للأسف.. المذابح وحرب الإبادة الشاملة للفلسطينيين فى غزة والقطاع مستمرة، بل وتتصاعد رغم قرار محكمة العدل الدولية بوقف القتال فورا، ورغم قرار المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار قرار اعتقال لمجرمى الحرب نتنياهو وجالانت، ورغم الإدانات الرسمية والشعبية المتواصلة والمتصاعدة فى العالم كله.. وسبب كل ذلك معروف للقاصى والدانى وهو الحماية الأمريكية الكاملة لجرائم إسرائيل منذ أن ابتليت بها المنطقة العربية.
لا تستطيع إسرائيل بجيشها المدجج بأحدث الأسلحة أن تواجه حركة حماس بأسلحتها البسيطة لأن الجبن متأصل فى الصهاينة، وكل الحروب التى خاضوها ضد العرب خير دليل على ذلك، وتراثهم التاريخى يؤكد أنهم أجبن خلق الله وقد سجل عليهم القرآن الكريم ذلك.. لكن لأن أمريكا توفر لهم الحماية طوال الوقت، وتقدم لهم أحدث الأسلحة، وتمنحهم مليارات الدولارات، وتحميهم من قرارات الإدانة داخل مجلس الأمن بالفيتو الظالم.. بسبب كل ذلك استقوى الصهاينة ومارسوا أبشع الجرائم عبر التاريخ، ويواصلون جرائمهم دون رادع، ويرتكبون كل يوم مذابح يذهب ضحيتها المئات من الأطفال والنساء..وهى جرائم لا تدين الكيان الصهيونى المجرم وحده، ولا تدين أمريكا وحدها باعتبارها الراعى الأول للإرهاب الصهيونى فقط، لكنها تدين كل دول العالم التى ترى هذا الظلم وتفضل الصمت ليرتكب الصهاينة المزيد من الجرائم وحروب الإبادة كل يوم.
>> قتل الأبرياء عادة متأصلة فى الصهاينة عبر التاريخ، ومنذ أن ابتليت بهم البشرية، وهذه الخسة وصف ثابت لهم، وسجية معروفة منهم، وقد حاولوا قتل رسولنا الخاتم صلوات الله وسلامه عليه، ونشروا فى العالم فسادهم وقبحهم.. ويسجل التاريخ قائمة طويلة من عدوان الصهاينة وقتلهم الأبرياء بغير حق فى كل دول العالم، كما سجل المؤرخون صفحات سوداء من اغتيالهم لخصومهم خارج مسرح المواجهة المشروعة فى ساحات القتال.
>> معاناتنا الشديدة مع هؤلاء القوم ومن قتلوه من العرب والمسلمين دون ذنب، وما يمارسونه يوميا من عدوان على الأبرياء من شيوخ ونساء وأطفال فى غزة والقطاع والعديد من الدول العربية، وممارستهم كل أشكال الارهاب ضدنا هو حلقة فى سلسلة جرائمهم مع كل شعوب العالم عبر التاريخ.. فقد ارتكبوا أبشع صور الارهاب مع كل الشعوب التى ابتليت بهم.. وقد سجل شيخ الأزهر الراحل د.محمد سيد طنطاوي-رحمه الله- صفحات من سجلهم الأسود عبر التاريخ فى أشهر رسالة دكتوراه (بنو إسرائيل فى القرآن والسنة) وقال: «إن إفساد الصهاينة فى الأرض أمر اتسع نطاقه، وعم بلاؤه، وتعددت أساليبه، وتنوعت وسائله، ومن ألوانه: القتل والاغتيال، وقد سجل القرآن الكريم عليهم ذلك فى كثير من آياته؛ حيث قتلواالأنبياء، والذين يأمرونهم بالقسط من الناس، وهؤلاء القوم لم يقابلوا جميل الرسول الخاتم معهم بالجميل، بل قابلوا حلم رسول الله فى التعامل معهم بالتمرد والغدر والإساءة، بل انتقلوا من نطاق جحود النبوة، وتشكيك المسلمين فى صحة دين الإسلام إلى نطاق الغدر ونقض العهود والمجاهرة بالكراهية والاستنكار.
وأكد الإمام الراحل أن العالم كله قد اكتوى بنار الصهاينة ونكل بهم وانتقم منهم ولم يفعل بهم العرب والمسلمون (واحد فى المائة) مما فعله العالم بهم ردا على جرائمهم ورذائلهم..وأورد د.طنطاوى أمثلة مدعومة بالبراهين التاريخية منها:
>> فى إنجلترا أمر الملك الإنجليزى يوحنا بحبسهم فى جميع أنحاء مملكته، والملك هنرى الثالث أمر بتعذيب الصهاينة وحبسهم، ولم يكتف هذا الملك الإنجليزى بتعذيبهم وحبسهم، بل أصدر أمرا سنة 1230م بإلزامهم أن يدفعوا إلى الخزانة البريطانية ثلث أموالهم المنقولة.
>> فى فرنسا تعرضوا فى أزمنة مختلفة لنقمة الشعب الفرنسى وغضبه، لأنهم دمروا اقتصاده الوطني، وخنقوه بالربا الفاحش والمعاملات السيئة، ففى عهد لويس التاسع تدهورت الحالة الاقتصادية فى فرنسا، فأصدر أمرا بإلغاء ثلث ما لليهود على الفرنسيين من ديون، ثم أصدر أمراً آخر بإحراق جميع كتبهم المقدسة، خاصة التلمود.
>> فى إيطاليا حاربهم البابوات حربا شعواء وأطلقوا عليهم اسم (الشعب المكروه) وأغروا الشعب الإيطالى بهم فأعمل فيهم القتل والتشريد، وقد أصدر البابوات مراسيم عديدة لتكفير اليهود وتسفيه ديانتهم القائمة على التلمود، وثار الشعب الإيطالى على اليهود ثورة عارمة قتل فيها الآلاف منهم، وطرد من بقى حيا خارج إيطاليا.
>> فى إسبانيا ذاق اليهود من الشعب الإسبانى وملوكه صنوف الذل وألوان الهوان، ولم يظفروا بالراحة إلا فى أيام الحكم الإسلامى لإسبانيا.