الاحتجاجات الطلابية الواسعة فى الجامعات الأمريكية والبريطانية والألمانية وسائر جامعات العالم تمثل ضمير الإنسانية الرافض للجرائم الإسرائيلية فى حق الإنسانية قبل أن تكون فى حق الشعب الفلسطيني.. وفى حق الأطفال والنساء والشيوخ ممن لا حيلة لهم.. وممن حفظت مواثيق الأمم المتحدة لهم الحياة الآمنة.. فى ظل أشد الحروب ضراوة.. فربما لم تشهد الإنسانية فى سائر الحروب منذ بدء الخليفة مثل هذه البشاعة وهذه المجازر وهذه الأساليب عبر الإنسانية من حصار وتجويع ومنع الاغاثة وقطع المياه والكهرباء بل ونسف المستشفيات ومقرات «الأونروا» وضرب سيارات الاسعاف ذاتها.. ومنع الأدوية ووسائل الاسعاف والعلاج عن المرضي.. بل وقطع الكهرباء عن حضانات الأجنة والرضع وقنص الأجنة فى بطون الأمهات فى مشاهد غير إنسانية وغير مسبوقة فى تاريخ الحروب.
ولأول مرة يشهد العالم هذه الاحتجاجات الطلابية حتى فى الجامعات الأمريكية الراعية الرسمية للدولة الإسرائيلية ومصدر امدادها بالمال والسلاح وحماية كل الجرائم الإسرائيلية من مجرد الإدانة الأممية فالفيتو الأمريكى جاهز لاحباط أى قرار فى مجلس الأمن ضد إسرائيل.
>>>
.. هذه الصيحات الطلابية الإنسانية فى شتى جامعات العالم.. هل تكون هى الضوء الخافت فى نهاية النفق المظلم.. هل تكون نافذة الأمل التى يطل من خلالها الضمير الإنسانى ليضع حداً لانتهاك آدمية البشر؟.. ووأد الحقوق الإنسانية فى عصر الغاب الذى يأكل فيه القوى الضعيف.. ويبيد من يملك السلاح أخاه الإنسان الأعزل دون شفقة أو رحمة أو استجابة لصوت عقل أو وغزة ضمير.. هل تكون الاحتجاجات الطلابية نقطة تحول فى أيديولوجيات الغرب وعنصرية الاحتلال الذى يقوم على اغتصاب حقوق الآخر والعيش على أرضه والسكن فى داره.. بل وإبادته من على ظهر المعمورة؟.. هل تكون بداية النهاية للمعايير المزدوجة والكيل بمكيالين والانحياز الغربي- الأمريكى السافر لدولة احتلال زرعها «بلفور» ومؤتمر بازل فى سويسرا 1879.. واحتلال الأراضى الفلسطينية لإقامة دولة يهودية وضعت أقدامها على أرض الواقع فى النكبة الكبرى 1948؟.. هل تكون الاحتجاجات الطلابية بعثاً جديداً لضمير الإنسانية ليرسى مبادئ العدل والحق.. ويدرك الجرم الإنسانى الذى ترتكبه إسرائيل منذ أن وطأت أقدامها الأراضى الفلسطينية ويتخلى عن الانحياز الجائر.. لهذا الكيان الإرهابى الذى لا يعرف للسلام طريقاً ولا للإنسانية سبيلاً.
>>>
أنا شخصياً أرى وأظن.. ان هذه الاحتجاجات الطلابية تمثل الضمير الإنساني.. الذى رأى بأم عينيه.. ولم يسمع أو يقرأ أو يدرس تاريخاً زائفا.. ولا فكراً مضللاً.. إنما شاهد بالصوت والصورة حجم الجرائم التى ارتكبها جنود الاحتلال..
هؤلاء الشباب الذين يدافعون عن الإنسانية أولاً وقبل كل شيء.. عن حق طفل فى مأكل أو مشرب.. حق امرأة فى ستر وأمن.. حق مسن فى حبة دواء أو شربة ماء.. وهؤلاء الشباب الذين آمنوا اليوم بالحرية ودافعوا عن الحق والإنسانية.. هم قادة الغد.. وان كانوا اليوم لا يملكون صنع القرار.. فهم أصحاب القرار فى الغد..
>>>
ربما أكون واهماً.. وإنما حجم الاحتجاجات الطلابية واتساعها.. وموقفها من جرائم الاحتلال.. نافذة أمل.. وبزوغ فجر جديد.. ربما تستعيد فيه الإنسانية إنسانيتها.. وينال كل صاحب حق.. حقه.. فى حياة آمنة مستقرة.. وحق كل فلسطينى فى دولته المستقلة على أرضه المغتصبة!!