اولت الدولة اهتماما غير مسبوق بتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر باعتبارها من التراث الدينى العالمى الذى تتفرد به مصر عن سائر بلدان العالم حيث باركت خلالها العائلة المقدسة أكثر من 25 بقعة فى ربوع مصر المختلفة تحمل ذكراهم العطرة تنقلت بين 8 محافظات من ساحل سيناء شرقا إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أقاصى صعيد مصر وتبنت الدولة مشروعا قوميا عملاقا لإحياء مسار العائلة المقدسة بجميع المحافظات التى تنقلت فيها العائلة المقدسة حيث قامت بترميم المواقع الأثرية الواقعة على هذا المسار بالاضافة الى تطوير الخدمات السياحية بها ورفع كفاءة الطرق المؤدية لها وانشاء طرق جديدة لتمهيد دخول السيارات والاتوبيسات السياحية وتوفير كافة الخدمات المقدمة للزائرين من المصريين والسائحين علاوة على إقامة فنادق بالمناطق المحيطة بها بالتعاون مع وزارتى السياحة والآثار والتنمية المحلية وجهاز التنسيق الحضارى ونجحت الدولة فى الانتهاء من تطوير خط مسار العائلة المقدسة واعدادها للزيارة والبرامج السياحية الدولية لتقدم مصر وشعبها للعالم أجمع واحدة من أهم المعالم التراثية والإنسانية خاصة أن المشروع يعتبر من أهم المشروعات القومية التى تحمل الخير لمصر ويحظى باهتمام الدولة وكافة الجهات المعنية لتنشيط السياحة الدينية ودعم الاقتصاد المصرى وتوفير فرص عمل وتطوير البنية التحتية وينقسم المشروع إلى عدة مراحل وتضم مرحلة التشغيل التجريبى لعدد خمسة مواقع آثرية فى محافظتى القاهرة والبحيرة وهى كنيسة أبوسرجة فى مصر القديمة وكنيسة العذراء فى المعادى وأديرة وادى النطرون الثلاثة (دير السريان – الباراموس -الأنبا بيشوي)، كما تتضمن المرحلة الأولى أديرة جبل الطير والمحرق ودرنكة بمحافظتى المنيا وأسيوط و تتضمن المرحلة الثانية باقى محطات المسار مثل تل بسطا فى الشرقية وسخا بكفر الشيخ وسمنود بالغربية ويمتد مسار رحلة العائلة المقدسة إلى 3500 كيلو متر (ذهابا وعودة) ويشمل تنمية 25 موقعا عمرانيا من شمال سيناء شرق البلاد وحتى مصر الوسطى عند أسيوط حيث يحوى كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار فى صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع وفقًا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصر، حيث بدأت رحلة دخول العائلة المقدسة من رفح بالشمال الشرقى للبلاد، مرورًا بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادى النطرون فى الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء «السريان»، والبراموس، والقديس أبو مقار ثم إتجهت بعد ذلك إلى منطقة مسطرد والمطرية حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجه فى وسط مجمع الأديان، ومنها إلى كنيسة المعادى وهى نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل وصولاً إلى المنيا حيث جبل الطير، ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق وبه أول كنيسة دشنها السيد المسيح بيده، ثم انتقلت إلى مغارة درنكة، ثم العودة مجددًا إلى أرض الموطن عند بيت لحم.. «الجمهورية» من جانبها قامت بتسجيل تلك الرحلة وما تعده المحافظات لاعادة احياء المسار.
متحف.. ومركز للحرف اليدوية
«الفرما» تتزين.. استعدادًا للسياح
شمال سيناء – علاء عطوة:
بدأت محافظة شمال سيناء فى تطوير مسار العائلة المقدسة فى منطقة الفرما بقرية بالوظة بمركز بئر العبد، لما لها من أهمية تاريخية حيث أنها إحدى النقاط التى مرت بها العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر والتى استمرت نحو 47 شهرًا.
أكد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء أهمية منطقة آثار الفرما تاريخيًا ،حيث يتم تطويرها ضمن المشروع القومى لمسار العائلة المقدسة وذلك بتحسين ورفع كفاءة البنية التحتية بالمنطقة والمناطق المحيطة بها ورصف الطريق الأسفلتى المؤدى إليها وإنارته وتشجيره وتوصيل خط للمياه العذبة لها وإقامة لوحات إرشادية ومظلات لاستراحة الزائرين وتحسين مستوى الخدمات المقدمة وإنشاء سور يحيط بالمناطق الأثرية مشيرا إلى إقامة متحف ومركز للحرف التراثية التى تتميز بها المنطقة والسكان المحليين من أعمال تطريز للثوب البدوى وصناعة الكليم البدوى المرقوم ومنتجات الجريد من سعف النخيل وصناعة العجوة وتجفيف البلح والقواقع البحرية ومنتجات زيت الزيتون وغيرها.
