أخيراً.. استطاع المواطن أن يهزم التجار الجشعين والمحتكرين للسلع بالضربة القاضية ليس بقرارات الحكومة والمصيلحى التى لم تردع أطماعهم واستغلالهم على مدار الشهور الماضية باستخدام أقوى سلاح وهو «المقاطعة» واطلاق حملات «خليها تعفن.. خليها تكاكي» ردا على الارتفاع الجنونى لأسعار السمك واللحوم والفراخ والبيض وحققت المعارضة أهدافها وكانت نقطة البداية بورسعيد بلد الأبطال والمقاومة الشعبية صاحبة التاريخ النضالى التى قررت مقاطعة السمك والتزم البورسعيدية بالنداء حتى هبط السعر إلى أدنى مستوياته وانتقلت الحملة إلى جيرانها «الدمياطية» و»الاسكندرانية» و»الاسماعيلاوية» وبعد نجاحها انتقلت الحملة إلى الوجه القبلى فى الفيوم وسوهاج وأسيوط لتضرب التجار ضربة قوية وهذا ما يؤكد ان غلاء الأسعار مسئولية جماعية ليست الحكومة فحسب وانما المواطنون بامتناعهم عن شراء أى سلعة يرتفع سعرها بلا داع وهى النصيحة التى قالها الرئيس السيسى للمصريين عندما بدأت قفزات الأسعار منذ عامين لهذا وننتظر من سكان القاهرة الكبرى أن تبادر بإطلاق حملات المقاطعة كونها أكبر سوق استهلاكى فهى تمثل ثلث سكان مصر.
وعلى المستوى السياسى حققت «المقاطعة» نجاحا كبيرا فى التأثير على المنتجات الاسرائيلية والأمريكية بسبب حرب الإبادة على أشقائنا فى غزة وقاد هذه الحملة هذه المرة أبناؤنا الأطفال الذين اعطونا درساً فى المقاومة برفض منتجات من يقتلون أشقاءنا ومن ساعدهم من مشروعات ومأكولات وكافيهات ومطاعم وتأثرت هذه الشركات على مستوى الشرق الأوسط.
أتمنى أن يكون هذا السلاح موجودا دائما لردع كل من تسول له نفسه العبث والتلاعب بقوت الشعب ومقدراته وقتله الأشقاء فى فلسطين والعراق وسوريا واليمن وهذا يرفع من رصيد الشعب المصرى فى المواقف الداعمة لقضايا العرب والمسلمين وفلسطين بشكل خاص ووقف حرب الابادة التى يرتكبها «النتن ياهو» وعصابته برعاية بايدن.
إن العالم الآن تسيطر عليه لغة المصالح ونحن من أكبر الأسواق التى تستهدفها الدول الكبرى لهذا فإننا لا نملك إلا هذا السلاح الفتاك فى مواجهة أمريكا والغرب الداعم للصهيونية التى تمارس على مدار ٧ أشهر حرب الإبادة ضد أشقائنا فى غزة ولم يتحرك ضمير العالم.