< بكل ما تعنى العبارة من معنى هى بالفعل دولة مارقة فاشية استباحت الأرض والعرض وفعلت بشعب أعزل مالم يفعله غيرها من أباطرة الاجرام عبر التاريخ.. فالعدوان الممتد على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر وحتى كتابة هذه السطور صورة لواحد من أبشع الجرائم ضد الانسانية فى تاريخنا الحديث والمعاصر.. لأن الناظر والمدقق فى الجرائم البشعة التى ارتكبها جيش الحرب الإسرائيلى يجد أنها ركزت على فئات معينة هم الأطفال والنساء والعجائز.. وبالتالى هى حرب إبادة واضحة لكل ذى عينين علاوة على الدمار الشامل للبنى التحتية والفوقية فى كل مناطق قطاع غزة.
ثم نأتى إلى أمر آخر غاية فى الخطورة.. ذلك الخداع الذى يمارسه جيش الحرب الإسرائيلى حيث يعلن عبر وسائل اعلامه عن مناطق آمنة ينبغى على الفلسطينيين الذهاب إليها حتى يتفادوا نيران أسلحة جيشهم.. ولكن ما أن يذهب أهالى غزة إلى المناطق المشار حتى تصب عليهم نيران جيش الحرب من كل صوب وحدب ويسقط الكثير منهم بين شهيد وجريح.. ذلك هو الأمان الكاذب الخادع الذى تعلن عنه إسرائيل ليكون بمثابة المصيدة التى يعدونه لتكون «الفخ» الذى من خلاله يتم القضاء على أبناء غزة.. والعجيب فى الأمر أنه فى الوقت الذى تمارس فيه اسرائيل هذا الصلف وهذا القتل الممنهج نجد القوى الكبرى فى العالم الذى يدعى زوراً وبهتاناً الرقى والاستنارة والحرص على حقوق الانسان فى كل اصقاع الأرض.. نجد هذه الدول تدعم هذا العدوان غير المبرر بالمرة على الفلسطينيين.. الداخل الإسرائيلى خلال الآونة الأخيرة ضاق ذرعاً بتلك الأفاعيل التى تقوم بها حكومة اليمين المتطرف فى تل أبيب ففى الوقت الذى تتوالى فيه المظاهرات فى كبريات المدن الإسرائيلية مطالبة بوقف الحرب العدوانية وإيجاد السبل من أجل اعادة الاسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية «حماس».. نجد حكومة الحرب تصر بكل ما أوتيت من قوة على استمرار هذه الحرب القذرة لا لشيء إلا أنها لا ترغب فى انهاء هذه المهزلة حتى لا تجد نفسها امام ما يسمى بـ «اليوم الأول بعد حرب غزة» وخاصة وأن أعضاء حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية العديد منهم سوف تناله يد العدالة هناك ولن يكون فى مأمن من المساءلة عن الكثير من الجرائم التى تمسه.. من هنا اتفقت آراؤهم على إطالة أمد هذه الحرب حتى وإن كان الثمن هو قتل المزيد من ابناء الشعب الفلسطيني.
ولكن كما تقول الحكمة «دوام الحال من المحال» فقريباً وقريباً جداً سوف تنقشع هذه الغمة وسوف يتم تقديم اولئك السفاحين إلى العدالة ليتم القصاص جزاء ما اقترفت أياديهم من آثام لم يشهد لها التاريخ مثيلاً..
ونحن على ثقة من ذلك.. فأحداث التاريخ مليئة بمثل هذه النماذج فأين هم قادة الفاشية فى أوروبا وفى غيرها انتهى بهم الأمر جميعاً إلى «مزابل» التاريخ بعد أن تلوثت أياديهم بدماء أبرياء كثيرين.. فهل يتصور اعضاء عصابة الليكود فى إسرائيل انهم سوف يفلتون بجرائمهم؟!
الاجابة لم ولن يحدث هذا.. وأن غداً لناظره قريب.