عكست الانتخابات البرلمانية لمجلس النواب فى المرحلة الأولي، التى انتهت يوم الثلاثاء الماضى وعى الناخب المصرى وإيمانه بأن الاختيار الصحيح ضرورة مهمة لتشكيل مجلس النواب الجديد، الذى ينتظره تحديات تشريعية ورقابية مهمة وبناء جدار ثقة وتعاون بين السلطات التشريعية والتنفيذية ومع المواطن.
شهدنا كيف عبّر المواطن عن رأيه بنزاهة وتسهيلات وفرتها الهيئة الوطنية للانتخابات فى 14 محافظة بينها 3 محافظات حدودية هي: الوادى الجديد ومرسى مطروح وأسوان، وكان يتابعها وسائل الإعلام العالمية والمحلية.. وهنا نوجه الشكر لوسائل الإعلام المصرية مطبوعة ومسموعة ومرئية وإلكترونية.. حيث نقل التليفزيون من مواقع الحدث بالصوت والصورة الإقبال على الانتخابات، التى شارك فيها أكثر من 35 مليوناً وتنافس فى هذه الانتخابات 1283 مرشحاً على المقاعد الفردية التى شهدت منافسات حامية، خاصة فى محافظات الصعيد وكان ملموساً ذلك فى لجان الانتخابات التى أعدت لاستقبال الناخبين وهى 5606 لجان وأتيح فيها لذوى الاحتياجات الخاصة ممارسة حقهم الدستورى بالعديد من الوسائل، منها طريقة «برايل» ولغة الإشارة لخدمة الصم والبكم.. وفى خريطة المرحلة الأولى جاءت سوهاج أكبر محافظة من حيث عدد المرشحين 177 مرشحاً فى 8 دوائر وهو عدد أكبر من الجيزة التى تضم 12 دائرة و152 مرشحاً، فيما جاءت البحيرة أكبر محافظة تقدم بها مرشحون فى هذه المرحلة وبها 212 مرشحاً على 8 دوائر والناخبين نحو 4.38 مليون ناخب، أما الإسكندرية فأكثر محافظات المرحلة الأولى من حيث عدد الناخبين وتضم 5 دوائر ونحو 4.475 مليون ناخب تقريباً، تنافس فى دوائرها 89 مرشحاً، فيما جاءت قنا قلب الصعيد الجوانى بنحو 122 مرشحاً فى 4 دوائر والناخبين نحــو 2.215 مليون، وأسيوط التى يزيد فيها الناخبون على 3 ملايين تنافس فى دوائرها الـ 8 عدد 102 مرشح، أما محافظة بنى سويف بدوائرها الأربع، فقد شهدت تنافساً بين 102 مرشح والناخبون أكثر من مليوني، وفى المنيا 145 مرشحاً، التى يصل عدد الناخبين بها 3.8 مليون ناخب، فتنافس على مقاعدها فى دوائرها الست 145 مرشحاً، وفى الفيوم تنافس 68 مرشحاً فى 4 دوائـر والناخبون 2.2 مليون تقريباً، أما الأقصر فتنافس 51 مرشحاً عبر 3 دوائر والناخبون نحو 922 ألف ناخب، وفى أسوان على حدودنا الجنوبية، فقد شملت فى دوائر الأربع 59 مرشحاً والناخبون 1.1 مليون تقريباً، وجاءت البحر الأحمر أقل المحافظات فى عدد المرشحين 11 مرشحاً والناخبون فى دوائرها الثلاث 340 ألفاً تقريباً، فيما تقدم 13 مرشحاً من مرسى مطروح عبر دائرتين و375 ألفاً من الناخبين تقريباً، أما الوادى الجديد الأكبر مساحة، فقد تنافس فى دائرتيها 22 مرشحاً وعدد الناخبين 195 ألفاً.
هذا التباين فى عدد المرشحين بالنسبة لعدد الناخبين، كان يعكس حجم المنافسة وشدتها من محافظة إلى أخري، وكان واضحاً القاسم المشترك فى العملية الانتخابية بجميع دوائر المرحلة الأولى هو الوعى والمنافسة الشريفة بين المرشحين.. أما اللافت للانتباه التنظيم الذى قامت به وزارة الداخلية خلال يومى الانتخابات ومعها الأجهزة التنفيذية والمحافظين ووزارة التنمية المحلية.. الترتيبات التى وفرتها الهيئة الوطنية للانتخابات والاستعدادات لاستقبال الناخبين كان موضع إشادة وسائل الإعلام التى تابعت العملية الانتخابية بمراحلها المختلفة، وهذا ما تم التأكيد عليه فى التصريحات المتتابعة قبل وأثناء وبعد انتهاء الانتخابات للقاضى أحمد بندارى مدير الجهاز التنفيذى للهيئة الوطنية للانتخابات، وكانت مؤتمراته الصحفية رسالة مهمة للرأى العام والمتابعين لانتخابات النواب.
أردت سرد الأرقام عن الدوائر المختلفة ونحن نستعد للإعادة، أن أوضح حجم المنافسة الشديدة التى تنافس فيها 1283 مرشحاً بنظام الفردى على 142 مقعداً منها 102 مقعد لشمال ووسط وجنوب الصعيد، و40 مقعداً لغرب الدلتا.. هذه المعركة التى من وجهة نظر شخصية، أكدت أن المواطن الواعى قادر على الفرز والاختيار من بين هذه الأعداد وإيمانه الكامل- رغم نسبة المشاركة- بأنه من حقه دستورياً اختيار ممثله فى مرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديثة، وأن أمام المجلس القادم قضايا وتشريعات مهمة وتحديات اقتصادية وجيوسياسية فى المنطقة والإقليم، ومن هنا كانت المشاركة والتزاحم فى كثير من دوائرنا لاختيار الممثل المناسب لتمثيل الشعب، فالمسألة ليست جغرافية، العضو اليوم أمامه قضايا قومية مهمة فى الدولة وتناوله للأحداث يعكس مدى نجاحه لمدة 60 شهراً قادمة، وإلا سيخسر السباق وقد لمسنا كيف لنواب جلسوا فى المجلس ولم يتركوا بصمة، فتركهم الناخب.. ولنا فى المرحلة مثال وإلى الإعادة والمرحلة الثانية وكلام آخر جديد.