أضاف العميد أسامه الغندور سكرتير عام المحافظة أن شمال سيناء كانت أول نقطة فى مسار العائلة المقدسة وقامت المحافظة برفع كفاءة المنطقة وإقامة منطقة استثمارية على مسار العائلة المقدسة بالفرما تضم إنشاء فندق سياحى ومجموعة من المطاعم ومركز تجارى ومعرض للمنتجات السيناوية وذلك على مساحة 60 ألف متر مربع بالمنطقة، مما يساهم فى وضع شمال سيناء على خريطة السياحة العالمية وخلق فرص عمل للشباب بصورة مباشرة وغير مباشرة ورفع كفاءة المكان.
تأهيل شامل للمزارات.. واستراحات للزوار
«سخا».. تجديد شامل للكنائس والأديرة
كفر الشيخ – محمد طلعت عوض:
تُعد محافظة كفر الشيخ، نقطة مهمة، ضمن مسار العائلة المقدسة، فهى تحظى بوجود كنيسة العذراء مريم بمنطقة سخا التى شهدت اقامة العائلة 7 أيام طلبا للأمان.. الكنيسة لها مكانة تراثية وأثرية قيمة فهى واحدة من أقدم الكنائس ليس فى كفر الشيخ وحدها وإنما فى مصر والشرق الأوسط وتشهد إقبالا من مختلف البلدان لزيارتها باعتبارها شاهدا على مرور العائلة المقدسة بمصر.
قال اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ إن القيادة السياسية تولى اهتماما كبيرًا بمسار العائلة المقدسة لما لها من أهمية دينية وثقافية وإنسانية حيث تم إعادة تأهيل وتطوير ورفع كفاءة تلك المنطقة المحيطة بكنيسة السيدة العذراء بسخا حيث انها منطقة أثرية وسياحية هامة لافتا الى أن زيارة الوفود من المحافظات أو الدول لن تقتصر على زيارة الكنيسة وما تحتويه من قطع أثرية، ومزار ديني، ومسار العائلة المقدسة، بل ستشمل الزيارة متحف كفر الشيخ القومى الذى قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى هدية لأهالى المحافظة بعد انتظار طال 20 سنة مشيرا إلا ان أعمال التطويراستغرقت 3 أشهر على مراحل تشمل، والمسطح «د» على مساحة وتم تأهيل المساكن المجاورة للموقع ودهانها على نفقة المحافظة. كما تم تقسيم المسار إلى 4 مناطق الأولى الشارع الرئيسى و الفرعى المؤدى للكنيسة، فتم تحويل الشارعين إلى مسار للمشاة موزع عليه من الجهتين الخرائط التفاعلية مع السائحين داخل لوحة فنية يتم تجميلها بعناية و بخامات تتناسب مع القيمة التاريخية للمسار .
قال عمرو البشبيشى نائب محافظ كفرالشيخ إن كنيسة العذراء مريم بسخا مكان روحانى حيث يمكن لأى شخص أن يشعر بروحانية شديدة عند زيارتها ويشعر بمباركة العائلة المقدسة لها مشيرا الى ان مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة هو أحد أهم المشروعات القومية التى تشرف عليها وزارة التنمية المحليه بالتعاون والتنسيق مع وزارة السياحة والآثار وعدد من الجهات المعنية وعلى رأسها مجلس الوزراء والمحافظات. وهو ما يؤكد احترام مصر لتاريخها وللتراث الإنسانى الذى يمثله خط مسار العائلة المقدسة والذى يقدم صورة مصر، كما هى دائماً، فى ابهى نموذجا للتعايش مع التاريخ والثقافة والحضارة والديانات و المبادئ النبيلة التى قدمتها للعالم أجمع.
«تل بسطا» .. على قائمة التراث الإنسانى
إطلاق برنامج «أنا المصرى».. لتنمية الوعى الأثرى
الشرقية – د.روح الفؤاد محمد:
تتميز محافظة الشرقية بموقع فريد وينتشر بين ربوعها 120 موقعاً أثرياً وأشهرها صان الحجر وتل بسطا وعرفت الشرقية أنها مضيفة الأنبياء ففى ربوعها عاش نبى الله يوسف وولد وتربى فيها موسى وزارتها السيدة العذراء مريم بوليدها السيد المسيح والقديس يوسف النجار.. ويعد خط سير العائلة المقدسة إلى مصر هو أحد الطرق الدينية الثلاثة حيث حظيت الشرقية بزيارة وإقامة العذراء مريم والمسيح ويوسف النجار فى منطقة تل بسطا بمدينة الزقازيق.. وقد شهدت الشرقية خلال الفترة الماضية نشاطا غير مسبوق لتنفيذ مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة باعتباره من المشروعات القومية التى لها طابع تراثى وتاريخى ودينى ويضعها على خريطة السياحة العالمية ويحقق التنمية الحضارية ويساهم فى الحفاظ على الإرث الإنسانى الممتد لفترات زمنية بعيدة وقادمة.. وقد نفذت المحافظة مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة وتم إدراجه على قائمة التراث غير المادى العالمى لليونسكو..
