ما يحدث فى السودان هو أمر مؤسف للغاية، فقد كانت الأنظار العالمية بعيدة كل البعد عما يحدث هناك حتى زاد ذلك الاهتمام مؤخراً نتيجة ما حدث فى مدينة الفاشر من مشاهد مفزعة ومؤلمة ومروعة، فهناك اكبر أزمة إنسانية فى العالم تتمثل فى النزوح الجماعى نتيجة المجاعة القائمة فى ضوء ما تم ارتكابه من حملات لترويع المدنيين وهو ما أدى إلى هروبهم لأماكن أخرى داخل وخارج السودان.
ثوابت الموقف المصرى معروفة منذ بداية الأزمة فى السودان والتى كانت فى أبريل عام 2023 أى أكثر من عامين متواصلين، بأنه لا حلول عسكرية للأزمة، والحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، وأن تقسيم السودان خط أحمر لمصر لن تقبله ولن تسمح به تحت أى ظرف من الظروف، والتأكيد على أهمية الحفاظ على مقدرات الشعب السودانى من التدمير والتخريب، والعمل على تنفيذ إعلان الرباعية كما صدر فى 12 سبتمبر الماضى والذى يتضمن خارطة طريق واضحة تبدأ بهدنة إنسانية تقود إلى وقف فورى لإطلاق النار تؤسس لعملية سياسية لا تقصى أحدا وتضم الجميع تمهيداً لأن تكون هناك عملية ذات ملكية سودانية يقودها السودانيون بأنفسهم وبما يحافظ على مقدرات الشعب السودانى الشقيق.
مصر أدانت الانتهاكات والفظائع فى مدينة الفاشر، فـالقاهرة تواصل جهودها لتحقيق الاستقرار فى السودان، والانخراط بصورة فاعلة فى الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار فى السودان ووضع حد لمعاناة الشعب السودانى الشقيق، كما تواصل مصر جهودها مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لتعزيز الجهود الرامية للوصول لتسوية شاملة للأزمة السودانية بما يصون مقدرات الشعب السودانى ويحقق تطلعاته فى الأمن والاستقرار.
لقد آن الأوان لتحرك المجتمع الدولى لإنقاذ السودان من الكارثة الإنسانية التى يتعرض لها شعبه فقد طال أمد الأزمة السودانية وأنه يجب وضع حد لهذه الكارثة من أجل إنقاذ السودان قبل فوات الأوان، وبالتالى تضافر الجهود من أجل العمل على فتح الممرات الإنسانية، وضمان تدفق المساعدات الطبية والغذائية، وتيسير دخول فرق الإغاثة الدولية عبر تسهيلات فى التأشيرات والإقامة.
مصر تقوم بالترتيبات النهائية لاستضافة المؤتمر الدولى للتعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة والمزمع أن تستضيفه نهاية الشهر الجارى.
فكل التحضيرات الموضوعية واللوجستية والمفاهيمية تمت والتنسيق مع كل الأطراف المعنية، فالمؤتمر يمثل خطوة مهمة لتوحيد الجهود الدولية لدعم الشعب الفلسطينى وتلبية احتياجاته والمساهمة فى إعادة البناء وفقاً للخطة العربية – الإسلامية ولخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسلام فى الشرق الأوسط، وبالتالى فإن المشاركة من قبل دول العالم فى هذا المؤتمر مهمة للغاية من أجل العمل على إنهاء الوضع الإنسانى الكارثى داخل القطاع، وايضا اضطلاع المجتمع الدولى بدوره الإنسانى لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى.
هناك ضرورة الارتباط العضوى بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والرفض الكامل وإدانة كل السياسات التى تستهدف فرض الأمر الواقع لكل أنشطة الضم والنشاط الاستيطانى وترويع المدنيين فى الضفة الغربية، والتأكيد على الرفض الكامل لأى مساس بحقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف، وضرورة وقف كل الممارسات الاحادية؛ بما فيها التوسعات الاستيطانية وانتهاك الوضع القانونى والتاريخى، للمقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشرقية المحتلة.
ضرورة العمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فبدون ذلك لن يكون هناك سلام ولا استقرار فى المنطقة من دون حل القضية الفلسطينية.









