عزيزى «رغيف العيش» لتسمح لى أن تكون شاهدا شهادة أمام الله والتاريخ وجموع المواطنين، فعلى مدار عقود لم يتم رفع سعرك مليما واحدا، تخيل عزيزى الرغيف أن دولارا واحداً يشترى عدد 1000 رغيف فى مصر، فالجنيه المصرى يشترى 20 رغيفاً أى أن ثمن الرغيف 5 قروش! وكما تعلم يا سيدى ان هذه الفئات من العملات الفكة «شلن وبريزة وربع جنيه» قد اختفت تقريبا من معظم المعاملات اليومية وصار الجنيه هو الأساس، تخيل ان الجنيه الواحد الذى يشترى 20 رغيفاً هو نفس المبلغ الذى يشترى سيجارة واحدة من الماركات الشعبية وهو نفس المبلغ الذى يشترى قطعة لبان دكر! لذلك ارجوك يا عزيزى ان تتفهم أن تدخل الحكومة لتحريك سعرك ليصبح الجنيه الواحد يساوى 5 أرغفة أى أن الدولار يشترى فى مصر فقط 250 رغيفاً! هو محاولة للحفاظ عليك من الذوبان والضياع فى عصر الرأسمالية المتوحشة والتضخم الحلزوني، الحكومة تتكلف 125 قرشاً للرغيف وتبيعه بسعر رمزى 5 قروش وتنوى تحريكه ليكون 20 قرشاً، المواطن يدفع 20 قرشاً.
«ريال مصري» والحكومة تدعمه بـ 105 قروش، هذا الإجراء بمثابة دواء للحفاظ عليك وعلى حوارييك ومحبيك، وهنا اتساءل:
هل هناك من حال بينك وبين مستهلكيك فى أى وقت ولأى سبب كان؟ هل هناك شخص أو جهة تعمدت اهانتك او التقليل من قدرك؟ هل ما جرى ويجرى من زيادة أسعار الأقماح والحبوب العالمية أثرت عليك وعلى وجودك؟ هل ما جرى ويجرى من ارتباك فى سلاسل الأمداد والتوريد والنقل مسك بسوء فى عموم مصر المحروسة؟ هل شعرت يوما بمن يتربص بك محاولا القضاء عليك وعدم تواجدك الدائم على كل الموائد المصرية؟ هل أراد أحدهم بك سوءاً فى وسط كل هذه الأزمات؟ عزيزى الرغيف المحترم.. تعرف انه لا غنى عنك فى أى وقت وعلى أى مستوي، فأنت الشريك الذى لا غنى عنه فى كل المناسبات والأوقات والمستويات، تعرف كذلك ان المصريين يتخذونك رمزا لكل قيمهم.. رغيف العيش هو سر حياة المصريين وقسمهم الغليظ حينما يقسم أحدهم بـ «العيش والملح» وسر صبرهم على كل التحديات «أكل العيش مر» ودعوة مقنعة للحكمة «كل عيش»، لذلك لى عتاب عليك عزيزى الرغيف، لماذا تعطى اذنك لهؤلاء الذين يطلقون عليك الشائعات؟ لماذا تصمت وانت تستمع إلى المشككين والمشوهين وهم ينتهكون حرمتك؟ سيادة الرغيف الهمام هل هناك علاقة بينك وبين سعر الذهب؟ هل هناك رابط بينك وبين سعر الدولار؟ لقد ارتفعت أسعار العملات الصعبة وانت كما انت عزيزا كريما مستقرا، وارتفعت أسعار الذهب وأنت كما أنت لا تتحرك ولا تتأثر فهناك دولة تقف خلف استقرارك ورئيس يعمل ليل نهار على عدم المساس بوجودك ووفرتك وقيمتك مهما كانت الصعاب والتحديات، عزيزى الرغيف الميمون قل لأحبابك ومريديك أن يطمئنوا عليك فلن يستطيع كائن من كان تغييبك من مائدة المصريين فوراءك دولة اسمها مصر ورئيس اسمه عبدالفتاح السيسى.