناعة الكتاب حضور مصرى لافت
> لاحظنا حضورا خاصا ولافت للأدباء والفنانين المصرين فضلا عن شخصية العام محمد سلماوى فما تعليقك على هذا التوجه من إدارة المعرض؟
>> نقولها دائما ونكررها كثيرا إن لمصر مكانة خاصة جدا فى قلب الشيخ سلطان بن محمد القاسمى بارك الله فى عمره ولها كذلك مكانة خاصة فى قلوب العرب كافة وتأتى المشاركة المصرية من ناحية دور النشر هذا العام ثان أكبر مشاركة بعد دولة الإمارات ، كذلك اختيار الأديب محمد سلماوى شخصية العام الثقافية يؤكد ثراء الثقافية المصرية فضلا عن عدد كبير ومتميز من الكتاب المصريين والفنانين ومن بين الضيوف الفنان الكبير خالد الصاوي، ود. زاهى حواس، د. وسيم السيسى وغيرهم الكثير، بمعنى أننا أخذنا من كل مكان فى مصر وردة. وبشكل عام كل الدول العربية ممثلة بكتابها ومبدعيها
> هل كان مقصودا حضور علماء الآثار المصريين د. زاهى ود. وسيم ومحاضراتهم لجمهور المعرض تناغما مع افتتاح المتحف المصرى الكبير؟
>> لا شك أننا نفخر دائما بمصر وحضارتها ونهنئ شعب مصر بهذا الصرح الجديد و التحفة الوطنية العظيمة، ونذكر جميعا أن الشيخ سلطان بن محمد القاسمى ساهم فى إعادة مجموعة كبيرة من الآثار التى بيعت خارج مصر من أستراليا وبعض الدول والتى قد خرجت إلى بعض الدول وهى الآن معروضة فى المتحف المصرى الكبير وقد حرصنا أن يكون هناك حضور متنوع للعلماء والباحثين المتخصصين بجانب الأدباء والمبدعين لنقدم لجمهور المعرض وجبة ثقافية متنوعة.
> لاحظنا اهتمام خاص بحضور ومشاركة عدد من المؤثرين وصناع المحتوى فهل هذا توجه مقصود وله هدف محدد؟
>> أغلب المؤثرين الحاضرين يرتبطون بدور نشر صنعت لهم محتوي، مجموعة المؤثرين المدعوين لهم كتب منشورة، وكذلك محطة التواصل فى بهو المعرض شارك فيها مؤثرون لهم كتب منشورة وهذا معناه أن المعرض ذاته أثر فى توجههم ومحتواهم وكثير منهم لو لاحظنا كانت بدايتهم فى المعرض السنوات السابقة.. ومعظم المؤثرين متخصصين فى المحتوى الثقافى..
عصر الذكاء الاصطناعى
> نحن فى زمن يواجه تحديات كبيرة من السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعى وغيرها من التقنيات الحديثة فكيف تواجه إدارة المعرض هذه التحديات فى تنظيمها؟
>> المعرض قائم فى الأساس على أكتاف جيل الشباب بما لهم من نظرة جديدة تناسب واقعهم فنحن نحاور أجيال مختلفة ففريق العمل المنسق مع الناشرين أو المؤلفين يحاول دائما استيعاب هذه المتغيرات العصرية وما يهم الأجيال الجديدة ونحرص دائما أن يكون خطابنا موجها للجميع من الأجيال المختلفة الشباب والكبار والنخبة كذلك ويكون حوارنا معهم بالكتاب والفكر والمعرفة
> هل تعتقد أنه يمكن فى المستقبل القريب أن يكون هناك جناح فى معارض الكتاب يخصص لمؤلفات الذكاء الاصطناعى؟
>> لا نريد أن نبالغ فى أمر الذكاء الاصطناعى وإن كانت هناك بالفعل بعض الكتب لكن الأمر ما زال غامضا ومن ناحية أخرى أى دور نشر تلك التى ستوافق على طباعة كتب من تأليف الذكاء الاصطناعى ، الأمر ما زال غير معروف ومثير للجدل. وكتاب الذكاء الاصطناعى مجرد تجميع من هنا وهنا وليست مؤلفات أصيلة.
> هل هناك دعم من الهيئة لنوع معين من الكتب أو القراءة؟
>> الكتاب أى شيء يقرأ سواء كان كتابا ورقيا أو صوتى أو شاشة موبايل أو أى شيء يقرأ ونحن نشجع القراءة بشكل عام واسمنا « هيئة الشارقة للكتاب» ندعم القراءة ونسهلها ونوفرها ونعبد الطريق أمامها ولانحتكر نوعا معينا من الموضوعات أو الكتب، وإنما ندعم الفكرة ذاتها وعملية القراءة مجردة ونترك لكل قارئ حرية اختيار الموضوع الذى يحبذه للقراءة.. ومن يقول إن أبناء أمة اقرأ لا يقرأون مخطئ والدليل أن لدينا فى المعرض ورشة للقراءة دفع فيها الشباب أموالا ليتعلموا أبجديات القراءة الإيجابية.. ونحن نشجع القراءة بأية صيغت كانت ونواكب كل نظريات وتطورات القراءة وأنواعها ووسائطها.