يقول المحافظ الدكتور ممدوح غراب انه تم اعداد خطة عاجلة للنهوض بمنطقة تل بسطا التى تعد احدى نقاط مسار العائلة المقدسة لجذب السياحة حيث تم إقامة سور يحيط بمنطقة تل بسطا مزود ببوابة إلكترونية وممر داخلى وتزويدها بالإنارة وإقامة برجولات خشبية إحداها للبئر المقدس كما تم رصف طريقى الزقازيق ابو حماد وبلبيس الزقازيق و رفع كفاءة قاعة الاجتماعات وذلك بتركيب شاشة عرض وأجهزة تكييف لعرض الافلام التوثيقية وزراعة مئات من اشجار النخيل المثمرة على امتداد ٥ كيلو مترات فى ثلاثة اتجاهات بدءا من العصلوجى حتى نهاية سور المنطقة الأثرية ومن مستشفى الصدر حتى كوبرى الزراعة ومن ميدان الزراعة حتى منطقة العباسة ونشر لافتات بداخل منطقة تل بسطة وخارجها وعلى الطرق المؤدية لبئر المياة المقدس وكذلك إعداد منشور معلوماتى باللغتين العربية والإنجليزية تحتوى على المادة العلمية والدينية لمسار العائلة المقدسة .وكذلك تطهير البئر المقدس ونشر أعمدة الكهرباء فى مسار العائلة المقدسة بالمحافظة كما تم إطلاق خريطة تراثية على البوابة الإلكترونية وتنفيذ برنامج (انا المصري) لتنمية الوعى التراثى بين طلاب المراحل التعليمية المختلفة وأبناء المحافظة وتنمية الوعى المجتمعى بالمشروع من خلال الندوات والرحلات بالاشتراك مع مطرانية الأقباط الأرثوذكس وإقامة الورش الفنية لتطويع الحرف اليدوية والتراثية التى تنفرد بها المحافظة من بردى وفخار وسجاد وعرايس وخلق فرص عمل لتعظيم الاستفادة من المشروع.
«وادى النطرون» .. ملتقى الحضارات والأديان
80 مليون جنيه.. «فاتورة» حماية الآثار النادرة
البحيرة – حامد البربري:
شهد مسار العائلة المقدسة بوادى النطرون تطويرا غير مسبوق بفضل تعاون كبير ومتكامل بين وزارات التنمية المحلية والسياحة والآثار ومحافظة البحيرة للخروج بالمسار بشكل يليق بالمحافظة العريقة الضاربة فى جذور التاريخ وبما يتناسب مع حدث جلل وفريد باحياء مسار العائلة المقدسة و الذى يحمل الخير لمصر بصفة عامة و لمحافظة البحيرة ومدينة وادى النطرون بصفة خاصة كونة سيكون مصدراً لفتح افاق واعدة استثمارية واقتصادية وتنشيط لحركة السياحة وتوفير فرص عمل لابناء البحيرة
قالت الدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة ان الدولة المصرية بذلت جهودا كبيرة و مكثفة من اجل تهيئة مسار العائلة المقدسة على النحو الذى نراة اليوم فى ابهى صورة فالمحافظات الثمانية قامت باستكمال كافة بنود تطوير خط مسار العائلة المقدسة لنقدم لمصر وشعبها وللعالم أجمع واحدة من أهم المعالم التراثية بل والإنسانية المتصلة بشعوبنا جميعاً، حيث تم استكمال وتأهيل وضع خط المسار، واعداده للزيارة والبرامج السياحية الدولية مشيرة الى ان تكلفة اعادة احياء المسار بالبحيرة فقط 80 مليون جنية فيها 24 مليون جنية من وزارة السياحة والاثار و الباقى تمويل ذاتى من محافظة البحيرة ووزارة التنمية المحلية لرفع كفاءة الطرق المؤدية للمسار بطول 24 كيلو مترا والانفاق على مختلف الاعمال من رصف وانارة وتشجير وزراعة نخيل ولو حات ارشادية وتنمية المناطق المحيطة بالمسار موضحة ان الدولة المصرية قد بدأت هذه الانطلاقة فى تعزيز السياحة الدينية لتاكيد رسالة السلام والتسامح والمحبة التى هى عنوان مصر الابرز فى تاريخها وهى على العهد بان تظل ملتقى الحضارات و الاديان وتبذل لاجل ذلك الكثير و الكثير فى عهد الرئيس السيسى ترجم هذه القيم على أرض الواقع فيما نعيشه ونحياه يوما بعد يوم و صورا و ايقونات تنطق بالمحبة و السلام فى كل حين كحال مصر منذ فجر التاريخ
أضاف المهندس عادل الجندى المنسق الوطنى لمشروع مسار العائلة المقدسة ان المسار لة اهمية تاريخية ودينية كبيرة لدى جميع شعوب العالم ويعد من التراث الدينى العالمى الذى تنفرد بة مصر عن سائر بلدان العالم و بفضلها تبوات الكنيسة القبطية المصرية مكانة دينية خاصة بين الكنائس المسيحية فى العالم لارتباطها بهذة الرحلة المباركة لارض مصر الغالية على مدار اكثر من ثلاثة اعوام ونصف باركت خلالها العائلة المقدسة اكثر من 25 بقعة فى ربوع مصر المختلفة تحمل ذكراهم العطرة حيث تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقا الى دلتا النيل حتى وصلت الى اقاصى صعيد مصر.
