مع دخول العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة يومه الـ 239 , تفتح غزة الجريحة صفحة جديدة مع الموت والمعاناة و الجوع والمرض ,فلم يتراجع الاحتلال خطوة واحدة عن أفعاله الوحشية فى حق الفلسطينيين الأبرياء الذين تعصف بهم رياح الحرب من سييء لأسوأ , فإن نجوا من الرصاص والقصف لن ترحمهم الظروف المعيشية الصعبة خاصة فى ظل إصرار سلطات الاحتلال على إغلاق المعابرلليوم الـ 25 على التوالى .
وسع جيش الاحتلال الإسرائيلى عملياته العسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية ، وسط قصف مكثف لمناطق مختلفة فى غزة.
كما شرع آلاف النازحين غرب رفح الفلسطينية بتفكيك خيامهم ومغادرة المدينة بعد تقدم الدبابات الإسرائيلية ووصولها إلى تلة زعرب.
وخلال هذه الاثناء استشهد عشرات المواطنين، فجر أمس، وأصيب آخرون فى قصف نفذه طيران الاحتلال الإسرائيلى وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية إن هناك شهداء وصلوا أشلاء إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح نتيجة قصف عنيف نفذه طيران الاحتلال على مخيم البريج وسط قطاع غزة، بينما سقط عدد من الشهداء فى استهداف منزل سكنى بالمخيم الجديد شمال غرب مخيم النصيرات .
من جانبها قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنه تم اكتشاف أعداد كبيرة من جثث الشهداء بعد انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من مناطق توغلت فيها شمالى قطاع غزة.
وأضافت الجمعية أن الدفاع المدنى يحتاج إلى معدات بشكل عاجل لانتشال الشهداء والجثث من تحت الأنقاض ,محذرة من أن تعثر عملية انتشال الجثث يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة فى مناطق الشمال .
من ناحيتها اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الـ 24 ساعة الماضية شهدت 5 مجازر اسرائيلية على قطاع غزة نجم عنها سقوط 60 شهيداً، علاوة على اصابة 280 فلسطينياً.
فى المقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى مقتل جنديين جديدين وجرح ضابط فى المعارك الدائرة فى قطاع غزة ليرتفع عدد القتلى من الضباط والجنود الإسرائيليين منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى نحو 644.
على الصعيد الإنسانى حذر المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة من اشتداد أزمات الغذاء والماء والدواء وتفاقم المجاعة حيث حمل الاحتلال الاسرائيلى والإدارة الامريكية المسئولية الكاملة عن كارثة إنسانية وشيكة.
وقال المكتب الإعلامى الحكومى فى بيان له ان جيش الاحتلال يواصل إغلاق جميع المعابر والمنافذ المؤدية إلى قطاع غزة منذ 25 يوماً، بدعم كامل وبمباركة وتأييد من الإدارة الأمريكية، مما يُنذر بتفاقم أزمات الغذاء والماء والدواء، وهو ما يعزز فرص وقوع مجاعة حقيقية .
وأضاف البيان أن اغلاق المعابر أدى إلى وقوع أزمات إنسانية مركّبة بمنع 22,000 جريح ومريض من السفر لتلقى العلاج خارج قطاع غزة».
وأشارالبيان إلى أن الاحتلال يمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التموينية للقطاع الذى يعيش فيه قرابة 2,4 مليون إنسان، بينهم أكثر من 2 مليون نازح يعيشون على المساعدات بشكل أساسى ووحيد، خاصة فى ظل فقدان ربع مليون رب أسرة لأعمالهم ووظائفهم بسبب حرب الإبادة الجماعية، وهو ما خلّف انعدام السيولة النقدية لديهم مما يعزز فرص تعميق المجاعة بشكل واضح.
وذكر البيان أن الاحتلال الإسرائيلى يمنع إدخال الوقود وغاز الطهى والدواء ضمن سياسة الضغط على المدنيين والأطفال والنساء، وهى جريمة ضد الإنسانية، مما أدى إلى توقف أكثر من 98 ٪ من مخابز قطاع غزة عن العمل بسبب انعدام غاز الطهي.
واعلن البيان عن توقف أكثر من 700 بئرٍ للمياه عن العمل بسبب الاستهداف ومنع إدخال الوقود، مما يُعزز فرص تعميق المجاعة والعطش ضد المدنيين وخاصة ضد الأطفال والنشاء مديناً بأشد العبارات..
استمرار حرب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التى يرتكبها الاحتلال وتدعمها الإدارة الأمريكية و كذلك المجازر المتواصلة التى يرتكبونها ضد المدنيين النازحين ومراكز الإيواء والتى كان آخرها استهداف مخيم جباليا بمحافظة رفح الفلسطينية.
من جانبها حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، من أن اكتظاظ مخيمات النازحين الفلسطينيين بقطاع غزة ونقص النظافة، يزيدان من انتشار الأمراض المعدية، فى ظل ندرة اللقاحات والأدوية.
وقالت الوكالة الأممية فى منشور على منصة «إكس» ، إن فرقها تواصل تقديم الرعاية الصحية للأشخاص الضعفاء بغزة، بما فى ذلك الأطفال وكبار السن , مشددة على أن اللقاحات والأدوية بالقطاع غير كافية وأن هناك حاجة ماسة لوصول آمن وغير مقيّد لفرق الإغاثة والمساعدات.
فى السياق ندّد مفوض الأمم المتحدة لشئون اللاجئين فيليبو جراندي، بالعدد المتزايد من النازحين واللاجئين فى كل أنحاء العالم بسبب الحروب، مبدياً أسفه لتقاعس مجلس الأمن الدولى فى حمايتهم.
وقال المسئول «لقد فات الأوان بالنسبة إلى عشرات الآلاف من الأشخاص الذين قتلوا فى غزة … لكن لم يفت الأوان بعد لمحاولة إنقاذ ملايين آخرين من ويلات الحرب».
من ناحية اخرى قالت نائبة المتحدث باسم البنتاجون، سابرينا سينج، إنه سيتم إعادة تشغيل الرصيف العائم لاستقبال المساعدات لقطاع غزة خلال أسبوع، وذلك بعد الانتهاء من عملية إصلاحه.
من جانبه وجه رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية رسالة لمن يتحدث عما يسمى «اليوم التالي» للمعركة قائلا إنهم لن يجدوا من الشعب الفلسطينى من يقبل بديلا عن المقاومة.
وأضاف، أن المقاومة أبلغت الوسطاء من جديد أنه لا تنازل عن القواعد الراسخة لموقف الفصائل، موضحا أن القواعد هى وقف دائم للعدوان وانسحاب الاحتلال من غزة ورفع الحصار وإعادة الإعمار وصفقة مشرفة للتبادل.
فى المقابل قال مسئول أمنى إسرائيلى كبير إن إسرائيل لن توافق على أى وقف للقتال فى غزة دون اتفاق ينص على عودة المحتجزين.