أنا لن أتحدث اليوم عن تفاصيل قضية الدعم التى قررت الحكومة التصدى لها بعد سنوات وسنوات من التجاهل أو الصمت الاختيارى فقد أعلنت الحكومة خلال الأيام أو الأسابيع الماضية تفاصيل الخطة بما تشمله من سلع بعينها أهمها رغيف العيش والكهرباء والوقود وغيرها.
لكن ما يهمنى اليوم القول إن القيادة التى تقيم قواعد حكمها على مصارحة الجميع هى بكل المقاييس قيادة واعية وواثقة من نفسها ولديها القدرة على تحديد الخط الفاصل بين ما هو كائن وما ينبغى أن يكون.
>>>
لقد أعلنت الحكومة أنها ستقلص حجم الدعم بالنسبة لرغيف العيش بحيث أصبح يباع اعتباراً من أمس بعشرين قرشاً بدلا من خمسة قروش. وبالفعل بدأ التنفيذ فى الموعد المحدد.
وهكذا قضت الدولة على سياسة التردد أو الخشية من مظاهرات الاحتجاج ..أو.. أو.. وتلك كلها أسلحة تخويف طالما وقفت حائلا أمام الحكومات المتعاقبة التى كانت تجيء وتذهب رافعة شعار «لا مساس بالدعم» الذى أصبح مثار تهكم الجماهير وهو الشعار الذى زخرت به مانشيتات الصحف وبالتالى تفاقمت المشكلة أكثر وأكثر.. حتى جاء وقت القول الفصل.
>>>
نعم.. الحكومة الحالية اقتحمت الأبواب الموصدة موضحة أن هذه الدولة تحملت على مدى سنوات وسنوات طويلة قيمة الفارق بين السعر الفعلى للرغيف الذى تبلغ تكاليفه الفعلية 120 قرشاً بينما يباع فى الأسواق بخمسة قروش..
لذا.. كان لابد من وقفة جادة وحاسمة وصريحة.
>>>
على الجانب المقابل شهدت بعض المخابز طوابير طويلة للمواطنين الذين سارعوا بشراء أكبر عدد ممكن من الأرغفة بالسعر المخفض قبل بدء تطبيق السعر الجديد.
أنا شخصيا أرى أن هذه الظاهرة لم تعد محببة داخل مجتمعنا فى الآونة الأخيرة إلا أن فئات كثيرة من الناس تنقصهم ولا شك ثقافة تصحيح المسار وهى ثقافة سوف تتسع دوائرها أولا بأول خلال المرحلة القادمة.
>>>
ثم.. ثم.. استمراراً فى سياسة المصارحة لا ينبغى على الحكومة إصرارها على الإعلان عن خفض سلع بعينها فى حين أن الواقع القائم يؤكد العكس وبصرف النظر عمن هو على صواب ومن على خطأ فإن المتابعة الباتة والقاطعة من جانب الحكومة تحتم عدم التوقف وإلا تعرضت المنظومة الجديدة لبعض السلبيات أو التداعيات وهذا ما نخشاه كشعب مشارك مشاركة فاعلة فى المنظومة المتطورة للحكم.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
بديهى أن تستغل جماعات الشر والكراهية والحقد هذا الإصلاح الجذرى والحقيقى لجانب من جوانب دعم الاقتصاد المصرى وتنشيط حركته فينشرون البيانات المغرضة أو يستخدمون القنوات التليفزيونية المشبوهة للتشكيك فيما يجري.. فلا تعيروهم اهتماماً وانظروا دوماً إلى مصالحكم التى هى خير وأبقي.
>>>
و..و.. شكراً