رؤية جمالية للمسار
«سمنود».. كنز المقتنيات النادرة
الغربية – هشام المغربى
شهد مسار العائلة المقدسة بمدينة سمنود بمحافظة الغربية تطويرا غير مسبوق حيث تعتبر سمنود من أهم نقاط مسار العائلة المقدسة خاصة أن السيد المسيح والسيدة العذراء مكثا فيها 17 يوماً شهدت خلالها المدينة العديد من المعجزات وتضم كنيسة السيدة العذراء مجموعة من المقتنيات الأثرية النادرة عبارة عن مجموعة الصواني، الحوامل، كأس المذبح، صندوق البشارة، أيقونة الصلبوت، أيقونة الدفنة، البئر المقدس، المأجور المقدس، أيقونة الشهيد أبانوب، حامل الأيقونات (الحجاب) ويضم ٢١ أيقونة يتوسطها أيقونة العشاء الأخير يحيط به كتاب الأناجيل الأربعة وتلاميذ السيد المسيح ويعلوه صليب كبير يحيط به ثعبانان مجنحان ويحيط بهما أيقونة السيدة العذراء ويوحنا الحبيب، وأن سمنود كانت عاصمة مصر فى وقت الأسرة الثلاثين الفرعونية، وتحتوى على العديد من الآثار المختلفة كمعبد سمنود الأثرى بمدينة سمنود، معبد إيزيس بقرية بهبيت الحجارة وحمام سراج الأثرى بمدينة سمنود مما يمثل عامل جذب كبير للسياحة.
يقول الدكتور طارق رحمى محافظ الغربية إنه تم تطوير المسار بتكلفة إجمالية بلغت 7.5 مليون جنيه تم خلالها تنفيذ كل ما من شأنه تحقيق رؤية جمالية للمسار بحيث يليق بقيمته التاريخية والدينية من طلاء واجهات المبانى المطلة على المسار، توحيد اليفط على المحلات وواجهات المحلات ايضا ، رصف الطريق كاملاً بطبقة الانترلوك بطول ٢٥٠م وعرض ١١م ، تجميل الميدان الرئيسي، تجديد كنيسة العذراء مريم والشهيد أبانوب، تجديد واجهة مسجد البدراوى وكذلك تركيب كاميرات المراقبة بطول الشارع ويعد هذا التطوير بمثابة نقطة انطلاق لمحافظة الغربية ليكون لها مكان على خريطة السياحة الدينية حيث ستجذب اعداد كبيرة من السائحين لزيارة المسار بعد تطويره خاصة ان له اثرا دينيا مقدسا لدى الاقباط بمصر وكل العالم مشيرا الى أن هذا التطوير يبعث برسائل مهمة لجميع شعوب العالم خاصة الاقباط بان مصر قادرة على الحفاظ على كل التراث التاريخى الدينى وانها تدرك جيدا مدى قيمته التاريخية والمعنوية.
مسار العائلة المقدسة
محور عمرانى يقوده قطاع السياحة
كتب – حمزة الحسيني:
تولى الدولة المصرية ممثلة فى وزارة السياحة والآثار اهتماماً كبيراً لمشروع «إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة» وتبذل جهودا كبيرة لتطوير ورفع كفاءة الخدمات السياحية المقدمة بالنقاط الواقعة على المسار للتأكد من جاهزيتها للتشغيل واستقبال الزائرين حيث يقدر طول المشروع بـ 3 آلاف و500 كم ذهابا وإيابا، مما يعتبر من أطول مسارات الحج العالمى فى العالم فى داخل دولة واحدة ويتضمن مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة مرت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها فى مصر.
