يشهد التحول الرقمي في مصر طفرات كبيرة في الآونة الأخيرة، إيماناً من الحكومة بأن العصر الحالي هو عصر التحول الرقمي، فأصبحت الرقمنة والأتمتة مصطلحات ليست غريبة على آذان المصريين.
تُعدّ صناعة التعهيد من أهم القطاعات الاقتصادية الناشئة في مصر، حيث تُتيح للشركات الاستفادة من خبرات وكفاءات خارجية متخصصة، وتقليل التكاليف، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، وتعزيز قدرتها التنافسية، مما يساعد على خلق فرص عمل جديدة للشباب المصري، خاصةً في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والخدمات المالية، والرعاية الصحية، والسياحة، وجذب الاستثمارات الأجنبية لما تقدمه الدولة من حوافز ومُشجّعات جاذبة للاستثمارات.
وحققت صناعة التعهيد في مصر نموًا قويًا بلغ نسبة 54% العام الماضي مدفوعًا بدخول شركات عالمية واستثمارات أجنبية جديدة وتوسع الاستثمارات الموجودة بالفعل من الشركات العالمية والمحلية في السوق المصري.
وأصدرت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) تقريرًا إحصائيًا بأكثر الوظائف طلبًا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والتعهيد في مصر استنادًا إلى احتياجات شركات التكنولوجيا الحالية وتحليل نتائج أحدث جولتين للتوظيف التي نظمتها الهيئة بمشاركة نحو 125 شركة محلية وعالمية، وذلك خلال الفترة من أكتوبر 2023 وحتى مارس 2024.
ووفقًا لتحليل بيانات نحو 3200 وظيفة متاحة بشركات تكنولوجيا المعلومات، تصدرت وظائف تطوير البرمجيات على رأسها (مجالات الحوسبة السحابية) القائمة بنسبة تجاوزت 58%، تلتها وظائف إدارة تكنولوجيا المعلومات (أبرزها استشاري برامج SAP ومديري المشروعات) بنسبة 9%، ثم وظائف في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات بنفس النسبة.
وكشف التقرير عن أن الوظائف التخصصية في مجال البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات (من ضمنها مهندسي الشبكات والنظم والدعم الفني) جاءت بنسبة تجاوزت 7.5%، ثم وظائف أمن المعلومات بنسبة حوالي 4.4%، ثم وظائف تحليل البيانات بنسبة 3.7%، ومجال الفنون الرقمية بنسبة 3.2%، في حين بلغت نسبة الوظائف المعروضة في مجال هندسة الاتصالات 2.4%، وفي مجالات البحوث والتطوير قُدرت الوظائف بنسبة 1.15%.
ومن ناحية أخرى، كشف تحليل البيانات الخاصة بالوظائف المطلوبة في مجال خدمات التعهيد عن أن اللغة الإنجليزية كانت الأكثر طلبًا في مراكز الاتصال وخدمات الأعمال الدولية، حيث تخطت نسبة الوظائف التي تتطلب إتقان اللغة الإنجليزية حاجز 49%، تلتها الوظائف باللغة الألمانية بـنسبة 23%، ثم اللغة الفرنسية بـنسبة 14%، وأخيرًا اللغة الإيطالية بـنسبة 13% من إجمالي الوظائف المطلوبة.