اختُتمت المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2025 وسط مشاركة واسعة وتنافس كبير بين المرشحين فى مختلف المحافظات التى شملتها المرحلة، لتكشف النتائج المبدئية للحصر العددى فى اللجان العامة عن مشهد انتخابى متنوع بين حسم مبكر فى عدد من الدوائر، واحتدام المنافسة فى أخرى تتجه نحو جولة الإعادة بداية الشهر القادم .
ووفق الحصر العددى الصادر عن اللجان الفرعية بالمحافظات، فقد حققت نسبة المشاركة فى معظم دوائر المرحلة الأولى حضوراً كبيراً.
محافظات الحسم المبكر
حسمت عدة دوائر حسمًا مبكرًا فى الجولة الأولي، وعلى رأسها محافظة البحر الأحمر التى حُسمت جميع مقاعدها دون الحاجة إلى إعادة، حيث فاز المرشحون من الجولة الأولى بعد حصولهم على النسبة القانونية المطلوبة من الأصوات الصحيحة.
وجاءت نسب المشاركة فى البحر الأحمر فى مقدمة محافظات المرحلة الأولي، إذ تجاوزت 40 ٪ من إجمالى الناخبين، فيما تصدرت مراكز الغردقة وسفاجا ومرسى علم نسب الإقبال بوضوح، ما يعكس ارتباطًا وثيقًا بين الناخبين وممثليهم المحليين.
كذلك شهدت محافظات مثل مطروح وأسوان نتائج حاسمة فى أغلب دوائرها، حيث حسم أكثر من نصف المقاعد من الجولة الأولى لصالح مرشحى حزب مستقبل وطن، الذى واصل تصدره للمشهد السياسي.
محافظات الإعادة
فى المقابل، تتجه محافظات الجيزة وسوهاج والمنيا والأقصر إلى جولة إعادة ساخنة فى معظم دوائرها، بعد أن تعذر حسم المقاعد من الجولة الأولى نتيجة التقارب الكبير فى نسب الأصوات بين المرشحين، خاصة فى الدوائر ذات الكثافة السكانية العالية.
ففى محافظة الجيزة لم يحسم سوى عدد قليل من المقاعد من الجولة الأولي، بينما ستشهد الإعادة على باقى المقاعد وهى نسبة تمثل نحو 85 ٪ من إجمالى مقاعد المحافظة، الأمر الذى يجعلها من أكثر المحافظات سخونة فى جولة الإعادة القادمة.
أما محافظة سوهاج، فقد شهدت منافسة غير مسبوقة بين مرشحى الأحزاب والمستقلين، لم يُحسم سوى مقعد واحد من الجولة الأولى بينما تتجه 11 دائرة إلى الإعادة، بعد تقارب الأصوات بين مرشحى مستقبل وطن وحماة الوطن وعدد من المرشحين المستقلين أصحاب الثقل القبلي.
وفى محافظة المنيا، التى تعد من أكبر محافظات الصعيد من حيث عدد الدوائر، يتكرر المشهد ذاته؛ إذ تُجرى الإعادة فى معظم الدوائر، وسط صراع كبير بين مرشحى الأحزاب خاصة مستقبل وطن والشعب الجمهوري.
وفى الأقصر، جاءت النتائج متقاربة جدًا، لتدخل ثلاث دوائر إلى جولة الإعادة، بعد منافسة قوية بين مرشحى مستقبل وطن ومستقلين مدعومين من قواعد شعبية محلية.
التوزيع الحزبى للمقاعد
كشفت نتائج الحصر العددى فى المحافظات عن استمرار حزب مستقبل وطن فى تصدر المشهد الانتخابي، سواء من حيث عدد المقاعد التى حسمها من الجولة الأولى أو عدد مرشحيه الذين يخوضون جولة الإعادة.
فقد تمكن الحزب من حسم نحو 67 مقعدًا من الجولة الأولي، من بين 284 مقعدا على نظامى الفردى والقائمة فيما يخوض مرشحوه الإعادة على ما يقارب 80 مقعدا آخر، وهو ما يجعله القوة السياسية الأولى فى المرحلة الأولى من الانتخابات.
ويأتى بعده حزب حماة الوطن ثم حزب الجبهة الوطنية.
وحقق حزب النور السلفى حضورًا مقبولا رغم تراجع قوته مقارنة بالاستحقاقات السابقة، إذ تمكن من الفوز بـ 3 مقاعد من الجولة الأولي، ويدخل الإعادة فى 6 مقاعد
المستقلون: حضور مؤثر
رغم سيطرة الأحزاب السياسية الكبرى على المشهد، فإن المرشحين المستقلين احتفظوا بحضور جيد فى عدة دوائر خاصة فى الوجه القبلي، حيث تمكن عدد منهم من تحقيق نسب مرتفعة من الأصوات ساعدت فى دخولهم لخوض الإعادة، خصوصًا فى محافظات سوهاج والمنيا واسيوط وفاز مرشحون مستقلون من الجولة الأولي، أغلبهم مدعومون من قواعد عائلية أو شبابية واسعة.
نسب المشاركة حسب المحافظات
مقارنة بين المحافظات فى نسب الحسم والإعادة
عند المقارنة بين المحافظات، يتضح أن حوالى 20 ٪ من دوائر المرحلة الأولى حُسمت من الجولة الأولي، فى حين ستشهد 80 ٪ من الدوائر جولة إعادة .
ويُلاحظ أن المحافظات الحدودية والساحلية تميل إلى الحسم المبكر نظرًا لقلة عدد المقاعد وتماسك القواعد الانتخابية، بينما المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية تشهد تنافسا أشد وإعادات أكثر.
المشهد الانتخابى
تكشف الأرقام عن استمرار الثقة الشعبية فى حزب مستقبل وطن الذى تمكن من الحفاظ على مكانته التنظيمية والسياسية، إضافة إلى تقدم حزب حماة الوطن يليه الجبهة الوطنية بينما تراجع حزب الشعب الجمهورى الى المرتبة الرابعة وتقدم حزب العدل وظهر حزب التجمع والمصرى الديمقراطى الاجتماعى وتنسيقية شباب التحزاب والسياسيين فى مقاعد القائمة الوطنية.
كما عكست النتائج ارتفاع مستوى الوعى السياسى للمواطنين، خصوصا الشباب والمرأة، التى مثلت أكثر من 55 ٪ من إجمالى المشاركين فى التصويت حسب تقارير المتابعة المحلية.
وتؤكد نتائج المرحلة الأولى أن التعددية السياسية حاضرة، وأن المنافسة بين الاحزاب والمستقلين تظل عاملاً محوريًا فى رسم خريطة البرلمان القادم.









