الموضوعية والتجرد والإنصاف، أفضل الوسائل لاستجلاء الحقيقة، وتشكيل الوعى الحقيقي، والرأى الصائب الذى لا يعتمد على الهوى والغرض، والشخصنة فالمولى عز وجل يقــــول فى محكم آياتـــه «ولا تبخسوا الناس أشياءهم» ، وليس هناك أفضل من شهادة الحق المتجردة، ولدينا قول مأثور فى مصر «قل اللى لك واللى عليك»لكن أن تصدر أحكاماً تفتقد لأدنى المعايير الموضوعية، أو تنكر على الناس حقهم، وعطاءهم أو خلط العام بالخاص، العلم يعتمد على الحياد.
ودائما أفضل الاستعانة بالواقع لأنه فيه خير وأقوى دليل وحجة، ونتائج، فالعبرة بالنتائج والإنجاز وما تحقق على الأرض.
كتبت كثيــراً عن نجاحــات وإنجــازات الدولــة المصــرية على مـدار 12 عاماً، وهو أمر مطلوب وشديد الأهمية لأنه يبنى الوعى الحقيقي، فى خضم حملات شرسة ومستمرة تطلق العنان للأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك وتحاول بث الإحباط فى نفوس المصريين على عكس الواقع الزاهر الذى يمتلئ بنجاحات وإنجازات غير مسبوقة فى كافة ربوع البلاد.. حديثى فى هذا المقال أحرص فيه على أن أكون موضوعياً ومتجرداً، أركز فيه على شهادة الحق، بلغة الواقع، وما تحقق ويشكل حكومة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وأنا أحد الذين يحترمون ويقدرون هذا الرجل لأنه عمل خلال السنوات الماضية بتجرد وإخلاص، وبذل مجهوداً وفيراً، وتفانى فى تنفيذ رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى البناء والتنمية فى إطار المشروع الوطنى المصرى الذى يقوده الرئيس السيسى لتحقيق التقدم لهذا الوطن، تحمل مدبولى صعاباً وتحديات وعقبات وتداعيات أزمات إقليمية ودولية كثيرة فى صبر وجلد وإرادة، سواء من تراكمات الماضى من أزمات ومشاكل مزمنة، كانت ومازالت الإرادة الرئاسية تعمل على القضاء على هذه التراكمات، وواصل تنفيذ رؤية الرئيس السيسى فى الإصلاح الشامل الذى حقق نتائج عظيمة، وفى وقت تداعت على مصر أزمات كثيرة وصعاب عديدة من آثار صعبة خلفتها جائحة «كورونا»، ثم الحرب الروسية- الأوكرانية، ثم المتغيرات الجيوسياسية فى منطقة شديدة الاضطراب تفاقمت بالعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وفتح جبهات عديدة أثرت بطبيعة الحال على مصر وظروفها واقتصادها، يكفى خسارتها مليارات الدولارات أكثر من ٩ مليارات دولار بسبب تراجع عوائد وإيرادات قناة السويس فى ظل الاضطرابات التى شهدها البحر الأحمر بسبب العدوان الإسرائيلى.
الدكتور مدبولى لم يستسلم وظل متمسكاً بأهداب الصبر والعمل والجهد الذى لا يتوقف من أجل تنفيذ رؤية وإرادة الرئيس السيسى.. والحقيقة أن ما جرى فى السنوات الأخيرة وما تحقق من إنجازات ونجاحات على أرض الواقع كفيل بحفظ حق الدكتور مدبولي، وهنا لا أعدد الإنجازات، ولكن حق الرجل يتطلب ذلك.. فهذه الدولة العظيمة التى عادت برؤيته وإرادة الرئيس السيسي، كانت على شفا الضياع وأسفرت الجهود عن انتقالها إلى حالة التألق والإبداع.. من يقرأ دفتر أحوال البناء والتنمية فى مصر، يجد ما لا يتسع ذكره فى هذا المقال لأنه يحتاج صفحات كثيرة، بداية من بنية تحتية عصرية ساهمت فى تحويل مصر إلى وطن الفرص الثمينة، ناهيك عن المشروعات القومية العملاقة التى صنعت الفارق فى جميع المجالات والقطاعات وإصلاح بنية جميع هذه القطاعات لتنطلق بقوة نحو المستقبل من القضاء على العشوائيات وفيروس «سي» وقوائم الانتظار والمدن الجديدة فى ربوع البلاد وشبكات طرق حديثة وتنمية وتعمير سيناء والمشروع الأعظم تنمية وتطوير قرى الريف المصرى وتوسع مظلة الحماية الاجتماعية والدعم المقدم للمصريين حتى بلغت مخصصات هذا الملف 700 مليار جنيه والطفرة الكبيرة فى تطوير وتحديث الموانئ المصرية وتحديث وسائل النقل والمواصلات من سكة حديد إلى مترو الأنفاق ونهضة زراعية، ووضع أساس قوى لانطلاقة صناعية كبرى وتفوق فى مجال الطاقة حتى اصبحت مصر مركزاً اقليمياً ودولياً لتجارة الطاقة، ومستقبلاً واعداً فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وانتاج الهيدروجين الاخضر وتقدم غير مسبوق فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتضاعف الامتداد العمرانى فى مصر، مما أريد ان اقوله نحن امام بناء دولة جديدة حديثة وليس مجرد مشروعات عملاقة، هذا البناء تضمن الآن المشروعات، واصلاحاً شاملاً لكافة القطاعات اى اننا بدأنا من الصفر، ناهيك عن مشروعات عملاقة فى مجال بناء الانسان والحياة الكريمة، والسكن الكريم، كل ذلك تحت مظلة عظمة ما تعيشه مصر من اعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار، حكومة الدكتور مدبولى نجحت فى عبور الازمة الاقتصادية وفق رؤية الرئيس السيسى وخاضت معركة شرسة من اجل هذا الهدف وجنت مصر ثمار الاصلاح الشامل، خاصة الاصلاح المالى والنقدى والمصرفي، وهو ما أدى إلى نتائج عظيمة فى ارتفاع غير مسبوق لتحويلات المصريين فى الخارج بلغت 36.5 مليار دولار فى عام واحد، وارتفاع الاحتياطى من النقد الاجنبى إلى اكثر من 50 مليار دولار وهو رقم غير مسبوق وتراجع نسبى للدولار امام الجنيه بفضل تحرير سعر الصرف، وتدفق الاستثمارات الاجنبية لمصر والتى بلغت اكثر من 46 مليار دولار فى عام واحد ومرشحة للزيادة خلال الفترة القادمة بعد توقيع عقد الشراكة المصرية القطرية فى منطقة علم الروم بالساحل الشمالى بالاضافة إلى اقبال غير مسبوق من الشركات ورءوس الاموال الاجنبية للاستثمار فى مصر، بالاضافة رلى زيادة كبيرة فى الصادرات المصرية، ومع تحسن احوال المنطقة تعود ايرادات قناة السويس تدريجياً إلى معدلاتها الطبيعية وقد ارتفعت خلال شهر اكتوبر بأكثر من 17 ٪، وتحسن الخدمات المقدمة للمواطن المصرى فرغم الازمات الدولية والاقليمية لم تشهد البلاد عجزاً ونقصاً فى اى سلعة والتركيز على المخزون والاحتياطى الاستراتيجى من السلع الاساسية لاكثر من 6 أشهر بفضل رؤية الرئيس السيسى من خلال المشروع القومى لصوامع الغلال والحبوب حتى البترول
هناك مخزون استراتيجى بالإضافة إلى المناطق الصناعية واللوجستية، والفكر الجديد، لذلك أقول ركائز بناء الدولة الحديثة التى احتاجت إلى انفاق كبير لاعادة بناء هذا الوطن قطعت شوطاً كبيراً، والجزء الأهم وتأسست أعمدة وقاعدة الانطلاق للمستقبل، وبالتالى فالفرصة سانحة ومهيأة أمام القطاع الخاص، والمناخ ملائم بنجاح وجذب الاستثمارات الأجنبية الضخمة.
البناء والتنمية والتطور فى البلاد شمل كل القطاعات والمجالات الحجر والبشر، لا تجد منطقة فى مصر إلا ونالها البناء والتنمية، وأيضاً المواطن، إذن الرجل أقصد الدكتور مدبولى أعطى ونجح وأنجز بشكل متميز وواضح ربما لم يسبقه أى رئيس وزراء، وكان أميناً فى تنفيذ رؤية وفكر وطموح الرئيس السيسى الذى لا حدود له وبذل جهداً خرافياً هو دائماً فى حالة عمل على مدار الساعة والأسبوع واليوم، وتحمل الكثير من الهجوم والاساءات ممن لا يدركون طبيعة الظروف، أو تفاصيل المشهد والواقع.
ليس الهدف ذكرهذه النجاحات والانجازات التى ذكرت منها القليل، أو الدفاع عن الدكتور مدبولي، بقدر ما هى شهادة حق فالدكتور مدبولى بشر يخطئ ويصيب، لكن ما نريده أن يتحدث البعض بموضوعية وتجرد، وانصاف دون نقد غير بناء وهجوم غير مبرر، ولكن على الأقل نقول الدكتور مدبولى له وعليه، وما له الكثير والكثير خاصة أنه شخصية مهذبة وعلى خلق رفيع.
يتبقى للدكتور مصطفى مدبولى ليكون من وجهة نظرى أفضل رئيس وزراء نفذ الرؤية الرئاسية، وساهم فى صناعة واقع هو الأفضل لهذا الوطن، ويقيناً الدولة تضع فى اعتبارها وحساباتها لذلك يحتاج المواطن إلى أن يشعر بعوائد هذه النجاحات والانجازات غير المسبوقة، سواء فى خفض الأسعار، والسيطرة على الأسواق، أو رفع القدرة الشرائية للمواطن، وفى ظنى أن هذا الأمر سيحدث قريباً لأن القيادة السياسية تضع المواطن على رأس الأولويات.
إن الرئيس السيسى يتابع نبض الشارع، وليس خفياً عليه، المعاناة التى يجدها المواطن من ارتفاع الأسعار وتكلفة الحياة والمعيشة، وبالتالى أتوقع وهو عن يقين أن الشعب هو البطل فى كل ما تحقق سوف تكون طفرة فى هذا الاطار، لأن ذلك سيصنع الفارق، لأن هذه هى الاشكالية الوحيدة التى تواجه حكومة الدكتور مدبولي، فمصر تعيش أزهى عصورها.