انتهت وزارة السياحة والآثار من تطوير كافة نقاط العائلة المقدسة وجاهزيتها لاستقبال الزائرين حيث يعد اجمالى عدد النقاط التى مرت بها العائلة المقدسة 25 نقطة 17 نقطة منها بها اثر مادى وهى ما تعمل عليه وزارة السياحة والآثار منذ 10 سنوات على تأهل هذه النقاط واعدادها للزيارات وقامت وزارة السياحة والآثار بالانتهاء من تطوير هذه النقاط، والتأكد من جاهزيتها للتشغيل واستقبال الزائرين خاصة أنه يعد محورا عمرانيا يقوده قطاع السياحة، حيث شملت خطة التطوير عدة عناصر منها الطرق والمبانى والآثار المتعلقة بالعائلة المقدسة ووضع خدمات سياحية وتوفير نقاط ارتكاز أمنية.
وتستهدف مصر لهذا المشروع دول أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا وبعض الدول الإفريقية واليابان وكوريا والصين وإندونيسيا، ويعد المسار من أطول المسارات العالمية، وهو تفرد غير مسبوق ونوع جديد فى صناعة السياحة، وإضافة جديدة للأجندة المصرية، والتراث المرتبط برحلة العائلة المقدسة يُعد همزة وصل بين مصر ودول العالم،
من المتوقع أن يجذب البرنامج السياحى المخصص لمسار العائلة المقدسة نحو مليون سائح خلال 2024 على أن يصل نحو 3 ملايين سائح بحلول عام 2028، بالاضافةالى تنمية المناطق المحيطة بطول المسار وجذب استثمارات جديدة. و أدرجت الاحتفالات المقامة بمسار العائلة المقدسة فى مصر على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» للتراث الثقافى العالمى غير المادى فى 2022.
وتسعى وزارة السياحة والاثار للوصول إلى 30 مليون سائح بحلول 2028 ومضاعفة الطاقة الفندقية الحالية والتى تبلغ نحو 220 ألف غرفة والوصول بها إلى 440 ألف غرفة فى المناطق المختلفة على ساحل البحر الأحمر والمتوسط والمناطق الداخلية بالقاهرة والأقصر وأسوان وباقى محافظات الصعيد جنوب البلاد ومدن القناة.
واستقبلت مصر خلال العام الماضى 2023 نحو 14.9 مليون سائح بزيادة 27٪ على العام الأسبق، متجاوزة أعلى تدفق سياحى حققته البلاد فى 2010 وبلغ 14.7 مليون سائح، كما سجلت الإيرادات السياحية 13.2 مليار دولار بنمو 8٪.
الآثار: مزار طوال العام
كتب ــ سامح رضا:
أكد الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية أن وزارة السياحة والآثار تعمل على مشروعات بالتعاون مع جهات مختلفة لإعادة اكتشاف واعتماد مسار العائلة المقدسة من سيناء وحتى أسيوط والذى تم العمل عليه على مدار 15 عامًا للخروج من الاختلاف الكبير فى الآراء إلى أن وصلنا لخريطة تم اعتمادها من الكنيسة المصرية بالإضافة لبابا الفاتيكان، قامت وزارة السياحة والآثار بالانتهاء من تطوير نقاط الرحلة والتأكد من جاهزيتها للتشغيل واستقبال الزائرين.
أوضح مصطفى أن مشروع إحياء مسار نقاط رحلة العائلة المقدسة فى إطار رؤية وزارة السياحة والآثار للتنمية المستدامة لتعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة، من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة والمحافظة على الإرث الحضارى المصرى الفريد للأجيال القادمة والبشرية، كما يعمل المشروع على تحقيق تنمية عمرانية مستدامة، وخلق مسارات للتنمية السياحية تضاف إلى المواقع الأثرية والسياحية وإتاحتها لذوى الهمم ورفع كفاءة البنية التحتية والارتقاء بمستوى الخدمات السياحية، الأمر الذى يساهم فى إثراء المنتج السياحى المصري.
مضيفاً أن نقاط المسار يمكن زيارتها على مدار العام لكونها منتجاً روحانياً فى المقام الأول لا يقتصر على شريحة معينة من السائحين أو الزائرين، مما يعمل على إطالة مدة إقامة السائح، وزيادة معدل إنفاقه وبالتالى زيادة العائد من النشاط السياحى على المجتمعات المحلية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة مصر عالمياً كأرض تحتضن مختلف الأديان والثقافات والحضارات وإبراز صورتها الحقيقية وممتلكاتها الإنسانية.
