كانت وستظل جائزة الدولة التشجيعية فى المجالات المختلفة ذات وقع خاص وقيمة مختلفة لاسيما حين يحصل عليها شباب يحفرون بدأب ويطرقون أبواب النجاح مبكرا مما يجعلها دافعا قويا لمواصلة المسيرة وجرعة ثقة كبيرة تشير إلى السير فى الطريق الصحيح عكس جوائز الدولة التقديرية والنيل باعتبار أن تلك الجوائز الكبيرة تذهب لمن رسخت وتأكدت تجاربهم منذ وقت طويل وصار حصولهم عليها أمرا واقعا.. لكن تظل فرحة التشجيعية بالنسبة لمن يحفر فى بداية الطريق فرحة مدهشة.. «الجمهورية» تشارك بعض الشباب الفائز بالتشجيعية فى مجالات الترجمة والتاريخ وشعر العامية فرحتهم الأولي.
وكانت فرحة الباحث والشاعر عبدالرحمن الطويل الحاصل على التشجيعية فى التاريخ والآثار وحفظ التراث عن كتابه «الفسطاط وأبوابها» لا توصف بعد حصوله على الجائزة وأوضح أن الحصول على جوائز الدولة عموما له فرحة خاصة لأنه تكريم من الوطن، واعتراف رسمى من الدولة ومؤسساتها بقيمة منجز الباحث والمبدع، دفعة قوية له للاستمرار.
وأضاف: الفسطاط مشروع بحثى كبير ما زلت أعمل عليه والكتاب الذى حزت به الجائزة يعد أول مراحله، حيث إن الفسطاط هى المدينة الأم فى العاصمة المصرية، وظلت الأكبر والأهم نحو ستة قرون حتى تراجعت أمام توسعات القاهرة التى ابتلعتها فى العصر الحديث.
قال: أرجو أن يمنحنى فوزى بالجائزة دفعة قوية للدراسات الخططية، والتى تبحث فى معالم المدن القديمة وفق ما كُتب من تفاصيلها فى كتب التراث، حيث إن الخطط وهو علم طبوغرافيا المدن فى التراث العربي، هو مصرى نشأ فى الفسطاط وتطور على أيدى محدثيها فى القرون الأولى حتى بلغ ذروة نضجه على يد المقريزي.. وكتابى محاولة لإحياء البحث فى الخطط من خلال تنزيل معالم الفسطاط القديمة على مواقعها المعاصرة يذكر أن الطويل صدرت له أيضا مجموعتان شعريتان (بريق غيهبي) و(سفر لم يكن).
تقدير مستحق
ومن جانبه قال الباحث فى النقد الأدبى والمترجم د.هشام زغلول الحاصل على التشجيعية فى الترجمة : جائزة الدولة التشجيعية قيمة كبيرة وتعنى لى الكثير أنا وأبناء جيلي، وعن نفسى ممتن لكل القائمين على الجائزة وأبارك للزملاء والأصدقاء الذين شاركونى الفوز فى المجالات المختلفة، لاسيما فى التقديرية والتفوق فقد قدم الفائزون بها منجزا يستحق التقدير كل فى مجاله.
وعن كتابى الفائز «النقد الثقافى النظرية الأدبية وما بعد البنيوية» فقد ترجمته بالأساس فى إطار احتياجى البحثى فى دراستى الأكاديمية فى دراسة الدكتوراه وسعيت من خلاله لتلبية حاجة المكتبة العربية لوجود هذا الكتاب الذى ظل عقدين من الزمان لم يترجم على قيمته النقدية الكبرى والكثيرون يشيرون لهذا الكتاب فى سياقات مختلفة لكن قلة هم من اطلعوا عليه.
10 سنوات فى بحر العامية
أما الشاعرة ريم أحمد.. الحاصلة على التشجيعية فى شعر العامية فبدأت بالحديث عن مشوارها فى الكتابة والذى بدأ من 10 سنوات فى قصر ثقافة المحلة الكبرى حيث أكدت أن كتابة الشعر فى البداية كانت هواية أحبها وسعيت لإشباع شغفها لكن بعد ذلك وتدريجيا بدأت تسيطر عليها واستطاعت تطوير ذاتها وكتابتها تدريجيا وأرجعت الفضل فى مسيرتها لزوجها ووالدها اللذين استطاعا تطوير مستوى كتابتها.
وعن اختيار ريم للكتابة بالعامية كانحياز جمالى أوضحت الشاعرة أنه لم يكن اختيارا بالمعنى وقالت نصا «إنا لقيت نفسى هناك لوحدى وربما لأنها اللغة أو اللهجة الاقرب للناس والأوقع فى المجتمع المصري.. وأضافت» اللهجة اللى لما ستى تسمعها تفهمها لما أهل شارعنا يقروها يحسوها» .. وأكدت: اللهجة العامية كانت بالنسبة لى أقرب وأحن.
وعن مدى توقعها الحصول على الجائزة أكدت أنها لم تكن تتوقع الجائزة رغم ثقتى الكبيرة فى محتوى الديوان الذى قدمته لكن كان من الصعب توقع فوزى من وسط كل الكتب المقدمة وأولا وأخيرا التوفيق من عند ربنا والحمد لله.