الأسرة هى أساس بناء أى مجتمع ناجح وآمن ومستقر واللبنة الأولى والدعامة الأساسية التى يتلقى فيها النشء التربية السليمة يتعرف من خلالها على الصواب والخطأ وهى أول نظام اجتماعى عرفه الإنسان له خصائصه ووظائفه التى تؤثر فى المجتمع ويؤثر فيها وهى أساس بناء المجتمع أخلاقياً وسلوكياً وتعليمياً واقتصادياً وثقافياً ورياضياً ودينياً وبالتالى فإذا صلحت الأسرة واستقامت صلح المجتمع وأصبح آمناً مستقراً وإذا فسدت الأسرة فسد المجتمع وانتشرت الجرائم.
الحقيقة الأسرة بمفهومها المعاصر تغيرت تركيبتها ووظيفتها بعد دخول الإنترنت والاتصالات وما تحويه من رسائل وصور ومشاهد ودردشات فضلاً عن التليفزيونات والفضائيات اللا محدودة ودخول كل هذا إلى محيط الأسرة ويؤثر فى تربية الأبناء وعندما يغيب دور الأسرة فى التربية والمتابعة تعم الفواحش وتكثر الجرائم والإنحرافات السلوكية والأخلاقية للأطفال والشباب من سرقة وكذب وغش واعتداءات على الآخرين وبلطجة وتحرش وإدمان وخيانة.. ظواهر كثير تحدث فى المجتمع الآن فرضت علينا ولم نسمع عنها من قبل سواء فى الحضر أو الريف الذى كان أساس القيم والأصول والأخلاق والأعراف.. نحن أمام جيل البعض منه لايعرف الجذور والأصول.. جيل يتم تشكيله من خلال الموبايل والإنترنت فى غياب تام لرب الأسرة بصفة عامة والأم بصفة خاصة الذين أهملوا فى غرس قيم الأخلاق والفضيلة فى الأبناء والنتيجة ظواهر إجرامية وسلوكية فى المجتمع.. جيل يبحث عن الحياة خارج إطار الرباط المقدس.. جيل لا نعرفه ولا يعرفنا.
> إن ما نراه فى مجتمعنا الآن من أحداث عنف وانفلات أخلاقى وقيمى يعكس غياب عامل مهم من عوامل بناء واستقرار المجتمع وهو القدوة الصالحة والنموذج الصالح والعكس صحيح فكثير من الآباء والأمهات يتهاونون فى تربية أبنائهم الأمر الذى ينعكس على سلوك الأبناء وتصرفاتهم وأفعالهم.
> زمان كان البيت يربى والمدرسة تُعلًّم وتؤدب وتعاقب وتحاسب.. زمان علمونا النوم مبكراً والاستيقاظ مبكرا والصلاة فى أوقاتها.. زمان علمونا معنى كلمة عيب.
زمان ومن شدة التربية والأدب عندما نرى فى الشارع محفظ القرآن أو المعلم بالمدرسة نمشى من شارع آخر خوفاً واحتراما وأدباً وتربية.
زمان كان الضرب مباحا سواء فى المدرسة أو فى مكان حفظ القرآن «الكُتًّاب» ومع ذلك لم يجرؤ الأب على الذهاب للمدرسة أو المحفظ.
>> خلاصة الكلام:
إن الاستثمار فى البشر أصعب كثيراً من الاستثمار للبشر وبالتالى فإن صناعة العقول وتوطين الأخلاق صناعة ثقيلة لكنها الفريضة الغائبة وبالتالى فإن استعادة القدوة الصالحة والتربية السليمة لا تتحقق إلا بتكاتف كل وسائل التربية والتعليم بدءاً من البيت والمدرسة ثم الإعلام والمؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف جامعاً وجامعة ووزارة الأوقاف وجميع دور العبادة لتوجيه وتوعية الآباء والأمهات بأن يكونوا خير قدوة لأولادهم سلوكاً وأخلاقاً وتربية لأن القدوة الصالحة هى الطريق المستقيم لنشر القيم والأخلاق فى المجتمع..إن عالم اليوم الذى يتسم بالتغيرات السريعة والانفتاح التكنولوجى الهائل يصبح دور الأسرة أكثر أهمية من أى وقت مضي.. حتى يعيش المجتمع آمناً مطمئناً سالماً مستقراً.
>> كلام أعجبنى:
ستعلمك المواقف بأنه ليست كل الأيادى التى تصافحها نظيفة.









