إسرائيل تشهد حرب إبادة جماعية وحرب تجويع ضد الفلسطينيين، إسرائيل تجبر الفلسطينيين على النزوح خارج وطنهم للاستيلاء عليه.. إسرائيل تسعى إلى التوسع وضم غزة والضفة الغربية وإنشاء إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر، إسرائيل الدولة القوية فى الشرق الأوسط حيث تمتلك ما يربو إلى 400 رأس نووى يمكن حملها بالصواريخ الباليستية متوسطة وطويلة المدي.. إسرائيل الكيان الوحيد الذى يتحدى العالم بإعلان دولة توسعية غير معترف بها فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهى الدولة الوحيدة الذى مزق سفيرها ميثاق الأمم المتحدة أمام ممثلى 192 دولة فى الجمعية العامة ولم يجرؤ أحد أن يعلن إسرائيل دولة ما رقة وهو المسمى الذى أطلق على كوبا من قبل وعلى كوريا الشمالية رغم أنهما لم يعتديا على أحد ولم يهددا جيرانهما إسرائيل هى الدولة الوحيدة التى لاتحترم محكمة العدل الدولية ولا المحكمة الجنائية الدولية ومطالباتها بوقف حرب الابادة والتجويع فى غزة ضد الفلسطينيين بل إن بن غفر وزير الامن الاسرائيلى ذكر أن الرد على المحكمة الجنائية الدولية يجب أن يكون باحتلال اسرائيل لغزة واستعمارها بعد قتل أو تهجير كل الفلسطينيين منها، والسؤال الذى يتردد فى العالم اليوم فى الجامعات ومراكز الابحاث والعديد من دوائر صنع القرار، وبين «اليهود» الليبراليين فى العالم وداخل المؤسسات العسكرية، وفى كل من الدول الكبرى ودول جنوب هو من يردع اسرائيل؟
وليس المقصود من ردع اسرائيل إزالتها أو التقليل من رغبة حكامها وشعبها فى إقامة دولة «يهودية» صرفة وليس المقصود حصارها وخنقها وإنما القصد هو أن تتحول من دولة مارقة وعاصية إلى دولة طبيعية، من دولة توسعية عينها على أراضى فلسطين وبعض من أراضى الدول العربية المجاورة إلى دولة لها حدود معترف بها كغيرها من الدول ، ردع اسرائيل يعنى تخليها عن الارهاب الذى يمارسه وزراؤها المتطرفون والذين يسلحون المستعمرين ضد الفلسطينيين المدنيين والاستيلاء على أراضيهم وزراعاتهم وبيوتهم وطردهم تمهيداً لبناء مستعمرات اسرائيلية.. ردع اسرائيل يتطلب الضغط عليها للانضمام إلى اتفاقية عدم انتشار الاسلحة النووية تحسبا للدخول فى سباق نووى فى المنطقة لاتحمد عقباه كما ان ردع اسرائيل يعنى قبولها بدولة فلسطينية مستقلة فى الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب بجوار اسرائيل فى تعايش سلمي.
بيد أن ردع اسرائيل والذى عجزت عن تحقيقه الامم المتحدة لايمكن ان يتحقق فى ظل استمرار الدعم الامريكى والاوروبى غير المحدود لإسرائيل والذى يشمل السلاح والذخيرة والقوات الخاصة والمدد المالى المكثف إن تدفق هذه المساعدات منذ ٧ أكتوبر وحتى اليوم هو الذى يشجع إسرائيل على الابادة الجماعية للفلسطينيين وتجويعهم ومحاولة التخلص منهم إما بالقتل أو بالتهجير القسرى كما ان تحيز المؤسسات التشريعية والتنفيذية فى الغرب إلى جانب اسرائيل وضد الفلسطينيين بل والعرب بصورة عامة يكرس الغرور الاسرائيلى ويعقد من الصراع الفلسطينى الاسرائيلى والعربى الاسرائيلى بما يجعل المنطقة وربما العالم على شفا حرب وجودية لاتبقى ولا تذر خصوصا وأن الاسرائيليين يؤمنون بالارماجدون التى تعنى إما نحن كما نريد أونهاية العالم!!
إن ردع اسرائيل وتحولها إلى دولة طبيعية تعيش فى سلام مع جيرانها فلسطين ومصر والاردن وسوريا ولبنان يمكن ان يتم إذا توافرت عدة شروط أولها فداحة الخسائر البشرية الاسرائيلية فى الحرب الدائرة اليوم وغيرها من الحروب بصورة تخلق قلقا اسرائيليا على قدرتها على تحقيق الامن وإلا ظهرت الهجرة العكسية للإسرائيليين إلى خارجها وثانيها ان تتسع دائرة وأعداد الدول الاوروبية التى تعترف بدولة فلسطين كما فعلت إسبانيا وأيرلندا والنرويج وغيرها بصورة تخلق قلقا وانزعاجا فى إسرائيل ثم تتحول تلك الحركة الدولية إلى فرض عقوبات على إسرائيل نظير عدوانها وإساءة توظيف وضعها القانونى كدولة احتلال عسكرى لأراضى فلسطين وثالثها ان تتحول حركات تمرد الشباب فى الغرب ضد سياسات اسرائيل الدامية ضد الفلسطينيين إلى حركة سياسية مؤثرة على عملية صنع واتخاذ القرار المتعلق باسرائيل وفلسطين بحيث تتحرر هذه العملية من سيطرة المسيحية الصهيونية وجماعات الضغط الاسرائيلية واليهودية ورابعها ان يتخذ العرب عدة قرارات على رأسها إنشاء كونفدرالية عربية تعزرها قوة عسكرية عربية عصرية مشتركة مهمتها ردع التهديدات الاسرائيلية وصيانة حرمة الاراضى والشعوب العربية إن الهدف من كل ذلك يكمن فى رغبتنا الجادة فى التحول من حالة الصراع والحرب فى المنطقة إلى حالة السلام والتعاون وهى حالة مفيدة للجميع دون تمييز.