فى ظل ظروف اقليمية بالغة التعقيد نتيجة ما تمر به المنطقة من تعنت اسرائيلى واضح لوضع حد للعدوان الذى تشنه على قطاع غزة ومنعها دخول المساعدات والمعونات الغذائية والعلاجية للشعب الفلسطينى المحاصر… وفى ظل الدور المصرى المتنامى للقيام بدور الوساطة والتفاوض بناء على طلب الجانب الاسرائيلى الذى حاول منذ عدة أيام فى التشكيك فى حيادية الجانب المصرى فى محاولة للضغط عليه للموافقة على ادخال المساعدات من منفذ رفح وهو ما كان سوف يؤدى الى اعطاء نوع من الشرعية للتواجد الاسرائيلى على الجانب الآخر للمنفذ الا أن فطنة المفاوض المصرى كشفت تلك المحاولة الخبيثة بل وقررت الانضمام الى جنوب أفريقيا فى دعواها أمام محكمة العدل الدولية ضد العدوان الاسرائيلى والمجازر الوحشية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى هناك… على الرغم من كل تلك الظروف وهذه الضغوط أبى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يمر يوم واحد دون أن يولى اهتمامه بالمواطن المصرى الذى يأتى على رأس أولوياته منذ أن تولى أمانة المسئولية فى أسوأ الأوضاع الاقتصادية والأمنية التى تعرضت لها مصر منذ عقود طويلة.
وفى اطار هذا الاهتمام قام الرئيس بالتوجه الى جنوب الوادى ليبشرنا بمستقبل واعد وقريب يتم فيه حل جميع مشكلات الأمن الغذائى والتوسع بشكل كبير فى توفير الاحتياجات الغذائية محلياً من خلال تلك المشروعات التنموية الكبيرة والتى بدأت نشاطها منذ عام 2017 من خلال مشروع مستقبل مصر ومشروع توشكى ثم مشروع الدلتا الجديدة باستخدام أحدث أساليب الرى الحديثة والتكنولوجية حتى وصلت مساحة الأراضى المستصلحة الى ما يقارب 800 الف فدان بنهاية عام 2023 ثم امتدت عبر المحافظات المختلفة لتصل إلى 4.5 مليون فدان على أمل أن تصل خلال الأعوام القليلة القادمة إلى 14 مليون فدان منها نصف مليون فدان فى سيناء فى اطار تحقيق حلم التنمية الشاملة.
لم يكتفى الرئيس بتلك الانجازات الضخمة بل شرح باستفاضة أسباب ترشيد استهلاك الكهرباء خلال هذه الأيام حيث أوضح ببساطة أن ذلك يأتى بسبب زيادة الاستهلاك وهو ما قد يترتب عليه زيادة العبء على المواطن اذا تمت محاسبته على ما تتحمله الدولة من اعباء مالية كبيرة لهذا القطاع… وبالتالى فقد ارتؤى أن يتم الترشيد بشكل لا يسبب تلك الأعباء المالية على أن تكون فترة الانقطاع محددة سلفاً ولمدة محدودة جداً …نفس الشيء بالنسبة لرغيف الخبز المدعم موضحاً أن الزيادة السكانية التى بلغت 25 مليون خلال السنوات العشر الأخيرة ترتب عليها زيادة الضغوط على الدولة وعلى مرافقيها الخدمية والزراعية والصناعية.
جاءت مداخلات الرئيس أثناء الاحتفالية لتؤكد لنا مدى اهتمامه بجميع مقدرات الحياة للمواطن المصرى فى دلالة واضحة عن مدى تفهمه لصعوبة الأحوال المعيشية وسعيه الدءوب لايجاد حلول غير تقليدية تعتمد على الدراسة وتشجيع القطاع الخاص وتقديم كافة التسهيلات والامكانيات المتاحة للقيام بدورهم فى النهوض بوطنهم يداً بيد مع الحكومة المصرية التى تجتهد لتحقيق الانجازات تلو الأخرى فى اطار توجيهات القيادة السياسية.
وفى مبادرة أرى انها تعتبر الرد الأبلغ على المشككين ومروجى الشائعات ومحاولة تصدير صورة عن مركزية اتخاذ القرارات التى تمس المواطن طالب السيد الرئيس من الوزراء المختصين أن يتحدثوا مع الشعب بصراحة ووضوح عن المصاعب والمشاكل التى يتعرضون لها عند قيامهم بتنفيذ خطط الانتاج سواء الزراعى أو الصناعى لكى يتم وضع الحقائق أمامهم وخطط كل وزارة وآلية تنفيذها … وهنا جاء تكليف الاعلام المصرى وأجهزته المختلفة للقيام بدورهم فى نقل الحقائق للشعب من خلال استضافة الوزراء والمسئولين لتوضيح ما يقومون به من عمل وجهد لتنفيذ الأهداف التى تحقق مصلحة المواطن… وهو الأمر الذى يتطلب وضع استراتيجية تعاون بين الوزراء المختصين من جانب وبين الاعلاميين والصحفيين من جانب آخر بحيث يتم طرح جميع التساؤلات التى تهم المواطن المصرى عليهم والاجابة عنها بكل الصراحة والوضوح والشفافية …وهنا يكون الاعلام قد قام بواجبه باعتباره حلقة الوصل بين الحكومة والشعب وهو الدور الذى يجب أن يقوم به بحسبانه واجبا وطنيا وقوميا مفروضا على كل من يعمل فى الاعلام والصحافة من منطلق الأمانة والمسئولية التى يمليها عليهم ميثاق الشرف الاعلامى الهادف إلى تحقيق مصلحة الوطن والمواطن.
جاءت كلمات الرئيس وتوجيهاته برداً وسلاماً على قلوب المصريين خاصة وهم يرون بأعينهم تلك الانجازات وهى تتحقق على أرض الواقع فكان حديثه من القلب صريحاً واضحاً صادف القبول والاقتناع لصدقه واخلاصه وفرض علينا أن نتكاتف خلفه تحقيقاً لاستمرار مسيرة التنمية والرخاء بإذن الله.