حارة زويلة وشجرة مريم
ملحمة من العمل المتواصل
كتبت ــ إيمان إبراهيم:
وضعت الكنيسة القبطية إستراتيجية واضحة للاهتمام بمحطات مسار رحلة العائلة المقدسة وتطويره، والتى تستهدف الاحتفال بإحياء مسار العائلة المقدسة هذا العام بعد الانتهاء من افتتاح جميع نقاطها للاستفادة من مكانتها السياحية والدينية عن طريق الترويج له داخليا وخارجيا من خلال أساقفة الكنيسة الذين يتولون عملية شرح نقاط المسار .
كنيسة العذراء
يقول القمص متياس عبدالصبور راعى كنيسة العذراء بحارة زويلة تعد كنيسة العذراء مريم بحارة زويلة واحدة من أهم نقاط مسار رحله العائلة المقدسة.
أنشئت الكنيسة عام 352م فى القرن الرابع، ووصفها المقريزى بأنها «عظيمة عند النصاري»، وبناها الحكيم «زيلون» واختار المنطقة لقربها من قناة للنيل لأنه كانت هناك قناة تمتد من مسطرد حتى مصر القديمة تسمى قناة «سنوسرت» وفيما بعد أصبحت قناة الخليج المصري، وسُمى الشارع فيما بعد بنفس الاسم، ثم سُمى شارع بورسعيد.. ومكثت العائلة المقدسة فى «زويلة» يومين خلال رحلتها وهى قادمة من المطرية متجهة إلى بابليون ومصر القديمة.
ومنذ وقت قريب وجدت بردية مكتوبة باللغة القبطية باللهجة الفيومى ذكر فيها أن العائلة المقدسة مكثت فى زويلة يومين خلال رحلتها وهى قادمة من المطرية متجهة إلى بابليون ومصر القديمة.
وكانت تمكث بجوار نبع مياه أو بئر أو صهريج مثل الذى تم اكتشافه مؤخرًا، واستخدمت العائلة المقدسة مياه البئر ومياه الصهريج، وتوجد أيقونة مستوحاة من الحدث اسمها أيقونة «عذراء الصهريج» وأيقونة آخرى مشهورة اسمها الأيقونة العجائبية، ويأتى السائحون من مختلف دول العالم يسألون عنها بالاسم.
أوضح نادر جرجس منسق مشروع العائلة المقدسة أن كنيسة «حارة زويلة» إحدى أهم محطات المسار، وتواجه صعوبة بالغة لإدراجها فى الزيارات السياحية بسبب الزحام الشديد بشارع بورسعيد.
قال المهندس مينا إبراهيم وليم عضو مجلس الكنيسة والمشرف على عمليات الترميم: إنه بعد الرفع المعمارى وعمل المساقط والقطاعات اللازمة تبين وجود فراغ مساحى فى الجزء الغربى البحرى للكنيسة، هذا الفراغ يتم الوصول إليه عن طريق غرفة كانت تستخدم كافتيريا، وكانت حوائطها مغطاة بعلفة من الخشب وورق الالومنيوم، بعد إزالة هذه المواد المستحدثة اكتشفت الفتحة المؤدية إلى الصهريج.
أضاف أنه تم الإعلان عن هذا الكشف الأثرى العظيم «صهريج العائلة المقدسة» الذى يعود للعصر الروماني، واستخدمته العائلة المقدسة وغسلت السيدة العذراء ملابس السيد المسيح.
شجرة مريم
محطة أخرى من أهم محطات المسار، وهى شجرة مريم بالمطرية، حيث يوضح القمص جورج سليمان راعى كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك بالمطرية أن الفترة الماضية شهدت افتتاح التطوير الثانى لشجرة مريم، حيث قامت جمعية نهرا لإحياء التراث الوطنى وتحت إشراف الهيئة الهندسية بأعمال التطوير.. وكان التطوير الأول تم سنة 1999 فى عهد البابا شنودة الثالث، وتمتاز منطقة شجرة مريم بأنها النقطة الوحيدة فى المسار التى مازالت تحافظ على المغارة المقدسة التى سكنتها العائلة المقدسة وكذلك شجرة الجميز المباركة التى استظلت بها وأكلت من ثمارها والبئر الرومانى الذى شربت منه.
تمتاز هذه النقطة بوجود كنيسة شيدت سنة 1885 تحتوى على لوحات جدارية تمثل رحلة العائلة المقدسة من وقت مذبحة بيت لحم وحتى وصولها إلى صعيد مصر أتى بها الأب ميشيل جوليان اليسوعى من مدينة ليون الفرنسية وقام بتركيبها على حوائط الكنيسة، ولا يوجد لها مثيل فى العالم، كما يوجد بالكنيسة تمثال أثرى للعائلة المقدسة وهى فى المطرية يبلغ عمره حوالى ثمانمائة عام.
«دير درنكة» .. محطة الارتكاز.. وقبلة السياح الأجانب
عودة الروح للمزارات الدينية
أسيوط ـ محمود العسيري
« تنفرد محافظة أسيوط عن مثيلاتها من محافظات الجمهورية بان يكون بها أعظم محطتين من محطات مسار العائلة المقدسة اهمها دير السيدة العذراء مريم بالمحرق بالقوصية ودير السيدة العذراء بقرية درنكة مركز اسيوط ولقد حظيت أسيوط بتدشين السيد المسيح لاول كنيسة فى التاريخ بدير المحرق بالقوصية حيث مكث المسيح والسيدة مريم بالدير قرابة 6 شهور وبضعة ايام هربا من بطش الرومان بذلك تعتبر قدس أخرى بأسيوط ياتى اليها الزوار من كافة انحاء العالم واتخذت الدولة فى عهد الرئيس السيسى خطوات جادة لتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة لتليق بها كمزار دينى عالمى وتعكف محافظة اسيوط حاليا على وضع اللمسات النهائية للتطوير تمهيدا لافتتاحها قريبا «
قال اللواء عصام سعد محافظ أسيوط الرحلة تعد نموذجًا مهمًا ومصدرًا للمحبة حيث أنها لا تخص المسيحيين فقط ولكنها مهمة بالنسبة للمصريين جميعًا ويجب أن يعتز به كل مصرى وهى مصدر للسياحة والدعاية المصرية مشيرًا إلى اهتمام الدولة بإحياء مساررحلة العائلة المقدسة حيث يعد أحد أهم المشروعات القومية لما له من طابع تراثى وتاريخى ودينى ويحمل الخير لمصر ويضعها على خريطة السياحة العالمية ويحظى بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى ومتابعة رئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية المحلية ورعاية قداسة البابا تاوضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
أوضح محافظ أسيوط أن مسار العائلة يعد من أكبر المسارات الدينية المقدسة فى العالم ويصل طوله 3500 كم ويضم 25 نقطة ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط لافتًا إلى أن مشروع إحياء المسار يتضمن تطوير وترميم المواقع الأثرية الواقعة على هذا المسار بالإضافة إلى تطوير الخدمات السياحية بها ورفع كفاءة الطرق المؤدية لها بالتعاون بين وزارتى التنمية المحلية والسياحة والآثار لتأهيل جميع نقاط مسار العائلة المقدسة وتكوين بنية تحتية وإنشاء طرق جديدة لتمهيد دخول السيارات والأتوبيسات السياحية وتوفير جميع الخدمات واللوحات الإرشادية لإضفاء مظهر جمالى وحضارى عليها بما يليق بمسار العائلة المقدسة لتكون مؤهلة لاستقبال الوفود السياحية من كل دول العالم وتوفير كافة سبل الراحة لهم مشيرا إلى أن أسيوط تحظى بنقطتين من أهم نقاط المسار هما دير العذراء بدير درنكة التابعة لمركز أسيوط والذى يقع بالجبل الغربى حيث يوجد بالدير كنيسة العذراء بالمغارة الآثرية والنقطة الثانية هى دير المحرق الذى يقع فى مركز القوصية وقد أقامت فيه العائلة المقدسة ما يزيد على ستة أشهر وهى أطول فترة قضتها العائلة فى مكان خلال رحلتها كما إن الدير يضم الكنيسة الآثرية وهى الأقدم فى العالم حيث دشنها السيد المسيح بنفسه وتكون النقطتان قبلة الآلاف من السياح من كل دول العالم كل عام.
أشار المحافظ الى إنه جار وضع اللمسات النهائية لأعمال التطوير التى تتم بالمسار لافتتاحه قريبًا حيث تم تطوير المنطقة الأثرية الواقعة بنطاق دير السيدة العذاء بقرية درنكه وإعادة ترميم وتطوير قنطرة جسر الجبل الأثرية بحى غرب وتطوير السور على جانبى الطريق وإضافة مساحات خضراء وتشجير المنطقة لإعطاء المكان شكل جمالى بالإضافة إلى تطوير المنطقة وبناء حوائط مرسوم عليها رموز مقدسة أعلى العيون الأثرية لتكون بداية مدخل مسار محطة العائلة المقدسة بدير درنكة التابعة لمركز أسيوط فضلًا عن استكمال أعمال رصف ورفع كفاءة الطرق الداخلية المحيطة بمناطق المسار وأعمال الإنارة داخل المنطقة الآثرية وتجديد الأسوار الخارجية لها والانتهاء من تركيب اللوحات الإرشادية وتنسيق المواقع بالأشجار وتشييد بوابات تلائم مسارات الزيارة وإعادة إحياء وتطوير المنطقة المحيطة بالأديرة والكنائس بشكل حضارى مشيرًا إلى أن أعمال التطوير تستهدف الخروج بالمظهر الذى يليق بالطبيعة الدينية والآثرية والسياحية
قال الدكتور أحمد عوض الصعيدى مدير عام الاثار الاسلامية والقبطية بأسيوط بان جميع الباحثين والمؤرخين يوكدون أن المسيح جاء الى مصر قاصدا أسيوط ضمن رحلته المقدسة حيث اقام لمدة 6 شهور وبضعة أيام بدير المحرق بالقوصية والذى تبلغ مساحته حوالى 20 فدان تقريباً وبذلك يعد أكبر واعظم الاديرة فى صحارينا المصرية ويحيط به سور خارجى بداخله ساحة للاحتفالات والضيافة ثم سور آخر يحيط بالدير وينقسم إلى ثلاثة أقسام يحتوى القسم الخارجى على كنيسة السيدة العذراء الجديدة وعمارة للضيافة والكلية الاكليريكية «مدرسة الرهبان» والاوسط يحتوى على قصر للضيافة والداخلى يحتوى على كنائس الدير وقلالى الرهبان حيث كان يضم قديما خمسة كنائس بالاضافة لكنيسة الحصن منهم كنيسة القديس يوحنا المعمدان
اشار الانبا يوأنس اسقف أسيوط للاقباط الارثوذوكس الى ان بيت القديسة مريم تم افتتاحه بعد عمليات تطوير شاملة كفندق سياحى عالمى يتكون من 96 غرفة بطاقة 200 سرير بالاضافة إلى قاعة مناسبات ومؤتمرات ومطعم ضخم فى إطار جهود الكنيسة لتوفير خدمة فندقية متميزة للوفود السياحية ولزوار دير السيد العذراء مريم والاماكن السياحية والاثرية بأسيوط.
جبل الطير بالمنيا «شكل تانى»
المنيا – باهى الروبى :
تعد منطقة دير جبل الطير بالمنيا إحدى النقاط المهمة فى رحلة العائلة المقدسة بمصر ونتيجة لأهميتها قامت الدولة بتطويرها حيث شمل التطوير انشاء مداخل جديدة ورصف الطرق الموصلة من طريق الصعيد الصحراوى الشرقى الى كنيسة السيدة العذراء الاثرية ورفع كفاءة الاستراحة السياحية بالمنطقة وتنفيذ اعمال تشجير وانارة وتركيب لوحات ارشادية حتى تكون المنطقة جاهزة ومهيأة لاستقبال الزائرين من داخل وخارج مصر بعد ان اعتمد بابا الفاتيكان مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر للحج المسيحي.
أكد اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا أن مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة يعد احد أهم المشروعات التراثية والحضارية والثقافية والدينية التى ستضاف لرصيد الإنجازات التى حققتها مصرعلى الصعيد الثقافى والحضارى خاصة أن مصر تعتبر واحة الأمن ومهد الأديان.
قال الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط أن دير جبل الطير يعد من أشهر المواقع الأثرية والدينية، حيث شهد زيارة العائلة المقدسة، ويقع الدير شرق النيل على بعد 4 كم من سمالوط، ويضم الدير كنيسة أثرية منحوتة فى الصخر، ويرجح أنها كانت معبدا فرعونيا أو رومانيا وتم تحويلها إلى كنيسة كما يوجد بالدير المغارة التى لجأت إليها العائلة المقدسة، بالإضافة إلى السلم الأثري، والدير الآن به 6 كنائس كما يضم فندقاً.. ويعد دير السيدة العذراء مريم بجبل الطير من أشهر محطات رحلة العائلة المقدسة فى مصر وتقع الكنيسة على قمة جبل الطير الملاصق للنيل، وتعد من أهم المزارات الخاصة بالعائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر بعد دير المحرق، وقد سمى هذا الجبل «بجبل الطير» نسبة إلى أنه كان يتردد عليه مجموعة كبيرة من الطيور تسمى البوقيوس الأبيض، كذلك عرف «بجبل الكهف» و»دير البكرة». كما انشئت الكنيسة على يد الملكة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين عام ٣٢٨ إذ نحتت الكنيسة فى الصخر الصلد، وغالبًا ما كانت مدفنًا فرعونيًا أو رومانيًا تحول إلى كنيسة. والكنيسة لها مدخل يقع جهة الغرب يعلوه أحجار منحوتة مختلفة الأحجام تتميز بنقوشها الرائعة إذ تتكون من صحن ذى ثلاثة أجنحة وخورس يتقدم الهيكل وعلى جانبيه حجرتان. ويتضمن الصحن المعمودية الأثرية المنفذة داخل أحد الأعمدة الحجرية الكبيرة، كما يتوسط صحن الكنيسة حوض اللقان، وفى الناحية الجنوبية الشرقية نجد المغارة أو الكهف الذى مكثت فيه العائلة المقدسة لمدة ثلاثة أيام.